تسارع وتيرة quot;الهجرة الصامتةquot; من كوبا الى الولايات المتحدة


باتريك لسكو منهافانا: سواء كان في عهد فيدل كاسترو او شقيقه راوول، بالتغيير او من دونه، يتزايد عدد الكوبيين الذين يختارون المنفى، عبر الطرق الشرعية او غيرها، اولا في اتجاه الولايات المتحدة، عدوة النظام اللدودة.وهناك مؤشرات تدل على ان 2008 ستكون سنة الارقام القياسية في عدد الراحلين حيث ان خلال النصف الاول من السنة المالية الاميركية التي تبدأ في الاول من تشرين الاول/اكتوبر، ارتفع الى نحو ثلاثة الاف اي 21% اكثر من السنة الماضية، عدد الذين يجازفون بالابحار وعبور مضيق فلوريدا، حسب الارقام التي نشرتها الخميس دائرة المصالح الاميركية في هافانا.
والى اولئك المهاجرين غير الشرعيين يضاف عشرون الفا تمنحهم دائرة المصالح الاميركية تاشيرة بين الراغبين في الهجرة في اطار اتفاقات بين كوبا والولايات المتحدة، وعشرة الاف يصلون الى الحدود الاميركية المكسيكية بدون تاشيرة.


وفي المجموع سيغادر 35 الف كوبي الجزيرة الشيوعية في اتجاه الولايات المتحدة يضاف اليهم الذين يفضلون اوروبا او اميركا اللاتينية لكن اعدادهم متدنية جدا وليست متوفرة.


ولم تكبح التغييرات التي شهدتها الجزيرة الشيوعية مع تولي راوول كاسترو السلطة وبعض الاجراءات التي اتخذها لتشجيع الاستهلاك والتي تزامنت مع تسارع وتيرة الرحيل الذي كثيرا ما يوصف بانه عبارة عن quot;هجرة صامتةquot;.
وبفضل الظروف المناخية المواتية تضاعفت الهجرة غير الشرعية بحرا بين شباط/فبراير واذار/مارس وارتفعت من 219 الى 412 مهاجرا، حسب الارقام الاميركية الرسمية.
ويطمح عدد كبير من الشبان الذين لا يبالون كثيرا او يشكون في آفاق التطور السياسي والاقتصادي في كوبا، الى مغامرة في الخارج.
وتفيد الاحصائيات الاميركية ان اعمار معظم الكوبيين الذين يضبطهم خفر الحدود الاميركيين في مضيق فلوريدا تتراوح بين 18 و35 سنة.
ويخصص القانون الاميركي استقبالا خاصا للكوبيين الذين تطأ اقدامهم اراضي الولايات المتحدة بمنحهم تسهيلات في مجالات السكن والعمل ورخصة الاقامة.
ما دفع كوبا الى اتهام الولايات المتحدة بتشجيع الهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالبشر.
وافادت دائرة المصالح الاميركية ان 70% من الكوبيين الذين عبروا خلال الاشهر القليلة الماضية ال150 كلم في مضيق فلوريدا وصلوا في زوارق سريعة تستخدمها الشبكات غير الشرعية التي تتخذ من ميامي مقرا لها. ويتراوح ثمن العبور بين ثمانية الى عشرة الاف دولار.
وتفيد بعض الشهادات ان تلك الزوارق غالبا ما ترسي في وضح النهار في شواطئ منزوية بكوبا حيث ينتظرها الراغبون في الهجرة لا سيما في جزيرة الشباب (جنوب هافانا).


من جانب اخر قررت السلطات الاميركية، من خلال برنامج لم شمل العائلات، التسريع في تسليم تاشيرات للعائلات الكوبية الراغبة في الانضمام الى ذويها في الولايات المتحدة. وانخفضت المهلة التي كانت تتراوح بين سبع الى عشر سنوات واصبحت لاتتجاوز بضعة اسابيع.
ورغم القيود التي تفرضها الادارة الاميركية على الرحلات الى كوبا تعتبر العلاقات العائلية على ضفتي المضيق متعددة وقديمة حيث ان الولايات المتحدة تاوي نحو 5،1 مليون نسمة من اصل كوبي.


ويساعد العديد منهم اقتصاديا عائلاتهم التي بقت في الجزيرة بارسال اموال تقدر بنحو مليار دولار في السنة.
واخذت الظاهرة منحى خطيرا مع الهجرة المكثفة عام 1980 عندما نزح 125 الف كوبي ابحروا من ميناء ماريال (شرق هافانا) الى الولايات المتحدة وفي صيف 1994 عندما ابحر 37 الف quot;بلسيروسquot; (المهاجرون الذين يعبرون في الزوارق) في عز الازمة الاقتصادية في كوبا، على قوارب هشة متوجهين الى السواحل الاميركية.