حمد الحجايا من عمان: يجلس أول صانع فروات ( ابو ابراهيم ) ستين عاما في محله في سوق سحاب القديم وبين يديه جلد خروف يرتقه بإتقان لتجهيزه من اجل صنع فروة لأحد زبائنه القدماء .

يقول ابو ابراهيم هذه صنعتي ولا أتقن غيرها , تعلمتها منذ كان عمري عشر سنوات ورضيت بها كمصدر عيش كريم لأسرتي عندما كان هناك طلب على الفروات التي أصنعها من جلود الخراف quot; .

ويضيف لوكالة الانباء الاردنية (بترا ) quot; لكن الحال تغير منذ عدة سنوات عندما اعتاد الناس على شراء الفروات الصناعية فهي اقل جودة واقل سعرا أيضا ولكنها أثرت سلبافي عمليquot;.

ويستطرد وهو منهمك في رتق احد الجلود والمعروف بالعامية بـ ( الجاعد ) quot; أصبح بقاء محلي مرهونا بحياتي ولا أتوقع ان يستمر أبنائي في هذه المهنة من بعدي وهم على حق في هذا ، وقال بالعامية quot; والله معهم حق يا ابني ، صنعة ما بتجيب همها واذا اعتمدوا عليها ما بتطعميهم خبزquot;.

ويوضح ابو ابراهيم ان عملية صنع الفروات ليست سهلة وفيها تعب كثير ، فهناك معالجة الجلود في الدباغة لتلين ، ومن ثم (ربها) بعد ان تجف لينعم ملمس الجلد ومن ثم يتم تنظيف صوفها وتهذيبه ويأتي بعد ذلك تفصيل الفروة وخياطتها بخيوط من الجلد حتى تبقى متينة ومتناسقة وتحفظ الدفء لصاحبها ، ومن ثم كسوتها بقماش حسب طلب الزبون .

ويبين انه في السنوات الاخيرة لا يطلب منه في العام الواحد اكثر من خمس فروات بالحد الأعلى وثمن الواحدة من جلد الخروف الصغير العمر (الرمسي ) يصل الى مئة دينار ، وهناك فروة تباع بمبلغ يتراوح ما بين ستين الى ثمانين دينارا .

ويشير الى انه في بعض الأحيان يقصد محله بعض منتجي المسلسلات البدوية والاعمال التراثية لتأمين بعض احتياجاتهم من الأدوات القديمة ومنها الفروات والجواعد .

ويعج محل ابو ابراهيم بالعديد من الأدوات التراثية القديمة التي يحتاجها البدو سابقا وأصبح الطلب عليها حاليا قليلا بل نادرا مثل الحبال ودلال القهوة القديمة ومواقد النار ( المناقل ) والبسط واحتياجات الرعاة لأغنامهم وسروج الخيل و(الوثر) الذي يوضع على ظهور الجمال عند ركوبها.


تعد صناعة الفروات من المهن التراثية القديمة المهددة بالزوال من أسواق المدن الأردنية التي كانت تعج بها بسبب قلة الطلب على صنع الفروات وإقبال الناس على شراء تلك المصنعة من الصوف الصناعي إضافة إلى قلة العاملين في هذه المهنة.