وداع يزيد المحبة
د. حافظ المدلج
يعتقد الغالبية منا بأن الوداع هو نهاية ارتباط أو بداية النهاية، ولكن بعض الوداع يخالف تلك القاعدة فيزيد المحبة والارتباط، خصوصاً حين تكون الذكريات أجمل من أن تنسى، وحين تكون المحاسن أكثر من تنكر، وحين يعجز الزمان أن يجود بمن يملأ الفراغ الذي يخلفه الوداع. هنا فقط تزداد المحبة بعد الوداع.
مساء الإثنين ودعنا أكثر نجوم كرة القدم إنجازاً على الإطلاق، وتلك حقيقة تدعمها الأرقام فلا نحتاج للدخول في متاهة الاختلاف في الميول الذي يقلب حقائق الأفضلية حول المهارة والإمكانيات، فقد كنت في السابق أجهد نفسي في النقاش مع من يشكك في قدرات ونجومية مبدع يشهد له الأجانب قبلنا، ولكنني أدركت خطئي الكبير في محاولة إقناع من أعماه التعصب فأصبح لا يرى الحقيقة مهما اتضحت. ولذلك قررت بأن أتوقف عن الدخول في متاهة الأفضل، وسأكتفي بالحديث عن هذا الوداع الذي زاد المحبة.
quot;زادت محبتيquot; للقيادة الرياضية، وأنا أراها تحتضن النجوم وتحضر التكريم وتقرر فتح الباب للنجوم المبدعين ليواصلوا الإبداع خارج المستطيل الأخضر، فدعوة quot;ساميquot; للعمل في الموقع المناسب في كرة القدم السعودية يعد خطوة هامة أتمنى أن يضعها بقية نجومنا نصب أعينهم ليسيروا على نهج quot;الجابرquot;.
quot;زادت محبتيquot; لمانشستر يونايتد، فكل شيء شاهدته منذ وصولهم للرياض يدل على الرقي والاحتراف والاحترام، وربما يتوقع البعض أنني رافقت الفريق طوال فترة إقامته في الرياض، ولكنني لم أحظ بهذا الشرف فقد اجتمعت مشاغل العمل مع امتحانات الجامعة، بالإضافة إلى عدم الرغبة في الإثقال على المنظمين، فاكتفيت بتلبية دعوة السفير البريطاني لعشاء على شرف السير أليكس فيرقسون، فتعلمت في دقائق ما يكفي لكتابة مقالات، وشعرت بالاطمئنان على مستقبل فريقي المفضل راجياً له التوفيق الدائم.
quot;زادت محبتيquot; لسامي الجابر، وهو يلعب ويسجل ويودع ويبكي ويتعامل مع الجميع باحترام وتقدير، وقد أعجبني كثيراً وهو يصعد للمقصورة ليشكر الأيادي البيضاء التي وقفت معه في مشواره الحافل وستقف معه بإذن الله في مستقبله القادم في خدمة كرة القدم السعودية. وفرحت له بكلمات الثناء التي سمعتها بنفسي من السير أليكس فيرقسون لتغني سامي عن أي شهادة أخرى.
quot;زادت محبتيquot; للاستثمار في الرياضة، فقد كان عجيباً أن أول مقال كتبته في الرياضة والاستثمار كان بعنوان: quot;الهلال ومانشستر يونايتدquot;، وكنت أقارن وقتها بين الفريقين مركزاً على الجانب الاستثماري، لتشاء إرادة الله أن يأتي أغنى فريق في العالم وأكثرها نجاحاً في الاستثمار ليلعب أمام النادي الذي كتبت قبل سنوات محفزاً بأن ينهج طريق مانشستر في الاستثمار، ولعلي هنا أقدم اقتراحاً صغيراً بضرورة تطوير مجلس إدارة النادي، من خلال ضم ممثل للشركة الراعية وآخر للمحاسب القانوني وثالث لمحامي النادي، ليكونوا بدلاء لمن استقال من الأعضاء ومن وجوده مثل عدمه بل ربما أن وجوده يهدم النادي ويتسبب في تدهور نتائجه، وهو اقتراح لجميع الأندية حيث انتهت مرحلة مجلس الإدارة الصوري.
وأخيراً quot;زادت محبتيquot; لكل من قسى على شخصي المتواضع بكلمة أو تصرف، فقد زاد حلمي وصبري، .. وعلى دروب المحبة نلتقي
نقلا عن جريدة الرياض بتاريخ 26 يناير 2008.
التعليقات