وصلت آلاف الجماهير المصرية والجزائرية اليوم الثلاثاء الى العاصمة السودانية الخرطوم لحضور المباراة الفاصلة بين منتخبي بلادهما ضمن تصفيات القارة السمراء المؤهلة الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة في جنوب افريقيا الصيف المقبل.
ويأتي وصول جماهير البلدين الى الخرطوم وسط أجواء مشحونة ومتوترة بينهما عقب أحداث الشغب التي حصلت بينها قبل وبعد مباراتي quot;الفراعنةquot; وquot;محاربي الصحراءquot; السبت الماضي في القاهرة ضمن الجولة السادسة الاخيرة من منافسات المجموعة الثالثة والتي آلت نتيجتها للمنتخب المصري بهدفين نظيفين ما فرض مباراة فاصلة لتحديد صاحب البطاقة الافريقية الاخيرة الى المونديال بعد الكاميرون ونيجيريا وغانا وساحل العاج.
حرب كرة القدم: مصر x الجزائر |
ووصل المشجعون الجزائريون حاملين أعلام البلاد الخضراء والبيضاء يتوسطها هلال ونجمة حمراء غطت السيارات التي اطلقت العنان لأبواقها في العاصمة السودانية، في حين وصل مشجعون آخرون بكثافة الى المطار.
وقال عادل وهو مشجع يرتدي قبعة وسروالا وقميصا بألوان العلم الجزائري quot;أنا متزوج وأب لطفلين، تركت أطفالي وزوجتي وبيتي، تركت كل شيء وجئت الى هناquot;.
من جهته، اكد أحمد افتيسن وهو صحافي جزائري quot;هناك بعض المشجعين الذين جاؤوا هنا بدون أي شيء على الإطلاق. كانوا في الشارع، وسمعوا أنباء أن هناك رحلات جوية فتوجهوا الى المطار للسفر الى السودانquot;.
وخصصت السلطات الجزائرية طائرات ورخصت أسعار التذاكر لجماهير quot;الخضرquot; لحضور المباراة الفاصلة امام quot;الفراعنةquot; المصريين غدا الاربعاء في أم درمان، المدينة التوأم للعاصمة الخرطوم على الضفة الغربية لنهر النيل.
وقال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر quot;ننتظر وصول 48 طائرة من الجزائر و18 طائرة من مصرquot; مشيرا الى ان ألفي مشجع مصري سيأتون بسياراتهم وعلى متن الحافلات. كما ان هناك الآلاف من المصريين يعملون في الخرطوم ولن يكونوا بحاجة الى السفر من أجل حضور هذه المباراة النارية.
ولم تستقبل العاصمة السودانية هذا الكم الهائل من مشجعي quot;كرة القدمquot; منذ نهائيات كأس افريقيا عام 1970 عندما توج السودان باللقب وهو الوحيد في خزائنه في البطولات الكبرى.
وامتلأت الفنادق في العاصمة الخرطوم عن آخرها. في المقابل خصصت سلطات العاصمة موقعين للجمهور المنتخبين بمعدل واحد لكل منهما وتفصل بينهما كيلومترات عدة رغبة من السلطات الفصل بين المشجعين أكبر مساحة ممكنة لتجنب احداث عنف جديدة بعد تلك التي حدثت في مصر والجزائر وفرنسا في الايام الاخيرة.
وتعرضت حافلة المنتخب الجزائري الى اعتداء بالحجارة في طريقها الى الفندق من مطار القاهرة الخميس الماضي. كما قام مشجعون جزائريون امس الاثنين بتحطيم مقر شركة مصر للطيران ومحل لشركة اوراسكوم تيليكوم الجزائر في العاصمة الجزائرية.
وقال شكيب وهو احد المشجعين الجزائريين الذي وصل الى الخرطوم قادما من ابو ظبي: quot;لقد ضربوا زوجاتنا ومواطنينا في مصر (...) نحن مستعدون لمواجهتهم اذا فعلوا لنا شيئا. لا نريد القتال، نريد مباراة نظيفة، لكن إذا حاولوا استفزازنا سندافع عن علمنا الوطنيquot;.
واكد والي الخرطوم ان 15 الف شرطي سيكونون على اهبة الاستعداد للتدخل في حال وقوع اي احداث قبل او اثناء او بعد المباراة.
واكد ان استاد ام درمان الذي ستقام به المباراة يتسع ل41 الف متفرج ولكن السلطات ستسمح بحضور 35 الف متفرج فقط لاسباب امنية.
واوضح انه سيتم تخصيص تسعة الاف مكان في الاستاد لمشجعي كل من البلدين اي 18 الف مقعد في الاجمال.
وابدى الوالي تخوفه قائلا quot;المباراة تكتسي خطورة كبيرة (...) وبصراحة، ستكون الامور اكثر خطورة اذا اشتبك انصار المنتخبين في الملعب او في الشارع.
ــــــــــــــــــــ
التعليقات