قصة رجل قامت الصدفة في حياته بأكثر من دور (2/3)
لطفي الزعبي: زوجتي احالتني الى quot;نسونجيquot; متقاعد... وشكرًا للوساطة!


زيد بنيامين من دبي : بدأ الشغف بالإعلام عند لطفي الزعبي منذ سنوات طفولته الأولى، quot;كنت أشاهد محمد جميل عبد القادر رئيس قسم الرياضة في التلفزيون الأردني، والمخرج محمد رجوب، وهما يقدمان المجلة الرياضية على

من سيفوز بقلب شاربوفا، لطفي الزعبي ام كنعان طالب
التلفزيون الأردني وهما السبب لجذبي إليه، على الرغم من بساطة الحلم في وقتهاquot;. إعتبر البرنامج اهم برنامج في الوطن العربي وكانت مدته بين ساعتين إلى ثلاث ساعاتتبث كل يوم جمعة على الهواء مباشرة، quot;كنت اقول في نفسي، أريد أنأكون مثل هذا الرجل، وكانهناك مذيع اخبار اسمه عدنان الزعبي، كنت اقول في نفسيأريد أنأصبح مثله، وعندما كنت أشاهد التلفزيون لم اتوقع ان اكون في يوم ما مذيعًا، كنت اتوقع ان اكون لاعب كرة مشهور، ولكن القرار بالدخول الى مجال الاعلام جاء فيما بعد خلال سنوات الدراسة الجامعيةquot;. ما ان اكمل لطفي الزعبي البكالوريوس في التربية الرياضية، شجعه والده على اكمال الماجستير، بينما كان هو امام خيارين الاول العمل كاستاذ في الجامعة التي تخرج منها، او ايجاد عمل في ميدان اخر quot;كان عندي اخ من امي (ابو خالد) كان مرافقًا للملك حسين والملكة نور وكان اكبر مني بـ 15 عامًا ولم يكن هناك اي فرق بيننا من متانة العلاقة بيني وبينه، وكنت قد تحدثت معه عن موضوع العمل في التلفزيون، فقال لي تعال معي، واخذني الى مدير عام التلفزيونquot;.

اخذه الانبهار وهو يسير بين اقسام التلفزيون في الطريق الى مكتب المدير العام (نصوح الممجالي) الذي اصبح فيما بعد وزيرًا للاعلام، وكان عمر لطفي الزعبي وقتها لم يتجاوز الثانية والعشرين quot;كنا أيام الجامعة معجبين بالمذيعين ونتكلم عنهم، ثم رأيتهم، وتحدثت الى زملائي في الجامعة عن هذه الزيارة الخطيرةquot;.

يروي الزعبي تلك اللحظات quot;قال المجالي لاخي شو بدو يشتغل، بتشتغل في الرياضة فاجبناه بالايجاب، فجاء بورقة التعيين يكتب للمخابرات العامة، حيث لم يكن احد ليعين دون موافقة من هذا الجهاز، ووقع عليها على بياض، ثم قمنا بتعبئتها وذهبنا الى مدير التلفزيون المرحوم محمد امين فوقع عليها مدير التلفزيون، لان مدير العام وقع، ثم الى مدير البرامج المرحوم رافع الشاهين فكتب ملاحظة قال فيها: القسم الرياضي بحاجة الى اثراء، ووجود لطفي الزعبي يثري القسم الرياضي، فذهبنا الى المدير الاداري، فقال لي لقد تم تعينيك تفضل لممارسة عملك؟quot; وانتهى يوم التواقيع ليخرج لطفي من مبنى التلفزيون دون ان يرى رئيس القسم الرياضي وهو رئيس القسم الذي عّين فيه.

بعد اسبوع من ذلك التاريخ عاد الشاب (الهادئ) الى التلفزيون حيث باشر بالعمل مذيعاً رياضياً quot;عجبتهم فكرة انني خريج تربية رياضية، حيث كان اغلب زملائي في القسم صحافيبن ممتازين مع خبرة جيدة لم يدرسوا الرياضة من

لطفي الزعبي: أحلى شيء أن تكون وحيد اهلك!

قبلquot;. كان محمد جميل عبد القادر، وراء اعطاء الفرصة للطفي الزعبي للظهور على الشاشة، الى جانب عدد من الوجوه الجديدة مثل خالد الغول الذي يعمل اليوم في شبكة Showtime معلقاً معروفاً على الدوري الانجليزي الممتاز بكرة القدم quot;المرة الأولى علقت في حياتي كنت مع خالد الغول في عام 1988، حينما زار اللاعب الفرنسي الشهير بلاتيني الاردن، ولعب تفاهم الرمثا والحسين ضد الوحدات والفيصلي، لم نكن نعرف ما علينا عمله، لأنها كانت المرة الاولى لكلينا في التعليق، كان الامر بسيطًا، فقد قال لنا محمد جميل عبد القادر ان علينا التعليق على المباراة.. وخلاصquot;.

في تلك الفترة .. كان الحصول على المعلومات للتعليق على المباريات من الهموم الكبيرة امام اي معلق في ظل عدم وجود الانترنت quot;كان بيتي عبارة عن كومة من الاوراق، وفيه العديد من الملفات لكل موضوع قد احتاج التعليق عليه،

لطفي مع زملائه ايام تغطية الدورة العربية مع قناة الجزيرة
ذلك مما ترسله وكالات الانباء من اخبار، لم يكن لدينا مصادر، كنا نصارع كثيراً قبل ان نحصل على المعلومة، وكنا نرددها الاف المرات، واحتاج التحضير لاي مباراة مني مراجعة كل تلك الملفات للعثور على المعلومات اللازمة، لو كانت لدينا معلومات مثل ما نملكه اليوم لكنا مقنعين اكثرquot;.

في عصر مؤيد البدري، عدنان بوظو، محمد جميل عبد القادر،كانت الحياة امام المعلقين الجدد مثل لطفي الزعبي وخالد الغول صعبة quot;تعلمنا بالناس، لكنني كنت نشطياً واعمل على مدى 16 ساعة وفي 8 برامج في الوقت نفسه، مثل المجلة الرياضية، ونشرة اخبار يومية لعشر دقائق، الرياضة في اسبوع، وبرنامج مختارات، واحد برامج الاطفالquot;.

بعد عشرين عاماً من الدخول الى التلفزيون الاردني وانطلاق المشوار، يقول لطفي انه لم يندم على اختياره بأن يكون مذيعاً بدل تحقيق حلمه كطيار quot;مهنياً، استفدت من تجربة العربية والجزيرة اكثر من تلفزيون الاردن لان العربية والجزيرة تركزان على التفاصيل، اما في الاردن فقد تعلمت ان اكون صحافياً ومعلقاً ويمكن ان تطلق على تلك الفترة بأنها كانت البذرةquot;

علق لطفي على بطولة كأس العالم 1990 في ايطاليا و1994 في الولايات المتحدة و1998 في فرنسا، كما علق على دورة الالعاب الاولمبية التي اقيمت في العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول في 1988 ثم اولمبياد برشلونة 1992 واتلانتا 1996، وبطولات امم اوروبا وامم افريقيا والدوري الانكليزي ودوري المحترفين الاميركي، والبطولات الاربع الكبرى وحتى مباريات الركبي.

وترك التلفزيون الاردني في نفس لطفي اثراً اكبر حينما تعرف إلى زوجته quot;تعرفت إلى زوجتي التي كانت تعمل في برنامج يسعد صباحك، ولم يمضِ على تعينها ستة اشهر وقد عرفتها، ووجدت فيها اشياء غير موجودة في كل الناس، فهي ناضجة فكريًا ومدركة، وتشعر انهاليستمثل بنات اليوم،حينها كنت quot;نسونجيًاquot;،بعكس اليوم فأنا متدينquot;.

وجود سالي اسعد مذيعة برنامج يسعد صباحك في حياة لطفي الزعبي غيرها كثيرًا، حيث وبعد ايام قليلة من تلك الخطوة، تلقى مكالمة دولية وكان على الطرف الاخر الاعلامي فجر الشيعيبي يخبره باخيتاره مذيعاً رياضياً في قناة

الاستعداد لتقديم الموجز الرياضي مع كنعان طالب وزينة اليازجي
بوظبي، وذلك بعد ان شاهده على التلفزيون الاردني، ولم يأخذ الامر اكثر من اربعة اشهر من تاريخ تلك المكالمة حتى كان الزعبي يسير بين اروقة مطار ابوظبي الدولي quot;كنت أذهب كل سنة مع الاميرة عالية الى قطر، حيث كانت رئيسة اتحاد الخيل والفروسية في الاردن، وكنت اغطي سباقات الفروسية التي تشارك فيها سموها والاميرة هيا بنت الحسين، كما عملت مراسلاً لقناة الجزيرة، وخلال هذه الزيارات المتكررة التي سبقت اطلاق قناة الجزيرة، وما بعد ذلك تعرفت على ايمن جادة وخالد جاسمquot; وسيقوم هذان الرجلان بدور كبير في حياته فيما بعد مرحلة ابوظبي.

بعد اربعة اشهر من العمل كانت نهاية العلاقة مع ابوظبي quot;عشت مشاكل كثيرة مع رئيسي في العمل، لانه أخذ الامور على نحو شخصي، كما انني لا اخفيك فقد كنت عنيداً، بعد ان خرجت من الاردن وانا (ستار) فذهبت الى ابوظبي وكنت قد فقدت البوصلة، ولم يكن يعرفني احد، ونفسياً زعلان، ولم تعجبني الفكرة، كنت كمن اقتلعته من جذوره وخرج من الاردن، تاركاً مكاناً مرموقاً وخطيبة تنتظر ، بالاضافة الى الوقت الذي تحتاج إليه لتعرفك الناس من جديد، وتحول الدور الى الاخبار فقط بعد ان كنت معلقاً ومذيع اخبار في تلفزيون الاردن، وفي يوم من الايام جائني كتاب كتب عليه بالخط الاحمر (يسلم للمذكور باليد)، وعرفت وجود مصيبة ما، فلما فتحت الكتاب وجدته (تفنيش) فأحسست بالظلم، خصوصًا بعد خلافي معهم (ادارة قناة ابوظبي) لعدم تنفيذهم بعض بنود العقد، وبعد وصولي الى ابوظبي عرفت ان مسألة (التفنيش) هي مسألة عادية ولم اتوقع ان يصلني الدور، في اليوم الثاني لوصولي مثلاً عرفت ان القناة انهت خدمات 30 موظفاً دفعة واحدة فحينما سألت فقالوا لي عادي، كل شهر او شهرين كانت الادارة تنهي خدمات 10 او 20 او 100 او 200 وهو شيء عادي في تلفزيون ابوظبيquot;.

كانت مشاعر لطفي الزعبي مزيج من الحزن والسعادة بعد تسلمه كتاب انهاء الخدمات.

في الحلقة الثالثة: سأجعل من (صدى الملاعب) برنامجاً رياضياً.. وهذه رسالتي الى يزيد مواقي بناني.

لمراسلة الكاتب: [email protected]

مواضيع سابقة للكاتب: http://www.elaphblog.com/zaidbenjamin