تم قبل أيام إلغاء مهرجان رقص السامبا في مدينة صور، جنوب لبنان، بعد أن اعتبر زعماء روحيون مسلمون أن العرض quot;إباحيquot; ومخالف للقيم الإسلامية. إلغاء تصفه مراقبتنا في بيروت بـquot;المعيب والمضرّ بصورة لبنانquot;.


بيروت: تقوم الفرقة البرازيلية بجولة في لبنان منذ الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي. وقد سبق أن شهد وسط بيروت عرضين للفرقة (في 23 و24 سبتمبر/أيلول) كما مدينتا زحلة والبترون وكلاهما ذات غالبية مسيحية.

ويأتي إلغاء البارحة عقب جهود بذلتها السفارة البرازيلية في لبنان لمراعاة مشاعر أهل صور ذات الغالبية المسلمة. ولهذا الغرض، كان قد تقرّر أن يرتدي الراقصون والراقصات ملابس تغطي كامل الجسم خلافًا لما جرت عليه العادة في مهرجانات السامبا.

غير أن هذه التدابير الاحترازية لم تؤتِ ثمارها. فبالنسبة إلى المشايخ الخمسين الذين طالبوا في صور بإلغاء العرض، كانت الأزياء تفتقر إلى الحشمة. وقد أعربوا على لسان الشيخ علي ياسين عن مخاوفهم من اندلاع اضطرابات حين يبدأ الراقصون شبه العراة بالتمايل في شوارع صور.

تقول دارين صبّاغ وهي مترجمة وصاحبة مدوّنة في بيروت. حضرت الحفل الأول للفرقة البرازيلية في العاصمة اللبنانية في الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول:quot;عندما علمت أن الفرقة ستنهي جولتها في صور، استغربت نظرًا لما نعرفه عن الطابع المحافظ للمدينة. لكنني قلت في نفسي إنهم من دون أدنى شك حصلوا على التراخيص اللازمة وأن أحدًا لن يعترض بما أن المهرجان نظّمته شركة خاصة بالتعاون مع وزارة السياحة اللبنانية والسفارة البرازيلية في لبنان.

هذا الإلغاء معيب ويضرّ بصورة البلاد. فمرة جديدة سيقترن اسم لبنان بالتعصب والتزمت.

هل عليّ أن أحكم على المسؤولين عن هذا الإلغاء؟ لا، بما أنهم يدافعون عن تقاليدهم الثقافية ولا بد من احترامها ولو كنت من رأي مخالف. لكن يجب أن يحاسب المنظمون لهذا الحدث لأنهم مسؤولون عن دعاية سيئة كان البلد في غنى عنها. هذا الإلغاء يُرجعنا بالذاكرة إلى أيام عصيبة نريد أن ننساها. بلادي متعددة الطوائف وما حدث ذكّرنا مرة جديدة أنه لا يزال لدينا الكثير لنتعلمه إذا أردنا أن نعيش معًا بسلامquot;.