قتل زعيم جماعة "أنصار بيت المقدس" الإسلامية المتشددة مع ثلاثة من أفراد هذه الجماعة الجهادية ليل الخميس - الجمعة على أيدي قوات الأمن المصرية في شبه جزيرة سيناء، كما افاد مسؤولون وكالة فرانس برس.


اكد العديد من كبار المسؤولين الامنيين لفرانس برس أن شادي المنيعي، زعيم التنظيم الذي تبنى عددًا من الهجمات التي استهدفت قوات الامن المصرية منذ اطاح الجيش بالرئيس الاسلامي محمد مرسي، قتل مع ثلاثة من كبار قادة تنظيمه الجهادي، الذي يستلهم افكار تنظيم القاعدة، برصاص قوات الامن.

وبحسب مصادر أمنية، يعد شادي المنيعي الشاب البدوي، الذي عمل بالتجارة عبر الأنفاق، من أشهر شباب البدو في رفح والشيخ زويد، وقد اعتنق الفكر التكفيري، وانضم إلى الجماعات الجهادية في سيناء، رغم أن والده من كبار المجاهدين في سيناء الذين خدموا القوات المسلحة، إلا أن شادي أخذ مسلكًا آخر بخلاف والده، وشارك في قيادة تنظيم أنصار بيت المقدس أحمد حرب المنيعي قائد الجناح العسكري الذي قتلته القوات المسلحة منذ شهرين برفح في عملية نوعية.

واوضحت المصادر أن قوات الامن اطلقت النار على سيارة كان على متنها الرجال الاربعة في وسط سيناء. واضافت أن المجموعة كانت في طريقها لتنفيذ هجوم على انبوب للغاز. وفي آذار/مارس قتل توفيق محمد فريج، احد مؤسسي انصار بيت المقدس، في انفجار قنبلة كانت بحوزته وانفجرت من جراء حادث سير. واعتبرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة انصار بيت المقدس تنظيمًا ارهابياً في نيسان/ابريل الماضي.

ومع مقتل توفيق فريج زعيم أنصار بيت المقدس منذ شهرين أيضًا، اعتبرت جماعة انصار بيت المقدس شادي المنيعي هو الزعيم البديل لتوفيق فريج زيادة وسبق استهداف شادي المنيعي أكثر من مرة كان آخرها اصابة شادي وتم علاجه في قطاع غزة بعد تهريبه عبر الأنفاق وعودته لسيناء مرة أخرى لقيادة التنظيم الذي تلقى ضربات عديدة وموجعة من بعد ثورة 30 يوينو وحتى الآن بسقوط القياديين الاربعة.

وبزغ نجم «شادي المنيعي» في أعقاب تنحي نظام «مبارك»، وتردد بقوة بعد تفجيرات سيناء التي توالت منذ تولي المجلس العسكري شؤون البلاد، حتى أصبح الشاب حديث العهد بالفكر الجهادي «زعيمًا» للتكفيريين في سيناء.

إبان الانتخابات الرئاسية السابقة منع شادي المنيعي المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي من دخول «الشيخ زويد ورفح» لإقامة مؤتمر جماهيري، وبث مقطع فيديو تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي وقتئذ، قال فيه إنه لن يسمح بدخول صباحي شمال سيناء باعتباره يحمل "فكرًا شاذًا لا تقبله أي شريعة سماوية".

حلم «الإمارة الإسلامية»، هو الستار الذي تجري من خلفه كل العمليات التفجيرية من جماعات جهادية تزعّم أحدها شادي المنيعي. في أعقاب الإعلان عن خطف الجنود السبعة في رفح في أيار/مايو الماضي، برز اسم شادي المنيعي كزعيم للجهة المنفذة وقتها لم ينكر المنيعي اتهامات خطف الجنود باعتبارها ورقة ضغط للإفراج عن المعتقلين في أحداث طابا، وفي مقدمتهم حمادة أبو شيتة الجهادي المعروف.

زوال حكم الرئيس السابق محمد مرسي، يبدو ضربة أكثر قسوة

وبدأت انصار بيت المقدس عملياتها في سيناء، لكنها نقلت هجماتها بعيدًا عن شبه الجزيرة بمحاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم بسيارة مفخخة نفذها انتحاري في الخامس من ايلول/سبتمبر الماضي.

واعلنت "بيت المقدس" مسؤوليتها عن اعتداءات عدة كبيرة، ابرزها ثلاثة تفجيرات استهدفت مديرية امن جنوب سيناء في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، ومديرية امن الدقهلية في مدينة المنصورة في كانون الاول/ديسمبر الماضي ومديرية امن القاهرة في قلب العاصمة المصرية في كانون الثاني/يناير 2014.

كما اعلنت مسؤوليتها عن تفجير حافلة سياحية في جنوب سيناء، قتلت ثلاثة سائحين من كوريا الجنوبية وسائقهم المصري. كما تبنت اسقاط مروحية عسكرية في هجوم أسفر عن مقتل خمسة عسكريين في سيناء في 25 كانون الثاني/يناير الماضي.

وتقول انصار بيت المقدس إنها تقوم بعملياتها ضد الامن انتقامًا لقمع السلطات المصرية لانصار مرسي. وتشن السلطات المصرية حملة واسعة على انصار مرسي، خلفت نحو 1400 قتيل، معظمهم من الاسلاميين، بحسب منظمة العفو الدولية.

واعتقلت السلطات المصرية أكثر من 15 الف شخص، غالبيتهم الساحقة من اعضاء الاخوان، على رأسهم قيادات الصف الاول في الجماعة والذين يواجهون محاكمات بتهم مختلفة. من العمليات العسكرية التي استهدفت الجهاديين إبان فترة حكمه يأتي ذلك بسبب وجود تنسيق دائم بين جماعة الإخوان والجماعات الأكثر تشددًا في شمال سيناء، واعتبرت تلك الجماعات أن الإطاحة بـ«مرسي» بعد 30 يونيو تسببت في نزع الغطاء الآمن الذي كان يضمن حرية الحركة في مدن «شمال سيناء».