أخلاق النفطي وهيبة النصر

فهد سعود

طرح أحد المشجعين النصراوين سؤالا يقطر ألما في أحد مواقع النصر المتعددة: لماذا يواصل المحترف التونسي عبد الكريم النفطي في إثارة

النفطي
لمشاكل والتعدي على زملاءه اللاعبين بالضرب المتعمد ؟

ورغم أن السؤال لا يحتاج إلى إجابة، لأن الإدارة النصراوية تتحمل ما يحدث داخل أروقة النادي، إلا أن السائل أدرف قائلا بذات النغمة: إدارة النصر بتخاذلها ساهمت في تمادي هذا اللاعب أكثر وأكثر حتى وصل به الأمر إلى ركل أحد زملائه عيانا بيانا أمام الجميع في أحد التمارين مؤخرا، ، وهو اللاعب مطلق العتيبي.

النفطي، وما أدراك ما النفطي، ففي أول ظهور له في الدوري السعودي أشعل فتيل فتنة رياضية، حين قال أن الحكم خليل جلال قال له بالحرف الواحد عد إلى بلدك، ويومها لقي هذا المحترف التأييد والتعاطف من شريحة كبيرة من الجماهير والإعلاميين، إضافة، وهنا مربط الفرس، الدعم المعنوي الكبير من الإدارة النصراوية في تلك القضية، والتي وصلت إلى ما سمعناه وقرأناه من تصريحات إدارية نارية، تستهجن الحكم، وتطالب بالتحقيق معه، ولكن اليوم، وبعد أن تكررت تجاوزات النفطي ضد زملائه اللاعبين، بدءا بالحارس محمد شريفي، ومؤخرا زميله مطلق العتيبي، فإن الشكوك بدأت تخالج الكثيرين حيال حديثه السابق واتهامه الحكم خليل جلال بالتلفظ بتلك العبارات سابقة الذكر.

لست هنا قاضيا لأحكم في نوايا النفطي، ولكن برأيي أن اللاعب وجد أن الأجواء مهيأة له ليفعل ما يريد، ويقول ما يريد، ويتصرف كيفما يريد، فالإدارة النصراوية مارست التعتيم والسرية في قضية اعتداءه الأخيرة، وكأنها لا تريد أن يتم تصعيد الأمر إلى الإعلام، رغم أن أهم مبدأ من مبادئ الرياضة، أن يسري العقاب على من يسيء لخصومه، فما بالك بزميل لك في نفس الفريق؟

أيضاً، لم تتخذ الإدارة النصراوية، أي موقف حازم في اعتداءه الأول ضد الحارس محمد شريفي، مما جعل اللاعب يشعر بالاطمئنان ليكرر فعلته، مع لاعب آخر، رغم أن النصر في هذه المرحلة يحتاج للتركيز كثيرا على بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، فهي أمله الوحيد تقريبا لتحقيق بطولة في الموسم الرياضي الحالي، قبل أن يلملم أيامه وساعاته، ويرحل ويترك النصر يتحسر على ضياع البطولات والإنجازات.

التاريخ الحديث يشهد للنصر بأنه أفضل الأندية اختياراً للمحترفين الأجانب، الذين يتمتعون بالخلق الحسن والمستوى الجيد والأداء المتميز، والنفطي بتجاوزاته الأخيرة، يكاد يحطم هذا التميز الذي يسجل لنادي النصر منذ منتصف التسعينات وحتى مطلع الألفية الثالثة، فمن المهم على مسئولي النصر ألا يتساهلوا في مثل هذه الأمور، لأنها علامة من علامات تميز النصر، وحتى لا تفقد الإدارة هيبتها واحترامها أمام الجماهير .. واللاعبين .. والإعلام.. والأهم من هذا كله .. أمام نفسها، لأن من يفقد احترامه أمام نفسه .. سيفقد كل شيء .. حتى نفسه.

[email protected]