بعضهم يطمح إلى تكرار ظاهرة حسام حسن
عواجز الكرة المصرية يرفضون الإعتزال


محمد عبد الرحمن من القاهرة : لم يأت مهاجم الإسماعيلي المستبعد محمد صلاح أبو جريشة بجديد عندما رفض الإعتزال الإجباري وقرر مواصلة لعب كرة القدم حتى لو في نادي درجة ثانية، بعدما كان نجمًا لهجوم فريقه طوال عشر سنوات وأكثر، فما يحدث الآن مع محمد أبو جريشة هو حلقة جديدة من مسلسل الصدامات بين اللاعبين الكبار والأندية التي انطلقوا منها وصنعوا فيها اسمهم قبل أن تطالبهم بالراحة، فيرفضون أن يتحولوا إلى خيول الحكومة التي يتم قتلها بالرصاص عندما تتقدم بالعمر .

صورة مركبة تجمع عواجيز الكرة المصرية
أبو جريشة الذي وصل عمره إلى 37 عامًا في كانون الثاني (يناير) الماضي، رفض الإعتراف بأنه لم يعد قادرًا على العطاء وأن حصوله على وظيفة في الجهاز الفني تكريمًا له أفضل من معاندة ناديه، وطلب الحصول على الإستغناء للعب في نادٍ آخر داخل مصر أو خارجها .

واقع الحال يؤكد أن اللاعب المنحدر من عائلة كروية شهيرة بالإسماعيلية لم يعد يعطي ناديه منذ سنوات، وتكرر غيابه بسبب الإصابة، لهذا كان يحيى الكومي رئيس النادي صريحًا لدرجة القسوة، عندما أكد أن ستة أجهزة فنية طلبت الإستغناء عن اللاعب لكن النادي تمسك به تقديرًا لجماهيريته، وصرف كل مستحقاته، غير أن محمد أبو جريشة وضع quot;العقدة في المنشارquot; عندما أصر على المشاركة ورفض تجاهل الأجهزة الفنية له طوال هذا الموسم حيث شارك في عدد قليل من المباريات وأحرز هدفًا وحيدًا لفريقه الذي يحتل المركز الثاني بعد الأهلي.

وقبل مغاردته التراجيدية للنادي الإسماعيلي، فتح أبو جريشة النار على الجميع وأكد أنه فوجئ بالأسلوب المهين الذي تعرض له رغم تاريخه الطويل مع الإسماعيلي، وأكد أبو جريشة أن طموحه في الحصول على بطولة جديدة لناديه وإضافتها للبطولات الأربع السابقة التي ساهم في تحقيقها من أصل ست بطولات هو الذي دفعه لإستكمال مسيرته في الملاعب، وأرجع سبب صمته طوال الفترة الماضية إلى خوفه على استقرار فريق الكرة الذي يسير بشكل طيب ويحقق نتائج رائعة.

واعترف أبو جريشة أن الكومي جلس معه في القاهرة، وعرض عليه أحد المناصب الإدارية في النادي على أن يحصل على جميع المبالغ المالية المتبقية في عقده مع إقامة مباراة تكريمية له، لكنه رفض وفضل الإستمرار في الملاعب، علمًا بأنه احترف لفترة في نادي التضامن الكويتي، وقال إن لديه عرضًا من نادي عجمان في الإمارات لكنه لم يقرر بعد لون القميص الذي سيلعب به خلال المرحلة المقبلة.

( رباعي الأهلي )

حسام حسن
وكانت ظاهرة quot;عواجز الكرة المصرية quot; قد بدأت قبل خمسة عشر عامًا تقريبًا، عندما عرفت الأندية المصرية الإحتراف عقب مشاركة المنتخب المصري في كأس العالم في إيطاليا عام 1990، وبينما جرت العادة على أن يظل اللاعب على قوة النادي حتى يعتزل من تلقاء نفسه، بل كان اللاعب الشهير الذي يفكر في الإعتزال لتقدمه في السن يجد من يطالبه بالبقاء، تغيرت الأمور إلى حد كبير، وكانت البداية مع النادي الأهلي صاحب أشهر قرار إستغناء، أحدث دويًا قويًا في الوسط الرياضي في ذلك الوقت، عندما فوجئت الجماهير بطلب النادي من أسماء بحجم طاهر أبو زيد وربيع ياسين وعلاء ميهوب ومحمود صالح الإعتزال الإجباري، وكان جميعهم قد تخطوا حاجز الثلاثين عامًا بشهور قليلة، وصدر القرار بشكل مفاجئ وكان الأول من نوعه في ذلك الوقت ولم تكن الأندية المصريةفي ذلك الحين،خصوصًا الكبرى منها قد إعتادت على انتقال نجومها إلى أندية أخرى في ظل شعار quot;الإنتماء إلى قميص الناديquot; الذي نساه الجميع فيما بعد .

لهذا لم يكن غريبًا أن يختار ربيع ياسين ومحمود صالح الإعتزال، ويعود طاهر أبو زيد مرة أخرى للقاهرة قبل أن يصل إلى الإسماعيلية كي يتعاقد مع الدراويش على استكمال مشواره الكروي هناك، وهو القرار الذي لم يندم عليه ماردونا النيل لأنه كسب حب جماهير الأهلي الدائم على حد قوله، أما علاء ميهوب فانضم إلى الأولمبي عدةأشهر، ولم يتمالك نفسه وبكى عندما أحرز هدفًا في شباك ناديه القديم، وهو الآن مدرب الفريق الأول للنادي الأهلي .

(ظاهرة التوأم حسن )

وبعد مذبحة الأربعة الكبار بعشر سنوات، فاجأ الأهلي التوأم حسام وإبراهيم حسن بالإستغناء عنهما، أي إجبارهما على الإعتزال، لكنهما رفضا وشكلا حتى الآن، خصوصًا حسام حسن ظاهرة نادرة التكرار في الكرة المصرية، حيث انتقل حسام وإبراهيم أولاً إلى نادي الزمالك، وسط تخوفات من الجمهور الأبيض بأنهما لن يقدما جديد وإلا لما استغنى عنهما النادي الذي صنع شهرتهما، لكنهما نجحا مع الزمالك وحققا له عدة بطولات.

ومع ذلك، تكرر معهما ما حدث في الأهلي لكنهما في تلك المرة لما يشعرا بالمرارة ذاتها، وسرعان ما انتقلا إلى المصري البورسعيدي، غير أن منحى الأداء تراجع قليلاً خصوصاً عند إبراهيم حسن، بحكم تقدمه في العمر مع مركزه كظهير أيسر، فابتعد إبراهيم وأكمل حسام المشوار إلى نادي الترسانة ولو نجح في ابقائه بين أندية الدوري الممتاز هذا الموسم، فسيضيف إلى سجله الحافل إنجازًا جديدًا وإن كان يكفيه أنه تجاوز الأربعين ولازال قادرًا على تسجيل الأهداف، والجدير بالذكر هنا أن رئيس النادي الإسماعيلي استشهد بحسام حسن في أزمته مع أبوجريشة عندما قال إنه من الصعب على كل الهدافين أن يكملوا المشوار مثل حسن الذي أصبح حالة خاصة وظاهرة مستقلة بنفسها .

( نجوم درجة ثانية )

سمير كمونة
في الوقت نفسه، وجد العديد من نجوم الأندية الكبرى الحل الأمثل في اللعب لأندية درجة ثانية والصعود بها إلى الدوري الممتاز، بدلاً من الجلوس في المنزل لمشاهدة أهدافهم في سنوات التألق، من هؤلاء اللاعبين على سبيل المثال خالد بيبو الذي يلعب حاليًا لنادي بتروجيت، ونال بيبو شهرة طاغية عندما أحرز أربعة أهداف دفعة واحدة في مبارة الأهلي والزمالك الشهيرة التي انتهت بفوز الأحمر بستة أهداف مقابل هدف، وكان بيبو قد بدأ مشواره في نادي السويس ثم حقق الشهرة مع الإسماعيلي قبل أن ينتقل إلى الأهلي في صفقة أثارت غضب جمهور الدراويش، وقبيل مغاردته للفريق الأحمر أكد الجهاز الفني أن اللاعب مصاب بمشاكل نفسية أدت إلى تراجع مستواه، وهي حالة متكررة في الكرة المصرية حيث تؤدي الشهرة العريضة ببعض اللاعبين إلى تصرفات وسلوكيات عكسية تضع المكاسب التي جنوها في مهب الريح .

في بتروجيت أيضًا، وهو فريق صاعد هذا الموسم للدوري الممتاز، يلعب علاء إبراهيم الذي انتقل إلى الأهلي من المنيا وظل هدافًا للأحمر عدة مواسم قبل أن يتذبذب مستواه، وتنخفض قدراته التهديفية، فينتقل إلى المصري ومنه إلى الوحدات الأردني ثم عاد إلى بتروجيت الذي أحرز له 8 أهداف هذا الموسم ، ويضم النادي نفسه سمير كمونة ومدحت عبد الهادي اللذين كانا من نجوم دفاع الأهلي والزمالك على الترتيب .

أما نادي الإتصالات الذي يطمح إلى الصعود إلى الدوري الممتاز الموسم المقبل، فيضم على سبيل المثال، اللاعب طارق مصطفى الذي أحرز الهدف الثاني لمنتخب مصر في نهائي بطولة أفريقيا عام 1998 أمام منتخب جنوب أفريقيا، وبينما يلعب صاحب الهدف الأول أحمد حسن في فريق اندرلخت البلجيكي، فإن مصطفى الذي كان يلعب في الزمالك وقتها، تأرجح بين فريقه والأهلي، ولم يدر الأمور جيدًا، فاستغنى عنه الجميع ، مع مصطفى يلعب أيضًا أسامة نبيه مهاجم الزمالك السابق، وكان وليد صلاح الدين لاعب الأهلي الشهير قد حاول اللعب في الإتحاد السكندري بعد إستغناء الأحمر عن خدماته لتكرار الإصابة، لكنه لم ينجح وعاد إلى الأهلي مرة أخرى كأحد أفراد الجهاز الإداري .