تزداد في عدد من المدن العراقية ظاهرة باتت تسمى بظاهرة الجراوي.. وهي كنية تطلق على المثليين اليوم في العراق. وقد تم قتل بعض من هؤلاء المثليين من قبل ذويهم أو من قبل مسلحين مجهولين لأسباب إجتماعية ودينية. وهناك من يطلق التسمية على كل شاب حليق الشاربين ويطيل شعررأسه ويرتدي ملابس ضيقة.التحقيق التالي يسلط لقطة على زوايا من هذه الظاهرة.
ماجد شاكر من بابل: في زوايا شوارع المدن العراقية يلمح بصرك شبابا بشعور طويلة وسلاسل ذهبية، يضعون الماكياج على وجوههم، يتحرشون بالفتيات والفتيان على حد سواء. وفي المقابل ثمة فتيات يتصرفن تصرفات الرجال يرتدين ملابس ذكور ويقصصن شعرهن قصة ولادية.
ويبدو أن هناك ثلاث مجموعات في الشارع العراقي، الأولى هي quot;الجراويquot; وهي تسمية تطلق على المخنثين. والمجموعة الأخرى هي quot;الشيالةquot; وهي مجموعة تبحث عن المخنثين لكي تصطادهم. والمجموعة الأخرى تتربص بالمخنثين لتقنعهم بممارسة جنسية، وهذه المجموعة تسمى quot; صفاكة quot; الذين يصفقون أو quot;فرخجية quot; الباحثين عن الاولاد الصغار (الفراخ).
وتروي ندى حمدي أنها فسخت عقد الخطوبة من شاب لأنه يتصرف معها بأنوثة طاغية وميعة شديدة، ولا تبدو في طباعه ملامح شهامة ورجولة، حين دعاها يوما إلى قضاء سهرة بسهرة صديق، وهو أمر يرفضه مجتمع محافظ كالمجتمع العراقي.
ويرتدي (بلسم) وهذا اسمه الحركي، واسمه في الأصل (باسم)، بنطالا اختصر جزءه العلوي ووضع الجل على رأسه، وارتدى قميصا تنساب ثناياه في الهواء.
ويقلد بلسم آخر الصرعات في عالم الأزياء واحدث قصات الشعر العالمية. ويرفض (بلسم) الربط بين المثليين والمخنثين، وبحسب قوله فان المخنثين لهم قيمهم وهي بعيدة عن الشذوذ الجنسي.
ويقول بلسم إن الفتيان من نوعه يحبون الجمال ويقلدون النساء لأنهن جميلات.
لكن عذراء ترى أن مقاييس المجتمع متفاوتة بشأن هؤلاء وهي لا ترى ضيرا في الأمر إذا كان هؤلاء لا يسببون الضرر للمجتمع وان الأهم من كل ذلك المحافظة على قيم الحرية الجديدة في بلادنا.
والشاب حلمي يرى ان المجتمع يضيق الخناق عليه لأنه جميل، وقال تأتيني رسائل تهديد، ليس من المتشددين فقط بل من رجال يريدون أن اصطحبهم إلى السهرات.
ويطيل حلمي شعر رأسه ويزيل الشعر من وجهه وجسمه، كما يضع مبيضات الوجه على وجنتيه ويرتدي قمصانا ضيقة جدا وبناطيل لا تصل إلى وسط الجسم. ويفكر حلمي بالسفر خارج العراق.
و محمد عبد علي وهو حلاق يرفض السماح لهؤلاء المخنثين أو المتشبهين بالنساء بالدخول إلى دكانه لان ذلك يسبب له مشاكل مع متطرفين.
ويقول عبد عليإن استقبال quot; الجراويquot;، يعطي الحجة للمتطرفين للاعتداء عليه.
ويرى بعض العراقيين أن هؤلاء نتاج فكر مشوه دخيل على المجتمع، لكن بلسم يرفض ذلك ويقول.. قيم الرجولة عندي أكثر من هؤلاء، وشحذ سكينا من تحت قميصه وقال.. استطيع ما لا يستطيعه هؤلاء الذين يدعون الرجولة.
وبدا أن بلسم قد استفزه ما يقوله الآخرون عنه.
وتنظر أميمه سليم وهي طالبة جامعية باحتقار إلى هؤلاء، وترى أن لا مبرر لتصرفاتهم هذه.
وكانت الشرطة في بابل في العراق شنت حملة صارمة على المخنثين، وأصحاب الشعور الطويلة، بعد انتشار ظاهرة الأحداث والمراهقين أصحاب quot;مظاهر غريبة وغربية quot; وارتدائهم ملابس خادشة للحياء، كارتداء البنطال المعروف في أوساط الشباب بـ quot;طيحنيquot; أو quot;بابا سامحنيquot;.
ويرتدي رائد بنطالا اسمه quot; أبو النص quot; وهو بنطال يلتصق بالجسم بشكل لافت للنظر.
أما رياض فيفضل قميص quot; بكيني quot; وهو قميص بشكل مخروط يبرز منه الصدر والأكتاف.
وبفضل مظهره الغربي اقتنص رياض الكثير من الفتيات بحسب قوله.كما يقلده الكثير من شباب الحي ويأتون إليه للمشورة بشأن المودة، كما يصطحبهم أحيانا إلى أسواق الملابس لمساعدتهم في اختيار الأنسب والأجمل.
أما جوهر فيتميز بأنه يقص شعره بطريقة quot;السبايكيquot; او quot;الكريزيquot; ويقول ان هذه الطريقة تنتشر في أوساط الشباب وقد تغلبت على أنواع القصات الأخرى مثل quot; الطاسةquot; أو quot;الحفرquot;.
لكن جوهر صرح لquot;إيلافquot;.. هناك شيء لا يعرفه كثيرون.. فبعض الشباب بدأ يرتدي ملابس داخلية نسائية. لكنه رفض التصريح بأسمائهم.
لكن الكثير من العائلات العراقية تشتكي من الظاهرة الغربية التي يتبعها الأبناء، وما يسبب ذلك من مشاكل.
تقول أم علي إن الشرطة اقتادت ابنها لأنه مخنث بحسب ما يقولون.
وكان ابنها علي يراعي الموضة و قصات الشعر الحديثة ويضع ماكياجا خفيفا على وجهه.
وتنتشر في العراق خلطات بياضات الوجه التي يستخدمها الفتيان.
ويشتري رؤوف وهو شاب مواد تجميل من السوق السوداء.
ويؤكد رؤوف ان صديقا له يتناول هرمونات انثوية للحصول على مظهر أنثوي.
الجدير بالذكر أن منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان أفادت في تقرير لها عام 2009 إن ميليشيات عراقية تشن حملة تعذيب وقتل ضد رجال يشتبه في أنهم مثليون جنسيا ومخنثون.
وكانت عمليات القتل بدأت في وقت سابق هذا العام في حي مدينة الصدر الفقير في بغداد الذي كانت تسيطر عليه يوما ميليشيات وأنها امتدت منذ ذلك الحين إلى مدن كثيرة في أنحاء العراق.
ويؤكد بهاء حسني وهو شاب يصنف في خانة المخنثين، انه رأى بأم عينه رجالا يقتحمون منزلا وضربوا احد المخنثين ضربا مبرحا.
ويأسف بهاء لان البعض يعتقد أن كل الشباب الذي يضع عن الماكياج ويعشق الجمال هو مثلي..
ويقول.. أنا أصلي وأصوم وأؤدي الشعائر الدينية، لكن البعض يقول إني أحمل صفات أنثوية.
ويأسف بهاء لهذا الخلط في المفاهيم، فالمخنثون ليسوا بالضرورة شواذا.
التعليقات