كشف الشيخ أحمد الدباش، مؤسس الجيش الإسلامي في العراق، عن أن رجاله يحاربون جنبًا إلى جنب مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام من أجل استرداد بغداد، حتى لو كان ذلك يعني التسبب بدفع البلاد نحو حرب أهلية.


أوضح أحمد الدباش، (47 عامًا)، في مقابلة خاصة أجراها مع صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية، أن الآلاف من رجاله يشاركون بالفعل في العمليات المسلحة التي يقودها تنظيم داعش عبر شمال العراق، والتي باتت تهدد الآن أبواب العاصمة بغداد.

قد ننقلب عليهم
وأكد الدباش أن جيشه لا يتشارك الفكر المتطرف نفسه مع داعش، ملمحًا في هذا السياق إلى أن رجاله قد يلجأون يومًا ما لحمل السلاح ضد زملائهم الجهاديين.

أضاف الدباش بقوله: "إذا لم يتنح رئيس الوزراء نوري المالكي، فنحن سنذهب بلا شك إلى بغداد، وسنواصل الزحف والسير إلى هناك بشتى السبل". ولفتت التلغراف من جانبها إلى أن الدباش ظل طوال ما يزيد على عقد بمثابة العقل المدبّر لحركة التمرد السنية التي تصدت للاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003.

شارك الجيش الإسلامي في البداية مع القاعدة بعمليات قتالية ضد قوات التحالف في كل أنحاء البلاد، حتى بات الدباش واحدًا من أبرز المطلوبين من جانب أميركا، لدرجة إن الحكومة الأميركية وصفته بأنه واحد من الإرهابيين البارزين في العام 2006.

عدو واحد
وها هم اليوم رجال الدباش يعيدون تنظيم صفوفهم من أجل محاربة رئيس الوزراء العراقي وحكومته، التي يقودها الشيعة، وتحظى بدعم من قبل إيران. وعاود الدباش ليقول في سياق مقابلته مع التلغراف: "نحن هنا لمحاربة أي احتلال، سواء كان أميركيًا أو إيرانيًا. ولدينا عدو مشترك مع داعش الآن، ولهذا نحن نحارب جنبًا إلى جنب".

من الجدير ذكره أن المسلحين السنَّة نجحوا خلال الأشهر الستة الماضية في إحراز تقدم واقعي، حيث فرضوا سيطرتهم على جزء من الأرض في محافظة الأنبار، ثم نجحوا خلال الأسبوعين الماضيين في احتلال الموصل، التي تعتبر ثاني أكبر المدن العراقية، ومضوا بعدها صوب الجنوب، وها هم يواصلون زحفهم باتجاه بغداد.

إلى ذلك، أعلن مسؤولو قسم الدعاية في داعش، عبر تويتر، (المنتديات الجهادية وكذلك المحطة التلفزيونية الخاصة بالتنظيم)، أنهم مصرّون على مواصلة الهجوم لرغبتهم في تأسيس دولة إسلامية تتألف من مساحات شاسعة من العراق وشمال سوريا.

التقسيم حلًا
أكمل الدباش حديثه بالقول: "يجب أن يرحل المالكي أولًا. وبعدها سنطلب تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق ذاتية الحكم، على أن يتقاسم السنَّة، الشيعة والأكراد الموارد بصورة متساوية. وأخيرًا سنطلب تعويضًا للمليون ونصف مليون عراقي، ومعظمهم من السنة، الذين تم قتلهم على أيدي الأميركيين ورجال نظام نوري المالكي".

وتساءل الدباش: "وهل يمكن أن يفرض بضع مئات من جهاديي داعش سيطرتهم على الموصل بكاملها؟"، مجيبًا: لا، لأن كل القبائل السنية اتحدت ضد المالكي. وهناك أجزاء من الجيش، البعثيين من فترة حكم صدام حسين، رجال الدين والجميع، كلهم قرروا الخروج من حالة الاضطهاد التي نعانيها. وأنا أُفَضِّل التوصل إلى حل سياسي، تقوم الحكومة العراقية بموجبه بتلبية مطالب الجيش الإسلامي".

&&&&
&