متخوفون مما يحدث خلف الكواليس
العراقيون يتفائلون بالفوز... ويستغربون طبول الحرب القطرية
عبد الجبار العتابي من بغداد: مع إقتراب موعد المباراة المهمة المرتقبة بين منتخبي العراق وقطر ضمن الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2010 ، التي ستقام في الدوحة يوم غد الأربعاء ، احتشد الشارع الرياضي على نفسه وراح يتطلع إلى موعد اللقاء بلهفة وحرص كبير، كانت أغلب الاحاديث مفعمة بالتفاؤل والأمل في اجتياز الحاجز القطري لأسباب عديدة من اهمها أن مستوى المنتخب العراقي أفضل من مستوى المنتخب القطري.لقطة من آخر مباراة اعدادية لمنتخب العراق مع الكويت
لكن ثمة ما يشوب ويبعث القلق ليس من قدرة اللاعبين، بل بسبب ارهاصات الواقع الرياضي للمحترفين العراقيين في قطر وصولاً إلى العلاقة التي تربط رئيس الاتحاد العراقي برئيس الاتحاد الاسيوي القطري الجنسية، وهذا الكلام يدور في الشارع العراقي معززًا بالأمثلة لا سيما أن هناك امثولة قريبة حدثت في (اسياد الدوحة) عندما حرم الكابتن يونس محمود نفسه من المشاركة في المباراة النهائية امام قطر والتي خسرها العراق لهذا السبب، كذلك ما حدث في خليجي (18) من كارثة حطمت الكرة العراقية، وهذا الكلام المنتشر في الاحاديث عن المباراة يسميه بعضهم (قلقًا مشروعًا) وآخرون (تخوفًا مشروعًا) يجد سبيله الى الافكار عفويًا مع كامل الاحترام والاعتزاز بوطنية اللاعبين وغيرتهم على بلدهم، كذلك ظهرت علامات الاستغراب من التصريحات الاعلامية التي بدأت تتصاعد والتي يشعر المرء معها ان طبول (الحرب) تندلع في كل مكان.
انا هنا انقل وقائع من الشارع العراقي لم اضع امامها اي علامات استفهام او تعجب، بل اتركها على سجيتها، لأن قلبي سيكون مع المنتخب العراقي في هذه المباراة التي تمثل له خطوة عريضة نحو تحقيق الطموح او الحلم.
وقبل ان ابدأ بإستطلاع اراء عدد من اهل الكرة والمعنيين بشأنها، توقفت مع الجمهور الرياضي الذي بدا في حالة ترقب شديدة لموعد المباراة ويحسب الساعات لها، تشده انطفاءات واشتعالات في افكاره، قال احد المتابعين من الجمهور: لا نخشى على فريقنا من المنتخب القطري وإن كانت المباراة في ملعبه، فالجمهور العراقي الذي سيحضر المباراة اكبر بكثير من الجمهور القطري، ولا تهمنا الارض فالمنتخبات العراقية متعودة على اللعب خارج ارضها.
وقال مشجع آخر: ما أخشاه هو أن يقع لاعبونا في (فخ الخجل) الذي احيانًا يجعلهم يتعاطفون من الجمهور القطري الذي يشجعهم من خلال احترافهم في الاندية القطرية، وهذا يتسبب في اصابتهم بالبرودة، العاطفة احيانًا تتغلب على الرغبة، ولكن كلي امل ان يكون لاعبونا بمستوى المسؤولية الملقاة على عواتقهم ويخرجون من المباراة فائزين، وقال آخر: ليست المباراة سهلة لاعتبارات عديدة منها ان القطريين ينظرون الى هذه المباراة مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى منتخبهم الذي ان خسر هذه المباراة فسوف يكون بعيدًا عن التنافس، ولهذا هم يتطلعون الى بذل اي شيء للحصول على نقاط المباراة، وذلك يتضح من التصريحات الصحافية الغريبة حيث قرأت يوم الاثنين تصريحًا في جريدة (الراية) القطرية عنوانًا مثيرًا هو ( ستقاتل امام العراق حتى لو تلطخنا بالدماء وتكسرت ارجلنا) وكأن الفريقين مقدمان على حرب (لا سمح الله) .
ومع العديد من الاراء التي حصلت عليها من الجمهور كان لا بد من الوقوف عند اهل الكرة لمعرفة هواجسهم حول المباراة .
وقال حميد سلمان مدرب فريق القوة الجوية : المباراة صعبة ، وليست سهلة ابدًا ، وخصوصًا بالنسبة إلى القطريين الذين لديهم خسارة سابقة مع المنتخب الاسترالي، ويسعون للتعويض، لكن فريقنا جاهز ومن الممكن أن يقدم مستوى افضل، حيث تمثل هذه المباراة منعطفًا كبيرًا للمنتخبين، القطريون سيلعبون كمهاجمين خلال مسيرة المباراة خاصة بعد أن جنسوا البرازيلي ايمرسون، إضافة الى سباستيان وحسين ياسر ، وعلى فريقنا تعزيز الدفاع بصورة جيدة ، والعمل على امتصاص الزخم الهجومي ، واضاف حميد : مدرب المنتخب العراقي هو اعرف بلاعبيه وكرة القدم هي ان تعمل موازنة ما بين الهجوم والدفاع، ولا يمكن التركيز على حالة واحدة، عليه ان يقدر ان يهاجم وعليه ان يقدر ان يدافع، وعليه في الشوط الاول ان يراقب ويبدأ بالتكتيك المناسب وفقًا لمعطيات واقع المباراة، واستطرد: التوقع صعب ولكن التفاؤل موجود من خلال ما شاهدته من اصرار لدى لاعبينا وثقتهم بأنفسهم، ويعرفون المنتخب القطري جيدًا وهم قادرون على تقديم مستوى يهزون به نظيرهم، ومع كل ذلك فالكلام شيء والواقع شيء اخر.
حميد أكد أن في هذه المباراة ستؤدي الحالة النفسية دورًا مهمًا، لذلك فالتصريحات التي اطلقت هي من اجل التقليل من العامل النفسي عند لاعبينا، ومن خلالها يريدون أن يقولوا انهم يدافعون عن الكرة القطرية، حيث أن الاعلام يعطي زخمًا قويًا، وهم يحاولون التقليل من شأن المنتخب العراقي، واعتقد ان لاعبينا لديهم الخبرة في مواجهة ذلك، ولكن من العيب التصريح بكلمات مثل قتال ودماء وتكسير، فما علاقة كرة القدم بذلك وهي لعبة المحبة والسلام.
وقال كريم فرحان مدرب قريق الشرطة السابق: صراحة المباراة مهمة وحساسة، وبدأت حساسيتها تتصاعد قبل هذا الوقت، لا سيما أنها تمثل لنا ولمنتخب قطر مفترق طرق ، فمن الممكن أن تؤثر بعض الاصابات التي تعرض لها اللاعبون على الفريق، ولكن من المؤكد ان المدرب عدنان حمد افضل اللاعبين نفسيًا من (اولسن) وهو دافع اساسي لتحقيق الفوز الذي نتمناه للاعبينا، واضاف كريم : الفريق القطري من حيث الدافعية والاستعداد كان افضل ، ولم نكن بذات الدافعية وكان يجب ان نعمل اكثر من اجل هذه المباراة ، انا هنا اراهن على الحماس والغيرة التي لدى لاعبينا والتي تصير عندها مسألة لياقة ثانوية ، نحن نعول على الانسجام مابين المدرب واللاعبين ، واستطرد كريم نسبة التفاؤل تأتي من الوافع الذي هو صعب جدًا لأن القطريين مستعدين تمامًا بينما منتخبنا يعاني من نقص في الوسط متمثل في نشأت اكرم، وفي الدفاع في باسم عباس، وحتى علي حسين رحيمة الذي لم يصل كما اعتقد الى مرحلة الجاهزية .
كريم قال ايضًا حول التصريحات الاعلامية: ان هناك تعابير غير رياضية كالتي جاءت في عنوان لصحيفة الراية القطرية، فالمراد بها استفزاز لاعبينا واعطاء دافعية للاعبين القطريين، فهم يريدون الفوز بالمباراة بأي ثمن وبأي صورة والمهم لديهم الحصول على نقاطها .
وقال ليث حسين مدرب فريق البريد: المباراة بكل المقاييس صعبة جدًا ولا يمكن التكهن بنتيجتها، وصعوبتها تكمن في ان القطريين عازمون على الفوز بشتى السبل حتى لو وصل الحال الى شراء ذمة الحكم من اجل كسر الفريق العراقي، فالخسارة ستضعهم خارج حسابات المجموعة، وأضاف ليث: المطلوب من لاعبينا ان ينسوا مباراتهم مع الصين ويعتبرون مباراتهم مع قطر الاولى، وعليهم ان يلعبوا المباراة كأنها اي مباراة عادية، والكابتن عدنان يعرف اللاعبين وهم لاعبون كبار واعتقد ان وجوده معهم اضافة ستكون لصالح المنتخب العراقي، ولكنني اقول ان الفوز لمن يتعامل مع المباراة تعاملاً صحيحًا.
ليث قال حول التصريحات النارية والدموية: انها سلاح الضعيف ، الفريق القوي لا يتكلم بالكلام الذي يجعل كرة القدم وكأنها حرب ودماء وتكسير .
اما مهدي جاسم اللاعب الدولي السابق فقال : الامنية مختلفة والمطلب صعب ، والمباراة مع قطر تشتمل على حساسية كبيرة طبعًا لأن الفريقين متنافسين، ولكن ان شاء الله اسود الرافدين يعيدون ثقتهم بأنفسهم، على الرغم من عدم مشاركة نشأت وباسم، فالمنتخب القطري ينظر الى المباراة على انها انقاذ له وهي الامل الوحيد لديهم من اجل البقاء والتنافس للصعود، وأي خسارة وتعادل سوف يفقدون الامل مع بقائه للعراق أن تعادل، ولكن الوز ضروري جدًا، وأضاف: وعلى الرغم من ثقتي العالية بلاعبينا ومع تقديري لهم، إلا أنني اتوف من مسألة لاعبينا المحترفين في قطر الذين قد يفكرون في مستقبلهم ، فقد يتعرضون لحالة تخويف أو تحدٍ، هذا ما اخاف منه مع تأكيدي على الثقة العالية بهم، إلا أن هذا قلق مشروع ليس انا فقط من يتحدث به، وانا اجزم ان الفوز حليف منتخبنا، وإن كان المنتخب القطري يلعب على ارضه وبين جمهوره .
مهدي قال ايضًا: ان التصريحات الصحافية التي اطلقت مؤخرًا جاءت بعد وصول لاعبينا الى قطر تحديدًا، وهذا للتأثير على معنوياتهم واطلاق حالة من التحدي لهم .
الساعات تمضي... والموعد يقترب، وبعد (90) دقيقة سيتضح الغموض وتنكشف الاسرار وتظهر النتيجة للعيان وسيكون لكل حادث حديث .
التعليقات