محمد قاسم من بغداد: مع استمرار المداهمات الليلية التي تقوم بها القوات الامريكية في مدينة الصدر منذ اثلاثة اشهر يستمر ويزداد نفور الناس هناك من هذا الوضع القاسي وغير المقبول الذي يحصد معه في صباح كل يوم مزيدا من الابرياء من نساء واطفال وكبار سن في هذه المدينة المتهرئة من تردي الخدمات..
ففي كل يوم يشمل يسقط الابرياء وليس المطلوبين الذين يكونون قد فروا مسبقا لاماكن بديلة اي على عكس ماتعلنة القوات الامريكية عقيب غاراتها الليلية المستمرة من انها تستهدف ضرب قياديين في ميليشيا جيش المهدي الي تعتبر مدينة الصدر اهم وفقا لما كرره الاهالي لنا.

وتتهم القوات الامريكية جيش المهدي بشن الهجمات على قواتها في مختلف المحافظات وتلقي التدريب والتمويل من ايران بينما تتمه الاحزاب السنية بانه وراء مقتل آلاف السنة وتفجير الكثير من المساجد في المناطق السنية.ونادرا ماتقع ايدي القوات الامريكية على احد افراد جيش المهدي ليعتقلوه حيث الااحد من هؤلاء يقضي ليلته في بيته فيكون المدنيون هم من يدفع الثمن.

احد الاهالي قال لايلاف ان مايزيد من غيظنا هو مانعانيه من قصف ليلي مستمر وعدم صدور اي شيء من قبل البرلمانيين الذي انتخبناهم فلا تصريحات ولا استنكارات ولا مطالبة بايقاف المداهمات الليلية اوالقصف الليلي كما يفعل بعض البرلمانيين وغيرهم عندما تتعرض احدى المدن في المنطقة الغربية للحصار او القصف حيث يقومون بمقاطعة الحكومة والاستنكار المستمر والصراخ عبر الفضائيات واقامة المؤتمرات الصحفية في خارج العراق والتنديد بما يجري على تلك المناطق . وطبعا هذا هو الصحيح والمطلوب.و

اكرم الذي يعمل موظفا قان ان مايرافق هذه الحملات الليلية هو سرقة محتويات البيوت من قبل الجنود فلا يخرجون من البيت الذي يدخلونه الا بعد ان ياخذوا احد افراده وينهبوا مايعثرون علية اثناء التفتيش من اموال وذهب او اي شيء خيف وزنة وغالي ثمنه ، وفي البيوت التي لايجدون فيها شيء سوى رجل كبير السن او امرأة عجوز وعدد من الاطفال والنساء ولا يوجد فيها اموال او ماشابه فانهم يخربون كل ماهو موجود من اثاث بسيط ويكسرون التلفزيون ويقلبون الثلاجة ويكسرون الاواني الزجاجية ثم يخرجون.

ابو محمود قال من سوء حظ الناس في مدينة الصدر ان اغلب الضحايا من جراء القصف الليلي هم من اشدهم فقراً واصعبهم حالاً.كما حصل قبل 9 ايام تقريبا في منطقة الاورفلي حيث توغلت عدد من الآليات الامريكية هناك باسناد جوي مكثف بعد انتصاف الليل بساعتين وراحت تمشط المنطقة ولان الاميركان يسحقون السيارات المتوقفة خرج احد المساكين ينظر من وراء الباب ليتفقد سيارته التي يعتاش منها فوجد السيارة سالمه لكنه فوجئ بوابل من الرصاص ينطلق علية من المدرعة التي توقفت في ركن المنطقة وما هي ثواني حتى انقلع الباب ويسقط الرجل يتدحرج داخل الفرع ميتاً فجائت زوجته تصرخ بهستيريا والقت نفسها فوقه غير منتبهه للمدرعة التي لم تكتفي بعد فكان ان اطلقت المدرعة عليها الرصاص فقتلت فوق زوجها وبعد لحظات جاءت ابنتهم الشابه تصرخ وحالها اشبه بحال امها وما ان تعدت عتبة الدار حتى الحقتها المدرعة بابويها ... وهذه الحادثة حصلت في بدايةالاسبوع الماضي والكثيرمن اهالي منطقة الاورفلي ذكروها لنا مستغربين لعدم ذكرها في وسائل الاعلام ولم يتطرق لها البرلمانيون او غيرهم .

اسرة(أ - ف)اخبرونا ان الامريكان دخلوا الى بيتهم بعد ان فجروا الباب وحطموا الاثاث ولم يخرجوا الا بعد ان اعتقلوا(7) سبعة افراد من هذه العائلة وهم الاب وابنائه الــ(5) وابن عمهم . ولا يستطيع الاهالي التظاهر خوفا من المفخخات التي ربما تندس بينهم او الانتحاريين لكن يبقى متنفسهم الوحيد في يوم الجمعة حيث تكون صلاة الجمعة محاطة بعدد كبير جدا من الحراسات المحلية من الشباب وخلالها ترتفع الاصوات من المصلين ومن خطيب الجمعة بهجمات كلامية ضد قوات الاحتلال وتوبيخ الحكومة على التقصير بحق المدينة.

ومن بين هذه الاصوات تنطلق همسات تدين المسلحين الذين يصوبون نيرانهم على القوات الاميركية من هذه المناطق التي يتم استهدافها من الاميركان انتقاما من الاهالي الذين لاحول لهم ولاقوة لانهم لايمنعون المسلحين من مهاجمة الاميركان من مناطقهم.