تعجبت من ردود الفعل العنيفة لجماهير النادى الأهلى واعلامه عقب خروجه من دورى ابطال افريقيا بعد هزيمته من نادى الترجى بهدف سجله النيجرى اينراموا بيده. فالكل صب غضبه ولعناته على حكم المباراة متناسين ومتغافلين أن مديرهم الفنى ولاعبيهم هم من أهدوا الترجى تذكرة الصعود للنهائى. نعم لم يكن الحكم موفقا فى المباراة ولم يكن اختياره لها موفقا من جانب الاتحاد الافريقى. نعم كانت هناك بعض الامور المستفزة فى ملعب المباراة مثل التسليط المتكرر لأشعة الليزر على وجه شريف اكرامى حارس مرمى الاهلى واخفاء الكرة عن لاعبى الاهلى بهدف اضاعة الوقت واثارة اعصابهم وهى امور لايجب أن تحدث فى اهم بطولة للأندية الافريقية وعلى الاتحاد الافريقى اتخاذ الاجرءات الرادعة لمثل هذه السلوكيات الطفولية.
ولكن على الجانب الاخر لم يقدم الاهلى ما يأهله للصعود. فرغم أن الفريق يملك اللاعبين الاكثر خبرة وحنكة ومهارة من لاعبى الترجى الا أننا لم نره ينفذ هجمة واحدة منظمة على مرمى الفريق التونسى. ظهر مديره الفنى غير قادرا على التحكم فى لاعبيه وادارتهم جيدا من خارج الملعب فى تلك المباراة خاصة وفى معظم مباريات الفريق التى خاضها تحت قيادته عموما. حارس مرمى الفريق شريف اكرامى يرتكب اخطاء اقل ما توصف بأنها كارثية واعتقد ن كل الجماهير الاهلوية تتحسر الان على ايام الحضرى ذلك الحارس العملاق الذى كان له الدور الأهم فى وصول الفريق للدور النهائى لتلك البطولة أربع مرات 2001 ، 2005، 2006 و2007. الخلاصة أن الجميع تناسى اخطاء الفريق الفنية وجعل الحكم المتهم الأوحد فى خروج الأهلى من البطولة والأمر ليس كذلك.
نأتى للنقطة الأهم التى اثيرت حول هذه المباراة وهى احراز اينرامو لهدف الترجى بيده. اعلام الترجى وجماهيره يرون فى الامر عدالة السماء وان الحكمة الالهية أرادت أن ترد للفريق حقه الضائع بعد احراز محمد فضل هدفا للأهلى بيده فى مباراة الذهاب ولخصوا الموضوع برمته فى عبارة (يد بيد والبادئ أظلم). أما أعلام الاهلى وجماهيره فيرون أن هناك فرق بين يد اينرامو ويد فضل فالأول مد يده للكرة والثانى ذهبت الكرة الى يده أى ان اينرامو (الذى دعا عليه احد الصحفيين بقطع يده) تعمد احراز الهدف بيده بينما لم يتعمد فضل ذلك. فى الحقيقة اننى لا اتفق مع هذا الرأى فكلا اللاعبين مذنب سواء كانت لمسة اليد متعمده أم لا. فقد كان الأولى بفضل عندما احرز الكرة بيده أن يذهب الى الحكم الليبى ويخبره بأن يده هى التى ادخلت الكرة بيده، لو فعل فضل ذلك محتذيا بلاعبين مصريين قدامى مثل على خليل وبدوى عبدالقتاح لضرب اروع الامثلة فى الاخلاق الرياضية ولبرأ نفسه من تهمة التعمد. وبالمثل كان يجب على اينرامو الذهاب للحكم والاعتراف بلمس الكرة بيده، ولو فعل ذلك لرفع العالم كله القبعة للفريق التونسى. أما أن يصمت الاثنان فان صمتهما يعنى الرضا بالهدف الغير شرعى وبالتالى تعمد لمس الكرة باليد! مثلهما أيضا مثل أى لاعب يحاول مخادعة الحكام للحصول على ضربة جزاء يسجل منها هدف. الكل فى الخداع سواء.
ازدواجية الاخلاق فى عالم الرياضة العربية معضلة كبرى لابد لها من معالجة. الاخلاق الرياضية لا تتجزأ فما لا نقبله على أنفسنا يجب ألا نقبله على غيرنا. فمثلما هلل انصار الاهلى لهدف فضل رغم الاعتراف بعدم شرعيته هلل انصار الترجى لهدف اينرامى الغير شرعى ايضا. الكل مخطئ من انصار ولاعبين فى الطرفين المصرى والتونسى.
التعليقات