تعتبر عين الفيجة المتنفس الأول لسكان دمشق منذ مئات السنين وأهم المقاصد السياحية في محافظة ريف دمشق نظراً لطبيعتها الساحرة التي تجمع السهل والجبل والماء والشجر إضافة إلى مرور نهر بردى بين أحضان واديها.
منذر العمري من دمشق: يقول محمود الغضبان رئيس البلدية إن تسمية الفيجة تعود إلى اليونانية القديمة وتعني المياه العذبة والنقية وقد سكنها الناس منذ آلاف السنين ويدل على ذلك وجود آثار من العهد اليوناني إضافة إلى المعبد الروماني عند فوهة نبعها الشهير وهو بقايا لحصن عزتا الذي يعود الى تلك الفترة وربما أبعد بكثير حيث كان الناس يتخذونه مكانا للعبادة ويقدمون القرابين لالهة الينبوع في ذلك المكان.
كما يوجد في البلدة بقايا اثار لنفق منحوت في الصخر كانت الملكة الشهيرة زنوبيا تريد جر المياه عبره الى تدمر لكن المشروع لم يكتب له النجاح.
ويضيف رئيس البلدية ان عين الفيجة تمتلك العديد من المقومات لتكون مقصداً سياحياً هاماً لسكان المنطقة وأهالي دمشق خاصة إضافة إلى العديد من السياح العرب والأجانب فهناك الكثير من المطاعم التي تقدم الوجبات الشعبية المعروفة إضافة إلى المنشآت السياحية الفاخرة ويضفي كرم الأهالي وحرارة الجو المعتدلة صيفاً إلى جانب وجود نبعها الشهير الذي يزود دمشق بالمياه العذبة والنقية ونهر بردى ومرور الخط الحديدي الحجازي جواً ملائماً للاستجمام والسياحة وقضاء أوقات عائلية مميزة.
وتزخر بساتين عين الفيجة بأشجار الفواكه المثمرة كالعنب والرمان والتين والزيتون والمشمش والجوز بالاضافة إلى الأشجار الحراجية كما تنتشر اشجار الحور والرومي والصفصاف والدلب على ضفتي النهر ما يزيد من جمالية طبيعة المنطقة.
وتشكل عين الفيجة منذ آلاف السنين أهم مصدر لاستمرار الحياة في مدينة دمشق حيث تعود محاولات جر مياه الفيجة لدمشق إلى العصر الروماني فهناك آثار قناة لنقل المياه في الصخر لا تزال موجودة حتى اليوم في بعض القرى تظهر تارة وتختفي أخرى.
ويقول الدكتور موفق خلوف مدير عام مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي إن تاريخ دمشق اقترن منذ الأزل بمياه الفيجة التي تعتبر حتى اليوم المصدرالرئيسي لمياه الشرب وقد عرفه الاقدمون بعذوبته وجودة مياهه التي تعتبر من أعذب وانقى مياه الشرب في العالم وذلك بشهادة أهم المخابر العالمية حيث بينت التحاليل المخبرية لمياه النبع أن مواصفاته مطابقة للمواصفات القياسية لمنظمة الصحة العالمية وان القساوة العامة فيها تتراوح بين 13 و16 درجة فرنسية والأملاح المترسبة بين140 و170 مغ ل وتشتهر كلمة فيجة في كل أنحاء سورية حيث تعني المياه النقية الصالحة للشرب.
وتقول أم محمد من مدينة دمشق انه منذ طفولتنا تجتمع العائلة ونقصد عين الفيجة كل اسبوع للتمتع بجمال الطبيعة والجلوس على ضفاف بردى وتناول المشاوي والسلطات في المقاهي والمصاطب الشعبية وعند حلول الشتاء نترقب بفارغ الصبر قدوم فصل الربيع لنعاود السيران والشرب من مياهها الباردة جداً والنقية في أكثر أيام الصيف حرارة.
من جهته يقول غياث وهو تاجر في مدينة دمشق: الفيجة بالنسبة لنا شيء أساسي في حياتنا لا يمكن مضي أسبوع دون الذهاب إليها والتمتع بجوها الرائع مشيراً إلى أنه سافر إلى كثير من دول العالم ولم يجد أي شيء يعوضه عن مياه الفيجة وعذوبتها وجمال الجلوس بظل أشجارها والجو العائلي الشعبي الذي يشعره بالحنين والعودة إلى الماضي.
يشار إلى أن عين الفيجة تقع إلى الغرب من مدينة دمشق على بعد 22 كم عن مركز المدينة وتعتبر أهم القرى في الغوطة الغربية ويتميز مناخها بالبارد شتاء والمعتدل الحار صيفا ويبلغ معدل الأمطار السنوي فيها حوالي 500 ملم.
التعليقات