في وقت تتزايد أعداد ضحايا حزب الله اللبناني الذين يسقطون في معارك سوريا بشكل شبه يومي، يقوم نشطاء سوريون معارضون بتوثيق جنازات الحزب لضحاياه ونشرها على الانترنت بالأسماء والصور.
شيّع حزب الله اللبناني خلال اليومين الماضيين ثمانية من عناصره، الذين قال إنهم قتلوا أثناء quot;تأدية الواجب الجهاديquot;، وهو التعبير الذي يستعمله الحزب عادة لدى الحديث عن قتلاه في سوريا، في حين أكد موقع تابع للمعارضة السورية أنه وثق بالصور والأسماء سقوط ألف قتيل من الحزب، من دون أن يصدر من الأخير رد رسمي.
وذكرت قناة quot;المنارquot;، التابعة لحزب الله، أن الحزب شيّع السبت في بيروت حسن حسين مواسي ومحمد حمزة الحاج ديب، إلى جانب صلاح مهدي الرشعيني في الهرمل في شرق لبنان، وذو الفقار سليمان في إحدى قرى الجنوب، بينما ذكرت مواقع مقربة منه أنه شيّع الجمعة أربعة آخرين في الهرمل والجنوب.
من جانبه، أعلن موقع quot;كلنا شركاءquot;، التابع للمعارضة السورية، أنه قام بنشر صور ألف قتيل من عناصر حزب الله مع أسمائهم، مضيفًا أنه خلال فترة النشر التي جرت على حلقات وبدأت قبل أسابيع تخللها سقوط quot;عشرات القتلى الجددquot; واعدًا بنشر المزيد من الصور لهم في حلقات خاصة.
ولم يصدر تعليق من حزب الله حول تلك الصور، كما لم تتمكن CNN بالعربية من تأكيد صحتها أو الحصول على تعليق من الجهات المعنية، علمًا أن الحزب يشيّع بشكل شبه يومي أعدادًا من عناصره في مناطق لبنانية مختلفة منذ أن بدأ القتال في سوريا إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد.
وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، قد قال إن سوريا قد تجاوزت مرحلة إسقاط نظام الأسد، وكذلك خطر quot;التقسيمquot; بفضل تدخل حزبه، الذي قال إنه quot;جاء متأخرًاquot;، وردت المعارضة السورية ببيان قالت فيه إن مواقف نصرالله quot;متخبطةquot; وجنائز حزبه quot;باتت يوميةquot;.
تطوير أساليب قتالية
هذا وأفادت مصادر إعلامية أن حزب الله يطور أساليب جديدة في سوريا، مستخدمًا فرق القوات الخاصة للعمليات السرية بعمق داخل الأراضي التي يسيطر عليها الثوار قرب الحدود اللبنانية.
وأضافت المصادر لموقع قناة quot;الآنquot; التلفزيونية أن حزبَ الله أرسَل مئات من مقاتليها إلى سوريا لدعم قوات الأسد، لمساعدتهم على توطيد مركزهم في العاصمة السورية quot;دمشقquot;، ولكن مع تصاعد الخسائر البشرية الخاصة بها في الثورة السورية، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص خلال ثلاث سنوات، تحول حزب الله إلى استخدام مجموعة متنوعة من التكتيكات الجديدة، بما في ذلك العمليات المعقدة لمطاردة الثوار وقادة المعارضة.
ويعتبر الهدف من الإستراتيجية الجديدة، التي تشمل الكر والهجمات وكذلك مهام الاستطلاع، مساعدة الأسد على التشبث بالسلطة، والحد من خسائر حزب الله، والجماعات التي تريد شن الهجمات داخل لبنان نفسه.
ووصفت المصادر الإعلامية أن حزب الله لديه تاريخ طويل من هجمات quot;حرب العصاباتquot;، حيث إنه قاتل إسرائيل خلال احتلالها العسكري لجنوب لبنان منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، حتى انسحب الجيش الإسرائيلي في عام 2000.
ويقول المسوولون لـquot;الآنquot; أن حزب الله يرسل مجموعات صغيرة من المقاتلين لمراقبة المناطق قبل الدخول. وأشار مسؤولي حزب الله، أن الجماعة تربط الأراضي السورية بقواعدها في لبنان عبر شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية، مؤكدين أن المقاتلين يتجنبون استخدام الهواتف النقالة وغيرها من المعدات لعدم سهولة الرصد.
التعليقات