تمثال بارتفاع خمسين مترًا، وكلفة تقدَّر ﺑ21 مليون يورو هذا هو آخر مشاريع الرئيس السنغالي عبد الله واد. تحفة فنّية ستكلف أهالي داكار دموع العين، وتعود بفائدة جمة على رئيس البلاد وعائلته.


داكار: في داكار، يعرف الجميع ورشة البناء الضخمة على الكورنيش، تلك الورشة التي تقيم تمثالاً برونزيًا عملاقًا يحمل اسم quot;تمثال النهضة الإفريقيةquot;. لكن هذا التمثال الذي يعمل على تشييده بناؤون من كوريا الشمالية، يثير ثمنه وقيمته الجمالية جدلاً واسعًا وسط السنغاليين، الذين انهالوا على رئيسهم عبد الله واد بوابل من الانتقادات.

يقول سيرين دايانquot; إنه تمثال الحرية المهداة إلى عائلة واد فحسب، وليس إلى الشعب السنغاليquot;

quot;أقطن في حي quot;ماريستquot; في داكار. ومع أنه بعيد عن موقع التمثال، لكن بالإمكان رؤيته عن بعد إذ يقع في quot;ماميلquot; وهي أعلى نقطة من داكار.

بات التمثال حديث الجميع هنا. بالنسبة إلى الناس، من المخزي بناء تمثال باهظ الثمن في حين يجتاح الجوع والعطش قلوبهم وتدمّر الفيضانات داكار. كما أن حيّ quot;واكامquot; حيث يُشيَّد التمثال، يعاني فقرًا مدقعًا. وهناك، تبيع النساء أجسادهنّ للعمال الكوريين لقاء يورو أو اثنين!quot;.

بدل صرف ميزانية تتراوح ما بين 12 و15 مليار فرانك غرب أفريقي (أي ما يعادل 18 إلى 23 مليون يورو)، لبناء التمثال، كان من المستحسن بناء مساكن اجتماعية، وحل مشاكل الفيضانات والصرف الصحي والكهرباء...

والفضيحة الكبرى هي أن عبد الله واد لا يكتفي باستخدام الأموال العامة فحسب، بل يطالب بـ 35% من عائدات المشروع بحجة أن فكرة التمثال تعود إليه. والجدير بالذكر أن quot;عثمان سوquot; [وهو نحات سنغالي معروف] كشف بـأنه صاحب الفكرة... وما من دليل يثبت صحة ما ادعاه واد. كما أن رغبته في الحصول على 35 بالمئة أمر لا يصدق. يزعم quot;وادquot; أنّ هذه الأرباح ستخصّص لتأسيس جمعية يديرها ابنه كريم، والكل يعلم أنّ هذا الكلام مجرد هراء. فضلاً عن ذلك، المهندس المشرف على بناء التمثال بيار غوديابي أتيبا هو صديق واد ومستشاره الخاص للمشاريع الكبرى، وهو الذي أدار مشروع quot;باب الألفية الثالثةquot; في داكار بصفته مهندس الرئيس الرسمي.

ناهيك عن أني أجد التمثال قبيحًا! فهو يثير الجدل. صحيحٌ أن السنغال بلد علماني لكنّ معظم سكانه مسلمون. لا تصدمني صورة هذه المرأة شبه العارية شخصيًا، لكنها قد تصدم عددًا كبيرًا من المسلمين، وبخاصة أن حي quot;واكامquot; معروف بتحفظه الديني...

يدّعي quot;وادquot; أنّ التمثال يرمز إلى quot;النهضة الإفريقيةquot;، غير أنه لا يمت للفن الإفريقي بصلة. لا بل يذكرني التمثال بالفن الشيوعي، وبتماثيل لينين وماو... يريده quot;تمثال حرية السنغالquot;، لكن عن أي حرية يحدثنا؟! حرية آل quot;وادquot; لا حرية شعب السنغال حتمًا، هذا الشعب، لا يعنيه أمر التمثال مطلقًا!quot;

يثير التمثال ضحك الكثير من السينيغاليين. ويُنشر هذا الرسم الكاريكاتوري على الإنترنت، بحيث استبدلت وجوه شخصيات التمثال بوجوه الرئيس واد وزوجته وابنهما كريم. ويرفع الأب ابنه في هذا الرسم، كما يرفعه في الحياة السياسية السنغالية.quot; [لقد تم تعيين quot;كريم وادquot; وزير دولة مسؤولاً عن التعاون الدولي والتخطيط الإقليمي والنقل الجوي والبنى التحتية في أيار/مايو الماضي.