هل تغيرت بعض المفاهيم في وقتنا الحاضر واستطعنا دحربعض الاصطلاحات رغم أهميتها؟ هل نجحناَ حقا في الإنفتاح على حضارات الأمم الأخرى التي تحترم المرأة وتعينها على تحقيق حياتها. لم تستطع المرأة على الرغم من قيادتها مسؤوليات عدّة، كانتحكراَ على الرجال في تبديل مواقف، عاداتنا الموروثة من الهيمنة والنفوذ.
صبيحة شبر من الرباط: كلمة العانس أو( العزباء ) والتي كانت في وقت مضى تهرب منها النساء وبسببها يقدمن على الارتباط بأشخاص لا يحملن الحب الحقيقي تجاههم، خشية أن تجابه بمثل هذه الصفة المنبوذة مجتمعياَ، وكأنها شتيمة أو شبه توجه ضدّ النساء الناجحات في مضمار عملهن. فهل بقيت لفظة (عانس) تقض المضاجع كما كانت في ما مضى، أم إنها فقدت مدلولها الذي كانت تحمله بفعل الثقافة الرجولية السائدة، هل تراجعت السلطة الأبوية، و أخذت تهتز كما يشاع؟ أم إننا ما زلنا في الموضع نفسه، وكأن حركة الزمن لم تعرف بلداننا النائمة، منذ عهود سحيقة....
كانت لإيلاف جلسة مع آنسات ( فاتهن القطار)، فهل تركت مغادرة القطار على حياتهن تأثيرها السلبي؟
أم بقين قويات واثقات من أنفسهن ومن قدراتهن على تحقيق طموحاتهن الانسانية بمنأى عن سلطة الرجل والدين والمجتمع.
كانت أفكار الآنسات اللاتي جمعتني بهن أمسية جميلة، تختلف اختلافا كبيرا، ولم توافق أغلبهن على ذكر اسمهن الحقيقي، بل رمزن إليه بالحروف الأولى فقط.
كلمة مجردة
ترى الصحفية فتيحة النوحو أن quot;العانسquot; كلمة مجردة ككل الكلمات التي تحملها لغة ما، ما يضفي عليها الحمولة القيمية هو الوعي الجمعي الذي يتحدث بلسانها،لذا لا تضايقني إن أطلقت علي هده الصفة،لأن الترسانة القيمية والأخلاقية للمجتمع تختلف تماما لما أراه أنا،فالعزوبة بالنسبة إلي اختيار واع جدا ومسؤول،وهو نابع من داخل الذات وليس من خارجها،فأحكام الآخر لا تهمني، فانا أنساق لكوامني التي لا تتطلب أن يكون الرجل شريكا لها في رغباتها،الاحتياج البيولوجي والنفسي لهذا الكائن quot; الرجل quot;غير وارد إذن، لما أتدثر بالتوزع لإرضاء مجتمع لايحترم اختلافي،خلقت لأحقق ما أمكن من التوازن النفسي حتى لا يلحق انحيازي السلبي المحيط، أفضل من أن أخضع لمؤسسات المجتمع الشرقي،وأمارس كل ما هو شاذ ومنحرف في ظلها.quot;
بينما كان رأي الباحثة الاجتماعية يختلف قليلا عن وجهة نظر الصحفية: أنا أعيش في المغرب.. و المجتمع المغربي لا ينظر إلى غير المتزوجة نظرة دونية أو ناقصة... لا يفرق بين المتزوجة و العازبة و المطلقة أو الأرملة.. وبالنسبة لي الزواج ليس التخلي عن الاستقلالية... بل هو أن أتشارك مع شخص آخر كل ما نحب و ما نكره... و يكون بيننا الاحترام المتبادل
النظرية والواقع
الاستاذة ( م.ع ذهبت الى تنظير مؤسسة الزواج: الزواج هو ارتباط عاطفي بين رجل وامرأة، يتفقان على السكن في بيت واحد، ويقتسمان المهام، وفق رباط متين وقوي، ولكن ما نقوله نظريا، لا نجد ما يوافقه عمليا..
لكنها تستدرك: أجد المتزوجات من حولي تعيسات يتظاهرن بالسعادة، ويتحملن الكثير من مسؤوليات البيت والأولاد، دون مساعدة من الرجل، وكأنهن ما زلن عازبات محرومات من حقوق الزواج، تقع عليهن أعباء كثيرة، وكل شيء يجب أن يوافق عليه الزوج، وهن محرومات من السفر والتمتع بثمرة العمل، أحمد ربي أنني لم أتزوج، أتمتع بحريتي، رغم أنني أحيانا، يسيطر علي شعور بالندم إنني لم أستجب لشعور الحب، نحو الرجل الوحيد الذي أحببته، وعرض على الزواج، المجتمع المغربي متطور من هذه الناحية إذا ما قورن بالمجتمعات المشرقية، التي تهمش المرأة،ولا تحترم قراراتها، ولا تسمح لها بالعيش في منزل مستقل لوحدها، لان نظرة الشك بتصرفاتها تلاحقها، وإنها يمكن ان توجه لها الاتهامات مهما كانت تحسن التصرف..
الاقتران كحل
الطبيبة (ن) لها رأي آخر، فالزوج مهما كان سيئا ولا يحترم المرأة، فان الاقتران به أفضل بكثير، من البقاء بلا زواج، لان ظل رجل ولا ظل حيط كما يقول المثل المصري المعروف، يكفي ان توصف أي امرأة أنها زوجة فلان، أو حرم السيد فلان.. وان العمل مع النساء والاستماع إلى مشاكلهن، ومعالجة أمراضهن، يمكن أن يعرفنا بحقيقة كبيرة، مفادها أن المرأة مهما كانت قوتها، ونجاحاتها في مضمار العمل وتحقيق الذات، إلا أنها تظل بحاجة إلى رجل، تستمد منه قوتها وتشعر معه بأنوثتها، يتمكنان معا تحقيق السعادة والتكامل في الحياة، لان النجاح لا يمكن الوصول إليه عن طريق المهنة او المال، فالإنسان عقل وعاطفة والسعيد من استطاع التوفيق بين جانبي الشخصية التي منحه الله إياها بقوتها وضعفها وبكل صفاتها مجتمعة
الحائزة على شهادة الدكتوراه ( ل.ل)، لم تكن تدري أن العناية الإلهية شاءت أن تفقد والديها في حادث سيارة، لتظل وحيدة في الحياة تعيش في بيت أخيها، تخدم امرأته،وتصرف عليهم من دون ان يكون لها الحق بالاعتراض، فهم قد أحسنوا إليها، ولم يجعلوها تعيش في بيت مستقل، وحيدة مقهورة تكون موضعا للمساءلة والاتهام، لأن النساء في مجتمعنا العربي متهمات حتى لو كن مثل مريم العذراء،، وبقاؤها بلا زواج يشعرها دائما أنها اقل من الأخريات اللاتي تفوقهن علما وثقافة، إلا أنهن أفضل منها في أمور عديدة، واثقات من أنفسهن تملأهن السعادة، مطمئنات الى الغد، ويدفعهن إلى الإجادة في العمل،المحبة التي يمنحها وجود الزوج والأولاد في حياة أي امرأة، ورغم ان الزوج لم يعد يوفر المادة والرضى العاطفي، للزوجة كما كان آباؤنا يفعلون، الا ان وجود الأولاد نعمة في الحياة، واكبر دليل على هذه الحقيقة أن الله اعتبرهم من زينة الحياة الدنيا..
ندم متفاقم
اما ربة البيت(ن،أ) فلها رأي مناقض لجميع الآراء التي مرت، هي تشعر بندم شديد لأنها لم توافق على طلبات الزواج العديدة، فقد كانت يوما جميلة يقبل عليها الخاطبون، لكنها رفضت جميع الخاطبين، والآن لم تعد تدري ما الذي دفعها إلى تكرار الرفض، هل كانت تظن أن الشباب سيظل بصحبتها دائما؟ وان قواها الجسدية خالدة؟ والجمال باق؟ ضعفت صحتها و لم تجد عملا، وبقيت عالة تعيش على ما تجود به عليها أختها الكبيرة، التي أبدت مهارة كبيرة في عملها وإدارتها، ونجحت في جمع ثروة استطاعت بها أن تشتري منزلا وسيارة..
حديث عارض
لعل بعض الأسئلة تجول في رؤوسنا حين نستمع الى هذه الأحاديث، فالوضع الاجتماعي للمرأة المغربية، كما نعرف عن طريق وسائل الاعلام أفضل بكثير مما تعانيه أختها المشرقية، التي لا تستطيع الحركة إلا بواسطة محرم، السفر والتعليم والزواج والرغبة في الطلاق لا يمكن أن تقوم به أي امرأة لوحدها، في عالم المشرق العربي، أما سكن المرأة في بيت مستقل لوحدها فهو من المستحيلات أن يحدث هناك،حتى لو كانت المرأة قد وصلت الى أعلى المناصب،وحازت على أرقى الشهادات،والمرأة المغربية مقارنة بما هو حاصل في المشرق، قد وصلت إلى درجة عالية من الحريات والتمتع بالمساواة مع الرجل، فهي تستطيع السكن لوحدها إن كانت تريد الدراسة في مدينة بعيدة عن سكن العائلة، او أنها حصلت على عمل في مكان بعيد، ورغم هذه الحريات فان أغلب المتحاورات مع إيلافحرصن على عدم ذكر أسمائهن، لماذا الإحجام عن ذكر الأسماء وهن يتمتعن بحرية واسعة، والمجتمع المغربي لايفرق بين متزوجة او عانس او مطلقة؟
حسب بعض المتحاوراتاللاتي خشينمن ذكر أسمائهن الحقيقية والاكتفاء بالحروف الأولى من الاسم، إن المغرب كالمشرق في انعدام الحريات، وان حرية المرأة المغربية ليست الا مظهرا فقط.
التعليقات