في مواجهة التصعيد الطائفي في العراق دعا ائتلاف "متحدون" بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي المحافظات السنية الست المحتجة إلى حمل السلاح لمواجهة داعش وعدم الانجرار لحرب طائفية... فيما حل في طهران اليوم بارزاني لبحث تطورات الاوضاع في العراق حيث رفض الأكراد الانسحاب من كركوك التي سيطروا عليها اثر انسحاب الجيش منها.


لندن: طالب ائتلاف "متحدون للاصلاح" السني بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي جميع المجموعات السياسية في المحافظات العراقية الشمالية والغربية السنية الست التي تشهد احتجاجات ضد الحكومة منذ اواخر عام 2012 إلى أنّ يكون لها موقف موحد تعبر فيه عن الحرص على وحدة العراق وأمنه وسلامة ابنائه.

وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف ظافر العاني في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نصه "ليس لدينا أي وهم بأن تنظيم داعش هو منظمة إرهابية تكفيرية لا يمكن الحوار معها الا باللغة الوحيدة التي تعرفها وهي القوة المجردة وان تنظيما مثل هذا لا يمثل مكونا او طائفة او مذهبًا وانما هو منهج تدميري يستهدف الجميع بلا استثناء لأنه فكر دخيل على مجتمعنا ولا يمت للنسيج الاجتماعي بصلة".

واضاف "ان مجتمعنا جرّب أمثال هؤلاء في السنوات السابقة وتعرف على سلوكهم المشين عن كثب ودفع مجتمعنا ثمنا غاليا من فكرهم المتطرف فأينما يحل هؤلاء يحل الخراب معهم". وأشار إلى أنّهم يسعون إلى خلط الاوراق وتوفير المبررات لإحداث فتنة طائفية لن يستفيد منها الا اولئك المهووسون بالسلطة لتبرير وجودهم فيها حتى يضخوا لمجتمعنا حقنات الكراهية واطلاق يد المليشيات الإجرامية للإيغال في جرائمها في مناخات توفرها لهم لافتة داعش.

وشدد العاني على ان هذا التنظيم ومن على شاكلته يريد ان يركب موجة الاحتجاجات الشعبية في ست محافظات عراقية والقائمة على المناداة بمطالب عادلة ومشروعة كانت هنالك للسلطة فرصة زمنية طويلة للأخذ بها وتطمين كل العراقيين بانهم مواطنون غير مهمشين "لاننا نعرف جيدا ان داعش يعتاش على أخطاء السلطة في التعامل العادل مع مواطنيها".

وقال ان قائمة متحدون للاصلاح اذ تدين سلوك هذه المنظمة الارهابية وسياساتها القائمة على احداث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد من خلال استهدافها المساجد والكنائس والمراقد والمقامات الدينية والشخصيات الاجتماعية والمواطنين على حد سواء "فاننا ندعو كل المجموعات السياسية في المحافظات الست سواء تلك التي في العملية السياسية ، او خارجها من التي لم تندمج فيها ولها تحفظاتها عليها ، إلى أنّ يكون لها موقف موحد تعبر فيه عن حرصها على وحدة العراق وأمنه وسلامة ابنائه ".

ودعا ابناء العشائر الكريمة إلى التصدي لهذا المنهج التدميري وعدم السماح لهؤلاء بخلط الأوراق والانتعاش على حساب المطالب الوطنية. وطالب العراقيين من جميع المكونات المذهبية والقومية إلى عدم الانجرار والاستماع لدعوات الحرب الطائفية "التي بتنا نسمعها من اعداء الوطن الذين يسعون لكي يكون العراقيون وقود هذه الحرب التي ستكون على حساب وحدة الوطن وأمن أبنائه".

يذكر أن محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) العام 2012 تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش للمكون السني .

بارزاني في طهران والأكراد يرفضون مغادرة كركوك

بدأ رئيس حكومة اقليم كردسان العراق نجيرفان بارزاني اليوم زيارة إلى طهران لتقديم توضیحات حول بعض الغموض السائد فی سلوك بعض المجامیع الارهابیة في الاقليم والاوضاع في الاقليم والعراق على ضوء الاحداث التي يشهدها حاليا.

وقال مساعد وزير الخارجية الايراني امیر عبداللهیان ان ایران لدیها علاقات متینة مع الأكراد في العراق وهناك تعاون مثمر بین الطرفين وان ایران تشجع الأكراد على مساعدة الحکومة الاتحادية فی مجال مکافحة المجموعات المتطرفة. وقال عبد اللهيان في تصريحات صحافية ان نيجيرفان بارزاني سیقدم خلال زیارته لطهران توضیحات حول بعض الغموض السائد فی مجال تحرکات المجامیع الارهابیة في الاقلیم.

وحول محادثات وزارة الخارجیة الایرانیة مع المسؤولین البریطانیین بشأن الازمة فی العراق قال عبد اللهيان ان المحور الرئیسي لهذه المحادثات هو مکافحة الارهاب واعادة الأمن والاستقرار الی العراق. ومن جانبه أشار مصدر حكومي في الاقليم إلى أنّ بارزاني سيبحث في طهران الاوضاع الجارية في المنطقة وخصوصا الأمنية في العراق.

وعلى صعيد آخر اكد التحالف الكردستاني اليوم الاثنين ان قوات البيشمركة ستبقى في كركوك والمناطق المتنازع عليها ولن تنسحب منها لحين تطبيق المادة 140 من الدستور الخاصة بهذه المناطق.&

وقال النائب عن التحالف محما خليل ان "قوات البيمشركة دخلت إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها لتملأ الفراغ الأمني خاصة بعد انسحاب قوات الجيش العراقي من تلك المناطق" مبينا ان "البيشمركة لن تنسحب من كركوك والمناطق المتنازع عليها لحين تطبيق المادة 140 من الدستور الخاصة بهذه المناطق مع الحكومة الاتحادية".

واضاف خليل في تصريح لوكالة "ألسومرية نيوز" ان "هذه القوات ستبقى في كركوك لحمايتها من التنظيمات والمجاميع الارهابية".. مدعيا ان "اغلبية سكان هذه المناطق من المكون الكردي ويفضلون بقاء البيشمركة لحمايتهم من الارهاب بدلا عن الجيش العراقي". وأضاف ان "المناطق المتنازع عليها يسكنون الاغلبية الكردية وهم يردون قوات البيشمركة لحمايتهم وضم مناطقهم إلى كردستان وفق ما نص عليه الدستور".

وكان آمر اللواء الأول في قوات البيشمركة المنتشرة في كركوك العميد شيركو رؤوف أعلن الاربعاء الماضي انتشار لوائه في مناطق جنوب غرب المحافظة بعد انسحاب قوات الجيش ضمن الفرقة 12 لسد الفراغ الأمني في هذه المواقع.

يشار إلى أن تنظيمات مسلحة من بينها "داعش" انتشرت منذ نحو أسبوع في معظم مناطق محافظة نينوى وبعض مناطق محافظة صلاح الدين وديإلى وكركوك وهددت بالزحف إلى بغداد ومحافظات أخرى فيما دعت المرجعية الدينية في النجف كل من يقدر على حمل السلاح إلى التطوع في صفوف القوات المسلحة لمقاتلة التنظيم.