محمد الشيخ
لم يكن رفع الإيقاف عن محمد نور مستغربا على الأقل بالنسبة لي فالشائعات التي سبقت صدور قرار العفو الشامل كانت توحي بذلك ولم يبددها عدم وجود أي مناسبة حقيقية للقرار كما جرت العادة.

@@ وقد لا يخفى على الكثيرين أن ثمة أناس كانوا يبحثون عن خرم إبرة ليتسللوا من خلاله لإيجاد مسوغ عند أصحاب القرار لإصدار قرار العفو، وليست دعوة للضحك حينما أكشف لكم أن هناك من كان يتحرك لرفع الإيقاف عن نور لمجرد أن منتخبنا تأهل لنصف نهائي خليجي 18بعد فوزه على العراق!!.

@@ أما وقد رفع الإيقاف عن نور، فالمهم لدينا ليس القرار بقدر ما هو استفادة محمد نور من العفو نفسه وإن كنت أشك في ذلك بل أكاد أجزم أنه لن يستفيد وكيف له أن يستفيد وقد شبع من الإيقافات ومن ثم العفو حدة التخمة.

@@ في ظني الذي قد يبلغ حد اليقين أن أزمة محمد نور مع الإيقافات ليست أزمة لاعب بقدر ما هي أزمة ناد، بدليل أن نور لم يكن الأول ولن يكون الأخير في الاتحاد الذي يتعرض للإيقاف لأسباب تتعلق معظمها باحتراف فن الخروج عن النص.

@@ الشواهد على هذا الاستنتاج كثيرة ولا تحتاج إلى سرد تاريخي لإثبات المثبت ويكفي أن نقف على الواقع الاتحادي الراهن لندرك هذه الحقيقة، فالجيل الحالي من لاعبي الاتحاد صارت بينهم وبين الإيقافات علاقة تلازم حميمة حتى لا يكاد يمر موسم دون أن يتعرض لاعب أو اثنين وربما أكثر للإيقاف وبمدد متفاوتة.

@@ يكفي أن نستحضر بعض الإيقافات التي تعرض لها عدد من لاعبي الاتحاد خلال فترة زمنية قريبة باستثناء محمد نور - طبعا - الذي بات تتبع إيقافاته ضرب من العبثية، فهذا اللاعب لم يدع وسيلة للحصول على الإيقاف إلا وركبها فمن يبلغ به الأمر أن يعتدي على جماهيره ومحبيه ويشكو ناديه فليس بمستبعد أن يأتي يوم نرى فيه هذا اللاعب وقد اعتدى على نفسه أو شكاها بحثا عن إيقاف جديد.

@@ لاعبو الاتحاد تفننوا في الإيقافات حتى احترفوها - فعلى سبيل المثال لا الحصر- فقد أوقف هادي الدوسري لتعاطيه المنشطات ومناف أبو شقير - غير مرة - لمحاولته الاعتداء على الحكم السويسري ماسيمو بوسكا واتهامه بالرشوة، ولبصقه على احد لاعبي الوحدة، وأسامة المولد لاعتدائه على مصور مغربي في دوري أبطال العرب، ومرزوق العتيبي لاعتدائه بالضرب على حسين عبد الغني، كما أوقف غيرهم من اللاعبين وتفاوتت مدد إيقافهم كالودعاني وكذلك الدوخي الذي بات صديقا للإيقافات، ولم يقتصر الأمر على اللاعبين المحليين بل تعداه إلى أجانب النادي فمن البرازيلي سيرجو إلى ابن جلدته فاقنر ومازال الحبل على الجرار.

@@ أخشى ما أخشاه أن يسعى المتمصلحون في الاتحاد لمحاولة طمس هذا الواقع الذي يسوءنا وجوده في ناد من أهم أنديتنا وذلك برمي التهمة على أندية أخرى هربا من مواجهة الحقيقة على طريقة quot; رمتني بدائها وانسلت quot;وهو ما سيقوض أي جهود يمكن ان تبذل لحلحلة هذه الظاهرة الاتحادية.

@@ ما يؤلم أكثر أننا ندرك أن الغاية من رفع الإيقاف عن محمد نور وأمثاله من قبل مسيري الحركة الرياضية في البلد هي إصلاحهم وتقويمهم غير أن عودتهم للملاعب دون إعادة تأهيل نفسية لهم تتبناها أنديتهم تجعل مثل تلك القرار بعيدة عن أهدافها ولا عجب عند ذلك حينما يعود نور لدوامة الإيقاف من جديد وكأن شيئا لم يكن!!.

نقلا عن جريدة الرياض السعودية