طالب مئات البريطانيين في مسيرة، ثم تظاهرة، أمام مكتب الإخوان المسلمين في لندن، طالبوا بطرد أعضاء الجماعة من البلاد هاتفين ضد ممارساتها.


أسامة مهدي: نظمت حركة سياسية بريطانية مظاهرة أمام مقر مكتب الإخوان المسلمين في ضواحي لندن الشمالية.. حيث تجمع مئات من أنصار حركة "تحالف ساوث إيست" في محطة مترو كيلبورن في شمال لندن ظهر اليوم حين بدأت المسيرة بالأعلام الانجليزية، وسار المشاركون فيها حتى مقر مكتب الإخوان في ضاحية كريكل وود في شمال لندن، حيث رددوا هتافات مطالبة بطرد الإخوان من بريطانيا.

ودعت الحركة أعضاءها في بيان إلى عدم الالتفات إلى أي أعمال استفزازية يقوم بها الإخوان، حيث أشاروا إلى أنهم قد يواجهونهم خلال المظاهرة. وأكدت الحركة على أن المظاهرة سلمية، مشددة على ضرورة عدم اللجوء إلى العنف. وانتهت المظاهرة بمسيرة عائدة إلى محطة كيلبورن، التي بدأت منها، حيث تفرّق المتظاهرون.

من جانبه قال بول بيت، رئيس تحالف ساوث إيست، إن لدى البريطانيين الحق فى الاحتجاج. وأضاف "لا يوجد ما هو عنصري في الأمر، ولا يوجد ما هو معاكس في الأمر أن نقول في مجتمع حديث: هل نستفيد من وجود هؤلاء هنا؟".

وقد تواجدت قوات الشرطة البريطانية بكثافة في منطقة التظاهرة لتأمين المشاركين فيها حتى تفرّقوا بسلام من دون أي حوادث.& وكان أبناء الجالية المصرية في بريطانيا قد تظاهروا في آذار (مارس) الماضي ضد وجود الإخوان المسلمين على أراضي هذا البلد، داعين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى طردهم من بلاده باعتبارهم إرهابيين.

وردد المتظاهرون هتافات تقول "لا لإرهاب الإخوان"، و"لا مرحبا بهم بيننا في بريطانيا"، و"الإخوان مش مسلمين.. الإخوان إرهابيين"، و"يا سيسي يا سيسي.. خذ قرارك الشعب بانتظارك".

وقبل ذلك كان حزب "بريطانيا أولًا" قد نظم في التاسع عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي مظاهرة خارج مقر جماعة الإخوان بعدما أبدى الحزب الذي تأسس عام 2011 غضبه من اتخاذ الجماعة مقرًا جديدًا لها في إحدى الشقق في المنطقة التجارية في حي "كريكل وود"، حيث تدير من هناك حربها ضد النظام المصري الجديد.

وقال الحزب في بيان "نريد أن نثبت لجماعة الإخوان أنه غير مرغوب فيها في بريطانيا، هيا انضموا، وإن على (الجهاديين) أن يدركوا أن عليهم مغادرة بريطانيا والعودة إلى بلادهم لنشر الكراهية والموت هناك، بينما كل الوطنيين العقلاء مرحّب بهم معنا".

وأوضحت قائلة "لقد نظمنا بنجاح مظاهرة خارج مقر جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في 113 كريكل وود في شمال لندن".. وأضافت "يجب ألا يكون لهذا التنظيم الإرهابي مكان في بريطانيا، وهم ليسوا موضع ترحيب، فبلادنا ليست الجزيرة التي يمكن أن تكون مرتعًا للجهاديين".&

قلق إخواني
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمر في الأول من نيسان (إبريل) الماضي بإجراء تحقيق عاجل حول أنشطة جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها السلطات في كانون الأول (ديسمبر) الماضي تنظيمًا إرهابيًا وسط مخاوف من أنها تخطط للقيام بأنشطة متطرفة في المملكة المتحدة.

وسيقوم جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) بموجب التحقيق في تقويم مزاعم أن الجماعة كانت وراء مقتل 3 سياح في حافلة في مصر في شباط (فبراير) الماضي وسلسلة من الهجمات الأخرى.

ومنذ عزل مرسي في تموز (يوليو) كثفت مجموعات إسلامية متطرفة هجماتها على قوات الأمن المصرية، ما خلف أكثر من 200 قتيل، كما استهدف اعتداء دام حافلة سياحية في جنوب سيناء، أدى إلى مقتل ثلاثة سائحين من كوريا الجنوبية وسائق الحافلة في منتصف شباط (فبراير) الماضي.

وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس أكثر الجماعات الإسلامية المتطرفة المسلحة نشاطًا في مصر، والتي تتبنى أفكار تنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن معظم تلك الهجمات. لكن السلطات المصرية تقول إن تنظيم بيت المقدس مرتبط أساسًا بجماعة الإخوان، ناسبة هذه الاعتداءات إلى الإخوان.

وقد انتهت في مطلع الشهر الحالي المهلة التي حددتها اللجنة المشرفة على التحقيق الذي أطلقته بريطانيا حول تنظيم الإخوان المسلمين برئاسة جون جينكينز السفير البريطاني في السعودية. وقال مراقبون إن تزامن انتهاء المهلة مع تأكيد انتخاب السيسي رئيسًا لمصر بعث بالقلق في نفوس قادة التنظيم، الذين سرعان ما أرسلوا احتجاجًا على تشكيل اللجنة عقب الإعلان عن ذلك مباشرة.
&

&