سامي وبتال القوس
طلال الحمود
في أول ظهور لنجم كرة القدم السعودية سامي الجابر عقب مباراة اعتزاله quot;الكرنفاليةquot; اختار قائد الهلال والمنتخب أن يودع أنصاره بحميمية وبعبارات هادئة وصادقة بعيداً عن لغة الدموع التي اعتاد quot;المعتزلونquot; استخدامها تعبيراً عن فداحة مصابهم في التوقف عن طرد الكرة, تصرف الجابر بطريقة أوحت للجميع أنه اتخذ قرار الاعتزال عن قناعة توازي تلك التي قادت الفرنسي زين الدين زيدان لترك الكرة.طلال الحمود
وفي المقابلة التي بثتها قناة quot;العربيةquot; حاول الزميل بتال القوس أن يتعامل مع سامي كمرحلة مهمة في تاريخ الكرة السعودية بحلوها وعلقمها, ولم يكن الجابر أقل براعة من مضيفه حين أظهر نجومية ولباقة في الرد على الأسئلة التي حاول من خلالها القوس أن يستعرض انجازات وانكسارات النجم المونديالي على طريقة كتب المذكرات, وفي ذلك ما يحسب لمقدم برنامج quot;في المرمىquot;, خصوصاً أن مذيعين كثراً حاوروا سامي الجابر على طريقة الحديث الى رؤساء الأندية والبحث عن التصريحات الرسمية دون أن يدركوا أنهم أمام لاعب خاض تجربة طويلة لم تخل من البعد الانساني وكان الأجدر بهولاء أن يقدموا لنا سامي الانسان كما حزن يوماً وابتهج أياماً.
وقبل اللقاء التليفزيوني الأخير كنت أعتقد جازماً أن سامي الجابر سيعتبر تذكيره بـمرات quot;السنترةquot; خلال مباراة السعودية والمانيا المشؤمة اساءة لا تغتفر, وكثيرون غيري كانوا يعتبرون الحديث أمام سامي بتلك الذكرى quot;تابوquot; لا يجب اختباره لأن قائد المنتخب في تلك المباراة لن يحتمل مجرد سماع السؤال فكيف الرد عليه!!.
وبالأمس كسر بتال ذلك quot;التابوquot; وسأل سامي عن شعوره وهو quot;يسنترquot; ثمان مرات في تلك المباراة, غير أن الجابر برهن أنه ينتمي الى صنف العمالقة حين اعتبر الأمر من الطرائف التي يتذكرها في مسيرته الكروية, وأن ركل الكرة من منتصف الملعب عدة مرات لا يعني شيئاً أمام المحصلة النهائية وهي خسارة المنتخب للمباراة بنتيجة ثقيلة!!
ومع الأسف كثيرون تركوا تاريخ سامي المطرز بالانجازات وتوقفوا عند لقاء المانيا وعدد مرات السنترة, مع أن مثل تلك الحالات يعتبرها لاعبو كرة القدم في اوروبا من ضمن الطرائف التي تواكب الانتصارات والاخفاقات, وسبق لحارس انكلترا الشهير بيتر شيلتون أن تحدث متهكماً على حظه العاثر بسبب عدد الأهداف التي دخلت مرماه خلال احدى مباريات الدوري الانكليزي دون أن ينقص ذلك من قدره أو سمعته الحسنة كحارس مرمى عملاق.
ومع الأسف لم يتصرف بعض الهلاليين بالروح نفسها التي تعامل بها سامي مع سؤال بتال القوس, واعتبروا الأمر اساءة لا تغتفر لنجمهم المحبوب, دون أن يتخذوا من صاحب الشأن قدوة في تقبل السؤال والرد عليه, بل أن حساسيتهم المفرطة وعدم تقبلهم للحديث عن تلك المباراة جعل كثير من المتابعين لكرتنا في العالم العربي يصنفون الأمر على أنه اساءة لسامي, مع أن الأمر لا يعدو كونه مفارقة طريفة مر بها لاعبون محليين وعرب ومرت دون أن تأخذ حيزاً من اهتمام متابعي مباريات كرة القدم!!.
* نقلاً عن صحيفة quot;الحياةquot; اللندنية
التعليقات