منطقة صغيرة بالقرب من القاهرة تمثل اهمية بالغة لكل المقبلين على الزواج في مصر خاصة من محدودي الدخل الذين يمثلوا السواد الاعظم من اغلب المصريين حاليا المناصرة والموسكي حمام التلات ودرب البربرة بدون اتفاق بين اصحاب المهن في هذه الاماكن. وقد اصبحت هذه المنطقة المحصورة بين شارع القلعة الذى كان اشتهر باسم محمد علي واشتهر كذلك بانه شارع يسكنه اصحاب الفرق العوالم والفرق الموسيقية التي تحيي الافراح قديما و شارع بورسعيد و ميدان العتبة وشارع الجيش مزار رئيسي لاي مقبل علي الزواج في مصرلانها تضم بين جنابتها كل مايحتاجه اي شخص مقبل علي الزواج.


فتحي الشيخ من القاهرة: تبدأ الرحلة غالبا بالاثاث وهنا يجب ان تكون البداية من المناصرة التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى ان اهلها ناصروا السلطان الغوري ضد اعدائه ويرجع تاريخ إنشائها إلى اكثر من الف سنة و في المناصرة حيث الطريق يكاد يكفى بالكاد لسير الناس فيه ومع هذا تجد حركة عربات اليد التي يجرها اشخاص او حتي عربة النقل الصغيرة الربع نقل تملء الشارع وعندما يغلق الطريق تجد اصحاب المحلات هم من يقومون بتنظيم المرور حتى يرجع الطريق ثانيا للسير في هذا الطريق الضيق المرصوفة بالبلاط الحجري القديم الأبيض الذي تحول لونه للون الاسود، طريق ضيق متعرج تتفرع منه طرق اخرى متعرجة وكأنها المتاهة وفي كل شارع تجد الاثاث يأخذ جزءا من الشارع ليس بالقليل امام المحلات التي تبيع غرف النوم والصالون والسفرة وكافة المشغولات الخشبية اللازمة للاثاث، الحاج صبحي صاحب معرض وورشة بالمناصرة يقول يوميا يحضر الى الشارع مئات الناس لوجود الموبيليا رخيصة الثمن والتي تناسب ظروف الشباب هذه الايام الى جانب المنتجات الاغلى وهنا يمكن اعتبار الشارع كله معرضا مفتوحا فيه الاف الغرف سواء نوم او سفره او خلافه ونحن هنا لا نصنع في مكان اخر الورش موجودة ايضا في المناصرة وهنا الصنايعية الذين تعلموا هذه المهنة على ايدي اسطوات خوجات يونانيين وايطاليين في بداية نشأة الصنعة في هذا المكان ويضيف ابنه سمير و مدير الورشة التي يتم بها تصنيع الاثاث هنا في المناصرة لا يدخل عروسان الا ويشتريان ما يريدان مهما كان المبلغ الذي معهم قليل حيث يمكن ان تجد غرفة نوم ب4000 الاف جنيه وسفرة ب1500 جنيه و يمكن كذلك شراء انترية باقل من الف جنيه وبالطبع يمكن ان تحصل على اشياء اغلى من هذا وهذا يتوقف على نوع الخشب الداخل فيها وبالاضافة الى الدهان والقماش وبالطبع الاغلى هو الذي يدخل به خشب الزان وهو أشهر الأنواع على الإطلاق ويدخل بنسبة كبيرة في صناعة الموبيليا، كما أن هناك أخشاب الآرو و الورد، وتتدرج الأنواع إلى أن نصل إلى أقلها جودة وسعراً وهو خشب الموسكي المعروف باسم خشب الشجر..

ومن المناصرة الى حمام التلات كل ما عليك ان تفعله ان تعبر شارع الازهر لتدخل حارة حمام التلات وهو المكان الذي يحتوي على كافة ادوات المطبخ لتخرج بعد ذلك مرة اخرى الى شارع الازهر حيث الاجهزة الكهربية ثم تعرج بعد ذلك الى شارع الموسكي حيث الملابس والمفروشات وسمي بالموسكي نسبة الى الأمير عز الدين موسك-أحد أمراء السلطان صلاح الدين الأيوبي والذي توفى في دمشق، وهذا الشارع له شهرة كبيرة حيث يأتي له من المشترين من المحافظات الاخرى وهو عبارة عن شارع يصل بين شارعي الجيش و بورسعيد ويمتلئ الشارع بمحلات الملابس التي تبيع فساتين الزفاف وبدل الافراح الى جانب وجود باعة على الرصيف احتلوا نهر الشارع نفسه حتى انه من الصعب جدا عبور اي سيارة في الشارع وهناك حارة جانبية في الشارع يباع بها كافة المفروشات سواء المصرية منها او سورية او تركية وايضا الصينية التي دخلت منافسة كماهو الحال في كل المنتجات الاخرى وهو ما يعلق عليه احمد فاروق صاحب محل مفروشات قائلا الصيني تقليد للتركي والسوري لانهم اغلى المفروشات يليهم المصري الذي يكون أردأ منهم في الخامة

وتكون الخاتمة دائما بدرب البرابرة الذي يمكن تسميته تاجر السعادة حيث الملبس والشيكولاتة وكروت الدعوة الخاصة بالفرح وايضا الهدايا الخاصة بالسبوع كما هي العادة في مصر و يعود الاسم الى سكان الحي الاصليين كما يظهر من اسمه ثم بدأ اليونانيون الذين كانوا يعيشون في مصر فتح تجارة من نوع خاص مرتبطة بأفراحهم فكان هذا هو مكان للحلوانية وذلك من اجل افراحهم التي كانت توزع فيها البونبونيرات التي تحتوي على الملبس والشيكولاته وبالطبع كان المصريون شركاءهم في هذه العادة وليأخذ درب البرابرة مكانه على مدار مائة عام كتاجر السعادة و الافراح والليالي الملاح حتى رغم ان تجارة النجف بدأت تغزو جزءا من السوق وتأخذ مكانا لها بجوار هدايا الافراح لتكمل هذه السوق الشاملة ايضا و هناك ايضا الطرح الخاصة بالعروس و الاكسسورات الخاصة بحفل الزفاف.

هيام عرفات تنتظر زفافها بعد شهرين كانت في الدرب هي وسامح خطيبها تقول: هذا افضل مكان سوف نجد فيه تشكيلة كبيرة ومختلفة من الاكسسوارات الخاصة بفستان الفرح الى جانب اننا سوف نختار كروت الدعوة لكي نطبعها. وسوف احتفظ بالطبع بكارت منها كذكرى جميلة.
واضافت هيام لقد جئت الى هنا مع صديقتي من قبل اثناء شرائها بعض الاشياء التي كانت تلزمها في سبوع ابنها ومن يومها قررت ان احضر الى هنا لكي اختار طرحة زفافي وكذلك كرت الدعوة واختيار بعض الهدايا الصغيرة كزينة اضعها في بيت المستقبل. وتظل هذه المنطقة عبارة عن سوق كبيرة مفتوحة جمعت كل ما يحتاجه اي بيت من دون تخطيط لتكون كل هذه السلع لا يفصل بعضها عن بعض سوى مئات الامتار فقط تمثل بضعة شوارع.