في وقت ما إذا كان المرء يود أن يشغل منصب التعليق التلفزيوني على المنافسات الرياضية في بريطانيا، فالمكان الوحيد الذي كان سيتجه إليه كان هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). فقد كانت لهذه المؤسسة حقوق البث لمعظم الأحداث الرياضية المهمة، وقاد ذلك بالتالي إلى أفضل الانتاجات من الموارد والمواهب القيمة.

ووفقاً لجورج برنارد شو quot;أن القاعدة الذهبية هي أنه لا توجد قواعد ذهبيةquot;، إلا أن هناك قواعد في مجال الرياضة وهي quot;ان حقوق العقد تأتي في المقام الأول، وكل شيء آخر يدور حول ذلكquot;.

وفي العصر الحديث للبث التلفزيوني، كانت بي بي سي دائماً في موقف الدفاع عن الحاجة للاحتفاظ بمجموعتها الرياضية من quot;الحيوانات المفترسةquot; سواء كان ذلك من قرصنة معظم هذه الأحداث من قبل التلفزيون المستقل أو محطة سكاي البريطانية المحملة بالأموال الضخمة.

والآن حصلت القناة الرابعة المستقلة على حق بث بطولة العالم لألعاب القوى التي ستقام مطلع 2011. وكانت بي بي سي تغطي فعاليات مثل هذه الأحداث منذ انطلاقها في هلسنكي في عام 1983. وتعتبر هذه خسارة كبيرة هيئة الإذاعة البريطانية التي حدثت قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في لندن في صيف 2012 عندما، بالنسبة إلى معظم المشاهدين، تكون سباقات الميدان والمضمار هي النقطة المحورية في مثل هذه البطولات.

وأكثر مدعاة للقلق لهذه الهيئة هو أنه بعد عام 2012 فإن الاتحاد الأوروبي للبث سوف لن يتفاوض مع اللجنة الأولمبية الدولية حول حقوق البث الخاصة به، مما سيترك السوق مفتوحة للمزيد من العطاءات التنافسية.

وتفتخر بي بي سي في هذه اللحظة بحقوقها لبث بطولات مثل دورة الألعاب الأولمبية ونهائيات كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية لكرة القدم وويمبلدون المفتوحة للتنس والغولف المفتوحة وغراند ناشيونال لسباق الأحصنة وبطولات الجائزة الكبرى لفورمولا1 للسيارات. وعلى رغم أنها ستضطر للدفاع عن مكانتها باعتبار أنها تملك مذيعين ذوات الجودة العالية وممتازين، إلا أن مستوى الانتاج والتعليق بدآ يشحذان.

ففي مرات عدة عندما وقف بيتر اليسس وزملائه وراء الميكرفون، فإن نقل أحداث لعبة الغولف يجري ببطء ومجرد من الإثارة. لذا جاءت الضربة القاصمة من اقحام سكاي سبورت نفسها في بطولة ماسترز الأميركية للغولف التي تحاول الحصول على أرقام مذهلة من المشاهدين وتقديم نوعية مميزة في التعليق، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمنافسة بي بي سي في اليومين الأخيرين من البطولة، لذا فإنه يمكن للمرء أن يراهن على أن أيام مراسلي هيئة الإذاعة البريطانية أصبحت معدودة في اوغوستا حيث تقام ماسترز للغولف.

وعندما يستعد 40 حصاناً للانطلاق في سباق quot;غراند ناشيونالquot; الشهير في نيسان المقبل، فإن المعلق جيم ماكغراث سيواجه الوظيفة الأكثر صعوبة في الرياضة، إلا أن بي بي سي قد توفر له تدريباً قليلاً جداً على رغم أنه سيغطي نقل مثل هذه السباقات 13 يوماً في السنة.

وكانت تعتبر الكريكيت الحجر الأساس للرياضة الصيفية لهيئة الإذاعة البريطانية في ما مضى، إلا أن هذه الرياضة ليست في محفظتها الآن ، حتى أنها لم تقدم رضها لتسليط لأضواء على سلسلة منافسات الكريكيت الشتوية التي تقام بين انكلترا واستراليا كل عام والتي يعود تاريخ انطلاقها إلى عام 1882.