إقرأ أيضا |
طرده شكل محورا لعناوين الصحافة العالمية البيتزا الإيطالية أشهى والديوك أصابتها أنفلونزا الهزيمة: |
الحديث هنا ليس عن قصة quot;نطحهquot; زيدان للمدافع الايطالي، وفقدانه لأعصابه وروحه الرياضية، مهما كانت صاعقة الكلمات المرسلة والمستفزة له وهو اللاعب الدولي الذي حضر أهم المناسبات العالمية وأكثرها إثارة، قائد وموجه لفريق بلاده ndash; فرنسا.
quot;النطحةquot;، ليست سابقة أولى لزيدان، الذي سبق له أن ركل قائد المنتخب السعودي آنذاك فؤاد أنوار في صدره دون كره،في كأس العالم قبل الماضية، وطرد حينها أيضا.
لكن المثير في الموضوع، هو ردود أفعال الجمهاهير العربية على سلوك زيدان، والإفراط في العاطفة لدرجة إرجاع أسباب تصرفه إلى غيرته الدينية والإسلامية وحميته العربية! كتبرير للاعب يمثل المنتخب الفرنسي ويحمل شارته وجنسيته، ويقدم له الولاء بالطبع كوطن أصلي احتضن موهبته وقدمها للعالم الذي كافأه بملايين الدولارات.
لكن الشعوب العربية تحديدا والإسلامية اجمالا، المأزومة بانتكاسات تاريخية ومرحلية على أكثر من صعيد، لازالت تمارس هوس التشبث بالمعاني العامة والشكليات التي تمنحها او قد تمنحها بعض الأمل، للالتصاق بالعالم والبقاء جزء منه، بعد أن أخفقت رياضيا وسياسيا واقتصاديا وعلميا، حيث الحصيلة العربية من مشاركتها في التنمية الإنسانية على كوكب الأرض تسجل اقل المعدلات في تاريخ البشرية.
هذا التأزم والفقر الحاد يظهر في ردود أفعالنا في أكثر من مناسبة او محفل فني او ثقافي او اجتماعي او سياسي، كما ظهر في ردود أفعال مبكرة جاءت في أعقاب quot;نطحةquot; ومن ثم طرد زيدان الفرنسي، لدرجة تناقل البعض وقبيل نهاية نهائي كاس العالم، لمعلومة اختلقت مبكرا تقول إن quot;المدافع الايطالي شتم الإسلام والرسول(ص) ...الخquot;، الأمر الذي أثار غيرة زيدان الإسلامية وحميته العربية والقومية ودفعه لنطح اللاعب الإيطالي دفاعا عن الإسلام والمسلمين وعن تاريخ الأمة العربية وقوميتها...!!
بهذا القدر من السذاجة والعاطفة الجاهلة حلل جزء من الجماهير نتائج كأس العالم، وبهذا القدر يوضع الإسلام في موقع آخر لا يحسد عليه، وبهذه العاطفة الجاهلة نكشف عن سطحية ممسوسة بالتحريف وتفسير عروبي او قومي مشوش لكل ما حولنا بما في ذلك قدرتنا على تحليل كرة القدم... والتفسير الديني الملتبس لظواهر كأس العالم 2006!
التعليقات