عبد الجبار العتابي من بغداد :السؤال الذي بدأ يهيمن على الشارع الرياضي العراقي الان : ماذا يريد حسين سعيد ؟ وهل هو عدو ام صديق ؟ فالرجل رئيس اتحاد كرة القدم في العراق منذ ست سنوات ،ومقيم في عمان التي جعلها مقرا للاتحاد في سابقة لم تحدث في اي دولة من دول العالم على مدى التاريخ ، انتهت ولايته للاتحاد قبل سنة ، وبالتحديد في 30 حزيران عام 2008 ، ولكن حسين طلب من الاتحاد الدولي تمديد الولاية لسنة اخرى بحجة عدم استطاعة اجراء انتخابات بسبب الوضع الامني ، وان كان الامر منافيا للحقيقة والتي لايمكن ان يقبلها اي عراقي بالاساءة الى بلده بهذه الطريقة ، وجاء قرار الاتحاد الدولي للعبة بالتمديد لسنة واحدة ابتداء من 30 حزيران 2008 وفق شروط : الاول :الانتهاء من إقرار مشروع تعديل النظام الداخلي للاتحاد والذي يجب ان يتم بانتهاء عام 2008 ، والثاني : التحضير للانتخابات الخاصة بانتخاب مجلس إدارة اتحاد جديد مطلع عام 2009 على ان يرتبط ذلك بتحسن الوضع الأمني في العراق .

حسين سعيد لكن ذلك لم يحدث ، فلا الاتحاد العراقي انتهى من اقرارمشروع التعديل ،ولا جرت تحضيرات للانتخابات المعنية ، بل ان السيد الرئيس حسين سعيد توجه الى الرئيس بلاتر من اجل تمديد مدة بقائه الى ما بعد كأس القارات بحجة عدم استطاعة الاتحاد اجراء انتخاباته بسبب الوضع الامني ايضا ، وهي شماعة بات حسين سعيد يعلق عليها تبريراته غير المقنعة التي جعلت الشارع الرياضي يصرخ بأعلى صوته سخرية مما يقوله حسين ، وكان له ذلك التأجيل ، على ان تجري الانتخابات في تموز / يوليو ، وانتهت بطولة القارات ، وانتهت ولاية الاتحاد واصبح بلا شرعية منذ الاول من تموز / يوليو 2009 ، ولكن فوجيء الجميع ان حسين سعيد وخلال تواجده في جنوب افريقيا طلب من الرئيس بلاتر ان يمدد له ، وبهدوء تام وبسرية و تامة ودون ان يرجع الرئيس بلاتر الى قراراته السابقة وتمديداته ، ودون ان ينظر رأي الاتحاد الاسيوي ، فمدد له الى اربعة اشهر اخرى ، وهو امر لم يكن يعلمه احد من اعضاء الاتحاد ذاته الى ان وصلت وثيقة من الفيفا الى رئيس اللجنة الاولمبية العراقية تؤكد مسألة التمديد !!، وهو ماوضع العديد من علامات الاستفهام : لماذا يفعل حسين سعيد كل هذا ؟ ، كيف يمكن ان يتصرف بهذا الشكل الفردي ؟ اليس لديه مرجع متمثل في اللجنة الاولمبية المنتخبة ؟ وما الذي يريد ان يقوله من خلال التأجيلات المستمرة التي اصبحت اكثر سماجة وازعجت الرياضي البسيط والمتفرج ، خاصة مع غياب الجهد الحكومي بعد المشكلة الكبيرة التي حدثت قبل اولمبياد بكين حينما جمّدت الحكومة اللجنة الاولمبية وكان غرضها اتحاد الكرة لتردي احوال الكرة وبروز مؤشرات على تهاون كبير للاتحاد اخرج المنتخبات العراقية من بطولات عديدة ، وبعد ان هرع حسين سعيد الى اللجنة الاولمبية الدولية من اجل اصدار عقوبات بحق الرياضة العراقية ، وهو الامر الذي كاد ان يحرم العراق من المشاركة في الاولمبياد لولا جهود دبلوماسية اسفرت عن مشاركة رمزية للعراق ، وهو ما اثار الاستغراب حينها اذ كيف يشتكي رئيس اتحاد لعبة على حكومة بلده ؟ ، ويتسبب في خلق ازمة مثل هذه ؟!! هل ثمة امر مخفي يدبره حسين سعيد كما يقال بليل ؟ ، هل لا يريد للانتخابات ان تجرى ويظل على كرسي الاتحاد ؟ ام انه يرتبط بأجندات خارجية غرضها هدم الرياضة العراقية وكرة القدم بالذات ؟ ، وهذه الاسئلة باتت تسير مرتبكة في الشارع العراقي ولا احد يعرف اين هي الحقيقة ولكن في الاحوال كلها ان الذم بات يرافق موكب حسين سعيد اينما ذهب واينما حل .

الاجوبة لا تبدوغائبة ، والجواب الاوحد ان الرجل يريد التمسك برئاسة الاتحاد الى ابد الابدين ، ولماذا تراه يتسول التمديد من بلاتر مباشرة ، ولم يضع لحظة نصب عينيه القوانين والانظمة ، ولا خوفه على بلده من خلال الازمات التي ربما تؤدي الى الحاق عقوبة بالكرة العراقية وحرمانها ، خاصة بعد ان فشل في تحقيق الكثير للكرة العراقية واولها واهمها الدوري الكروي الذي منذ اربع سنوات وهو يمشي كالاعرج في مياه ضحلة ، يقال ان حسين سعيد يفعل ذلك لاسباب منها تتعلق بميزانية الاتحاد الموجودة في احد البنوك الاردنية ، والتي لايعرف ما فيها احد غيره ، وربما امينه المالي عبد الخالق مسعود ايضا ، ويقال ان حسين وسط التحديات التي يواجهها في الانتخابات المقبل والتي اعلن العديد من نجوم الكرة المعروفين عن رغبتهم في منافسته ، لذلك هو يستثمر الزمن من اجل اعادة ترتيب اوراقه مع الهيئة العامة والتي يريد ان يحصرها بالعدد المثالي بالنسبة له ، خاصة انه اجرى العديد من محاولات كسب الرضا من خلال الايفادات لرؤساء عدد من الاندية ودعوتهم لحضور بطولات يشارك فيها المنتخب ، والاهتمام بمنطقة كردستان من اجل كسب اصواتها كاملة ، ولا زال يشذب عدد اعضاء الهيئة العامة ليكون القدح المعلى له وحده ، ويصفى له كل شيء ، وهناك من يقول ان حسين لا يريد ان يعود الى العراق ولا يريد المشاركة في الانتخابات التي من شروطها ان يكون رئيس الاتحاد متواجدا في بغداد وليس في خارجه ، وهو امر لايريده حسين ، لذلك هو يسعف نفسه بالتأجيل خاصة ان السيد الرئيس بلاتر لا يرفض له طلبا ، حتى انه اطلق تسمية على المدة اللاحقة لشهر تموز / يوليو بمرحلة الطواريء ، وهو ما جعل المتابعين يستغربون ذلك لان ليس لديه اي حق في البقاء على كرسيه هو واعضاء الاتحاد ليوم واحد بعد ان فقدوا الشرعية في هذا اليوم حسب قرارات الاتحاد الدولي الذي لايسمع اخبار العراق الا عن طريق مذياع حسين سعيد الذي ليس لديه سوى اسطوانة الوضع الامني حيث يبث اصوات المعارك الشرسة والصخب والعنف والحرب التي تدور في شوارع المدن ، ولان بلاتر قلبه (رهيف) فهو يخشى على 68 من المعنيين بكرة القدم ان يجتمعوا في مكان غير آمن ، (رحم الله والديك بلاتر) .