تألقت في الأسياد ومنحت البحرين ميداليتين
الغسرة: الحجاب ليس عائقا أمام تألق المرأة رياضياً

إبراهيم عمر ndash; إيلاف: كانت العداءة البحرينية quot;المحجبةquot; رقية الغسرة قريبة من تحقيق إنجازا عربيا وخليجيا غير مسبوق في دورة الألعاب الآسيوية ا

الغسرة تعبر عن فرحتها بالفوز والذهب
لخامسة عشرة التي اختتمت منذ أيام في العاصمة القطرية الدوحة، إذ كانت قاب قوسين أو أدنى من إحراز ذهبية سباق 100، لتصبح أسرع امرأة في آسيا، لكنها لم تكن محظوظة في ذلك السباق واكتفت بالميدالية البرونزية، قبل أن تعوض ذلك وتحرز ذهبية سباق 200 متر.

رقية الغسرة، بحجابها الكامل كانت طوال أيام الدورة مثار حديث وكالات الأنباء الأجنبية، التي عبرت عن دهشتها من مشاركة إمارة مسلمة ومن منطقة الخليج العربي، وهي ترتدي الحجاب في أقوى سباقات السرعة على الإطلاق وأكثرها إثارة وهما سباقي 100 ، و200 متر، لكنها وفي كل مرة كانت تؤكد بأن الحجاب لم يكن في أي وقت من الأوقات عائقا أمام المرأة للمشاركة في المنافسات الرياضية.

استهلت العداءة البحرينية المولودة عام 1982 مشاركتها في quot;أسياد الدوحةquot; ببرونزية كان يمكن أن تكون ذهبية، لولا انطلاقتها الخاطئة، وتأخرها بالانطلاق، حتى ظن متابعي السابق أنها ستحتل المركز الأخير، لكنها أذهلت الجميع بسرعتها الكبيرة في الأمتار الأخيرة لتنتزع البرونزية، بعد أن تصدرت الاوزبكستانية‮ ‬غوزيل خوبييفا والسريلانكية جاياسينغي‮ ‬سوزانتيكا السباق، واحتلتا المركز الأول مستفيدتين من تأخر انطلاقة الغسرة.

وإذا كانت الاوزبكستانية‮ ‬غوزيل خوبييفا ضمنت بهذا الفوز الحصول على لقب أسرع إمارة في آسيا، فإن المراقبين والمتابعين كان لهم رأي آخر، وأكدوا بأن العداءة البحرينية هي من تستحق هذا اللقب، كونها أفضل كثيرا من خوبييفا وسوزانتيكا، وهو ما أكدته الغسرة بعد ذلك بعدة أيام عندما تغلبت على هاتين العداءتين في سباق 200 متر لتنتزع الذهبية بكل جدارة.

وكان العداء المغربي الأسطورة سعيد عويطة أكثر المعجبين بأداء الغسرة، وقال بأنها نموذج للبطلة الحقيقة لسباقات السرعة، وكانت قريبة جدا من الفوز بذهبية سباق 100 متر، قبل أن تعوض ذلك بالفوز بسباق 200، وأثنى عويطة على إصرارها على ارتداء الحجاب، برغم ما قد تواجهه من بعض المصاعب، بينما أشادت العداءة السورية السابقة غادة شعاع بها، وقالت أنها خير ممثل للمرأة العربية في المسابقات الرياضية، وتمنت لها كل التوفيق في مسيرتها الرياضية القادمة، واعتبرت بأنها قادرة على الذهاب ابعد من ذلك بكثير في المسابقات العالمية إذا ما وجدت الاهتمام الذي تستحق.

اما رقية فكانت سعادتها لا توصف بعد فوزها بالميداليتين خلال الأسياد، وقالت quot;انه شعور لا‮ ‬يوصف،‮ ‬لقد ثأرت لنفسي،‮ ‬واعدت الاعتبار لنفسي‮ ‬وأنا سعيدة جدا بهذا الفوز‮، الذي أدين به لمدربي الجزائري‮ ‬نور الدين طاجين الذي أسدى العديد من النصائح، وقد اتبعتها ‬وطبقتها بحذافيرها ونلت ما كنا نصبو إليه معا‮quot;.
الغسرة اعتبرت أن فوزها يعد إنجازا لمملكة البحرين وللرياضة العربية والإسلامية كافة كما انه انتصار للمرأة العربية‮.

وحول مسألة ارتدائها للحجاب خلال المنافسات قالت الغسرة quot;أن الحجاب لا يشكل عائقا بالنسبة لي بل‮ ‬يزيدني‮ ‬إرادة وقوة واجتهادا على تحقيق الانجازات،‮ ‬وأنا فخورة لممارستي‮ ‬هذه الرياضة بالحجاب، انه لباس محتشم ولا‮ ‬يشكل أي‮ ‬عائق بتاتا،‮ ‬بالعكس فانا أشجع المسلمات على ارتدائه وممارسة الرياضة‮quot;.

وتطمح رقية للسير على خطى عداءات عربيات حققن إنجازات عالمية، وقالت quot;أريد السير على منوال العداءات العربيات المغربية نوال المتوكل والجزائرية حسيبة بولمرقة والسورية‮ ‬غادة شعاع لأؤكد أن الرياضة النسائية العربية بخير وقادرة على تخطي‮ ‬الصعاب والتواجد في‮ ‬منصات التتويج.
أما عن قدوتها في هذا المجال فقالت أنها الأميركية الشهيرة ماريون جونز بالإضافة للمغربية المتوكل.

وبدأت الغسرة مسيرتها الرياضية قبل نحو ستة أعوام عندما اكتشفها طاجين عام 2000، ‬ومنذ ذلك الحين وهي تتدرب باستمرار تحت قيادته، ليثمر ذلك عن فوزها بميدالية ذهبية في‮ ‬البطولة العربية في‮ ‬الأردن عام 1999 ‬وبعدها في دورة العاب‮ ‬غرب آسيا العام الماضي،‮ ‬لكن فوزها بميداليتي الدوحة هو الإنجاز الأهم في مسيرتها، التي تأمل أن تستكملها بالمشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى في‮ ‬اوساكا اليابانية مطلع العام المقبل.