في الـ88 من عمرها وتمارس الغولف أسبوعياً
بطلة 1948 تنتقد مظاهر البذخ في أولمبياد بكين

روميو روفائيل من لندن انتقدت بطلة أولمبياد 1948 مظاهر البذخ التي ظهرت على أولمبياد بكين 2008، وقالت إن هذه الدورة ابتعدت عن الروح الرياضية وركزت على الاستعراضات.ولكن مع مراسم الافتتاح المثيرة للدهشة وتنظيم رائع للألعاب ورقم قياسي للميداليات التي حصل عليها الرياضيون البريطانيون، هل أصبحت أولمبياد بكين عقبة كبيرة لنجاح أولمبياد لندن 2012؟

من مراسم حفل افتتاح اولمبياد بكين
quot;لقد شاركتُ في أربعة أولمبيادات وكان التنظيم فيهاً جيداً وبسيطاً ومن دون حفل افتتاح ضخم كهذا، ليكن هناك عرض للحرس الملكي، وهذا شيء جيد ولنظهر ما لدينا من تراث الذي لا يملكه أحد.

ولا أريد أن أشاهد الفرق الموسيقية الصاخبة ، لأن هذه الألعاب ليست حفلا موسيقياquot;. كانت هذه هي نصيحة للقائمين بإعداد أولمبياد لندن من السيدة دوروثي تيلور (88 عاماً) التي شاركت في أربع دورات أولمبية، وهي السيدة الوحيدة في بريطانيا التي فازت بالميدالية الأولمبية قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها. وكانت قد فازت بالميدالية الفضية في أولمبياد 1948 في سباق الوثب العالي، وهي ما زالت نشطة وتمارس لعبة الغولف بضع مرات في الأسبوع، وكانت تتابع أولمبياد بكين من كثب على شاشة التلفزيون، ولكنها لم تكن معجبة بالدورة دائماً.


دوروثي مع ولديها
وانتقدت دوروثي أولمبياد هذه الأيام بقولها: quot;إن الألعاب تزداد وتكبر يوماً بعد يوم، بدأوا جلب الكرة الطائرة التي تلعب على الرمال (الشاطئية) والسباحة رأساً على عقب (السباحة المتزامنة). إنه شيء مثير للسخرية. إنها ليست رياضة وانها ليست شيئاً نفتخر به، حتى الشعلة الأولمبية فقد كانت كبيرة جداً، انها لم تكن شعلة بل كانت نارا تضرم في الهواء الطلقquot;.

وانتقدت تيلور أيضاً مشاركة السباح الأميركي مايكل فيلبس (حصل على 8 ميداليات ذهبية) ورياضيين آخرين والسماح لهم بالمشاركة بأكثر من 3 سباقات. إذ قالت يبدو انه شخص واحد يشارك في كل السباقات quot;أنا اعتقد أن هذا جشع، وهذا الوضع سيوقع الفوضى بين الرياضيين الأخرين للحصول على المركز الثاني دائماًquot;.

أما جون (83 عاماً) زوجته دوروثي بارليت (81 عاماً) فإنهما شاركا في أولمبياد 1948، وانهما لم يتزوجا إلا بعد 30 عاماً، فإنهما قالا إن المسؤولين الصينيين حاولوا أن يظهروا براعة هذا البلد ومكانته العالمية، وهما لا يعتقدان أن على المسؤولين الانكليز أن يفعلوا الشيء ذاته في أولمبياد لندن ويطالبان بأن تكون المراسم بسيطة جداً.

دوروثي تحصل على فضية 100 متر عدواً
يذكر أن دوروثي (لقبها قبل الزواج كان مانلي) قد فازت بالميدالية الفضية في سباق 100 متر عدواً وكان زوجها جون قد شارك في سباق 800 متر عدواً.

وانتقد جون، الذي سبق أن كان يعمل متدرباً للتصاميم واشتغل لسنوات طويلة في شركات الإعلانات، شعار لندن للأولمبياد، إذ إنه يعتبر بأنه فشل في التقاط مظاهر لندن، وهو تصميم خاطئ جداً وحتى ليس مقروءاً وquot;انني حتى لا استطيع مشاهدة كلمة لندن فيهquot;، لذا فإنه قرر القيام بتصميم شعار مرادف له الذي يؤمن بأنه سيكون أكثر انسجاماً مع ما ينبغي أن تكون الألعاب الأولمبية من موقع البساطة، وهو يؤكد أن الشعار يجب أن يكون بسيطاً ويعبر عن الحياة في لندن.

أما زوجته فإنها مستغربة من الأزياء التي ترتديها الرياضيات، فهي تتوقع أنه بعد 20 عاماً من الآن quot;سنشاهد رياضيات عارياتquot;، وذكرت بأنها قامت، كزميلاتها الرياضيات في السابق، بخياطة ملابسها الرياضية بنفسها، وكان لا يسمح لهن في عام 1948 بأن يكون الفستان مرتفعاً بأكثر من أربع بوصات عن الركبة.

وأشار جون إلى أن الرياضيين البريطانيين الفائزين بالميداليات في أولمبياد بكين كانوا قد شاركوا في ألعاب رياضية باهظة الثمن مثل سباقات الدراجات واليخوت والفروسية والتجديف. وانتقد اختفاء الرياضة في المدارس الابتدائية وطالب الأطفال بالابتعاد من شاشات التلفزيون والمشاركة في الحياة الرياضية والاجتماعية كل حسب عمره.

جون ودوروثي بارليت
ويشكو جون ودوروثي اختفاء quot;نقاط الانطلاقquot; مثل بطولات الأندية والمقاطعات، وهي العامل الرئيس لإبراز رياضيين موهوبين بعد جيل أو جيلين من الآن. وعبرا عن أسفهما لمشاركة رياضية واحدة في سباق 200 متر عدواً بدلاً من ثلاث أو أكثر، وquot;لكنك لا تجد إلا فتاة واحدة صالحة لهذه البطولةquot;.

وخلال أولمبياد بكين كان الحديث السائد عن الحصول على الميداليات، وجاءت نتائج الفريق البريطاني جيدة، حيث إنه لم يحصل على عدد مماثل من الميداليات منذ أكثر من قرن، ولكن الزوجين يؤكدان أن التركيز لا يتماشى مع ما ينبغي أن تكون فكرة الأولمبياد، حيث إنهما يعتقدان أنه من المهم هو المشاركة في هذه الألعاب وليس الفوز فقط. إذ إن الشيء الأساسي في الحياة ليس الانتصار بل خوض المعركة.

من جهة أخرى، يؤمن غوغ ويلسون (88 عاماً)، الذي شارك في سباق 1500 متر عدواً في أولمبياد لندن 1948 أن الروح الأولمبية لا زالت حية، لكنها فقط تحتاج إلى أن توضع في الواجهة مرة أخرى مع الابتعاد قليلاً عن الصخب، حيث كان الصخب يعصف في كل مناسبة في أولمبياد بكين، بعكس ما حصل في أولمبياد لندن عندما قام المسؤولون بتنظيمها في أوقات فراغهم، حتى مدير أحد البنوك كان يساعدهم في المساء. لقد فعل المنظمون شيئاً رائعاً رغم أجواء الحرب الرهيبة.

شعار اولمبياد لندن 1948
ويقول ويلسون إن على منظمي أولمبياد 2012 أن يعودوا إلى الأساسيات وبساطة الألعاب، وينبغي أن تكون أكثر مثالية وليس فقط صراعاً بين دولة وأخرى. ويؤكد أن عليهم أن يضعوا المثل العليا للأولمبياد قبل كل شيء. وأضاف أنه اندهش عندما منحت الألعاب إلى مدينة لندن قبل عامين، لكنه عبر عن خيبة أمله ازاء الآثار السلبية للتغطية، خصوصاً التكلفة الباهظة التي قد خرجت عن نطاق السيطرة، ولكنه أبدى تفاؤله بأن العاصمة البريطانية ستنجح في تقديم عروض جيدة وتنظيم رائع في نهاية المطاف، رغم وجود الكثير من المشاكل التي يجب حلها، ولكن الدعاية لأولمبياد لندن حتى الآن كانت سلبية ويجب أن يكون هناك شيء من الايجابية.

من جهة أخرى، كشف النقاب عن أن التكلفة المقدرة للملعب الرئيس لأولمبياد لندن قد تجاوزت 525 مليون جنيه استرليني، إذ إنه بعد إعادة النظر في التحضيرات للألعاب وجد أن المبلغ للملعب الرئيس الذي يتسع لـ80 ألف شخص الذي يتم انشاؤه في منطقة ستراتفورد في شرق لندن، قد قفز 29 مليون استرليني منذ تشرين الثاني الماضي. ولكن تقرير رجل الأعمال البليونير ديفيد روس أوضح أن زيادة التكاليف هذه قد تم تعويضها عن طريق الوفورات في أماكن انشائية أخرى، ما أسفر عن زيادة التكاليف بحوالى 16 مليون استرليني. وكان السعر المقرر الأصلي لبناء الملعب الرئيس قدر بحوالى 280 مليون استرليني في وثائق عطاءات عام 2005 عند طلب استضافة لندن للأولمبياد.