كأس الخليج وعتاوية الفريج

خلف الحربي


كلما مررت في رحلة الريموت كنترول على برنامج (المجلس) في قناة الكأس القطرية تمنيت أن يقوم شخص ما بتكرار مشهد في المسلسل الكويتي القديم (درب الزلق) حين اكتشف عبد الحسين عبد الرضا أن والدته تزوجت خالد

خلف الحربي
النفيسي فدخل إلى العرس وجلد المدعوين بالعقال وأخرج البقية الباقية منهم بالشلوت.


البرنامج باختصار حفلة للطرح السطحي ومساحة عشوائية لحوارات التحدي التي يخجل منها طلاب المرحلة الثانوية, وأغلب ضيوفه من اللاعبين المعتزلين الذين لم يكونوا نجوما يستحقون الذكر, وهم بسبب ثقافتهم المحدودة لا يستطيعون تقديم فكرة واضحة للمشاهد فكل ما يملكه الواحد منهم هو أن يقول لصحابه : (غالبينكم غالبينكم .. الكاس لنا .. والوعد قدام) .

وللأسف الشديد فإن مجلس التسطيح هذا ليس البرنامج الوحيد الذي يكشف رداءة الإعلام الرياضي الخليجي فثمة العديد من البرامج البائسة الأخرى يأتي في مقدمتها برنامج اسمه (السبله) أو (الخبله) أو (الهبله) يعرض في إحدى القنوات الفضائية الخليجية, ولأنني لم أستطع حفظ اسم البرنامج وأعتقد أن الكثير من المشاهدين لم يحفظوه مثلي فإنني اقترح تغيير اسمه ليحمل اسم مسلسل قديم من بطولة عبد الحسين عبد الرضا أيضا هو: (عتاوية الفريج) , فـ(العتوي) باللهجة الخليجية هو قط الشارع الضخم الذي يتحدى بقية القطط بموائه العنيف وهذا هو حال البرنامج الذي يعتمد على الصراخ المتبادل بين الضيوف الثابتين, تخيلوا برنامج على الهواء في فضائية شهيرة يصرخ فيه الضيوف في وجه بعضهم البعض ويقول واحدهم للآخر : (أحلف أنك ما قلت كذا... لا تطلع من الموضوع أنا ابغاك تحلف وإلا ما أصدقك كل عمري).

أسوأ ما في بطولة (خليجي 19) أنها تعرضت للاختطاف من قبل القنوات الفضائية السطحية, وما زاد الطين بلة أن المنافسة بين هذه القنوات أخذت منحى بعيدا كل البعد عن أصول المهنة وروح الزمالة التي كانت تربط بين أبناء الخليج, وبما أن هؤلاء الذين اختطفوا المشهد الإعلامي لا يستطيعون بناء جملة مفيدة فإنهم لم يجدوا ما يفعلونه سوى الصراخ الأجوف والتنكيت على بعضهم البعض, وأظن أن أغلب المشاهدين الذين يتابعون هذه البرامج يتعاملون معها كبرامج كوميدية مسلية ولا يبحثون خلال متابعتهم لها عن تحليل فني موضوعي .
وإذا أردنا الصدق فإن البعض يريد من دورات الخليج أن تزرع الكراهية والبغضاء بين أبناء مجلس التعاون فالإعلام المتعصب والتصريحات العنصرية والطرح الصحفي غير المسؤول وحروب الإنترنت السخيفة كلها أمور تجعل من مباراة كرة قدم نهاية العالم فيبغض الشقيق شقيقه من أجل بطولة لا يعترف بها العالم .

عن عكاظ