أراد ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وضع بصماتهما قبيل مواجهة برشلونة ضد ريال مدريد في كامب نو مساء اليوم الاثنين، فتسجيل كل منهما quot;هاتريكquot; في آخر مباريات الليغا الإٍسبانيّةكانت وسيلة مثالية قبل معركة quot;الكلاسيكوquot; الناريّة.
_______________________________________
لندن: يعتبر ميسي ورونالدو أفضل لاعبين على هذا الكوكب الآن. وهما يلعبان أسبوعياً بالمستوى الرائع ذاته الذي لا يمكن لمعظم اللاعبين الآخرين إلا أن يحلموا به.
وهما آخر لاعبين فازا بجائزة الفيفا لأفضل لاعب العام في العالم.
وعلى رغم كونهما بعيدين عن مركز قلب الهجوم بالمفهوم الموضعي، إلا أنهما فازا بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبية في السنوات الثلاثة الأخيرة، بالإضافة إلى أنهما أحرزا 27 هدفاً في ما بينهما في الدوري الاسباني هذا الموسم حتى الآن.
quot;ما الذي يمكن أن تقوله أكثر عن ميسي؟quot;، سؤال طرحه زميله في برشلونة الذي أحرز هدف الفوز بكأس العالم لإسبانيا اندريس انيستا، في أعقاب تسجيل ميسي ثلاثيته الثامنة عندما دمر ألميريا 8- صفر الأسبوع الماضي.
وأضاف: quot;لم تبق كلمات إطراء، دعونا نأمل أن يستمر بالمستوى نفسهquot;.
وبعد تسجيله هاتريك في فوز ريال مدريد 5-1 على اتلتيك بلباو في اليوم ذاته، لينافس خصمه في سباق الفوز بلقب هداف إسبانيا، فضل رونالدو القيام بالحديث بنفسه: quot;أنا سعيد بتسجيلي ثلاثة أهداف، ولكن الشيء الأهم هو أن نواصل احتلالنا الصدارة، وفوز برشلونة 8- صفر على ألميريا لا يعني أي شيء... دعونا نرى ما إذا استطاع من تسجيل 8 أهداف ضدنا يوم الإثنينquot;.
ومساء اليوم الإثنين سيلتقي المتصدران للدوري الإسباني للمرة الأولى هذا الموسم، ريال مدريد متقدماً بنقطة واحدة على برشلونة في الترتيب.
وهي المباراة التي عادة تملأ بالدسائس. وستتخذ الحرب النفسية قبلها مستويات جديدة هذه المرة مع اللدود الأبرز لبرشلونة البرتغالي جوزيه مورينيو الذي سيشرف على أول كلاسيكو عند قيادته النادي الملكي.
ولكن عندما يتوقف الكلام وتطلق صافرة الحكم إدوارو غونزاليس في الساعة 2000 بتوقيت غرينتش، معلنة بدء المباراة، فسيكون التركيز حول ميسي ورونالدو، الزعيمين الوكيلين لناديهما، واللاعبان اللذان من شبه المؤكد أن يكون لهما أكبر الأثر على النتيجة، وعلى المدى البعيد، على مصير لقب الدوري الإسباني.
وسبق أن كتب الكثير عن اللاعبين الساحرين المتناقضين: ميسي، الخجول كان صبياً هشاً في الأرجنتين الذي حمل حقائبه وهو في الثالثة عشر من عمره ووضع نفسه في رعاية برشلونة. رونالدو مع اللياقة البدنية المثالية والغطرسة لمطابقة الـ80 مليون جنيه استرليني ثمن صفقة انتقاله من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد.
ربما يكون بسبب كونهما فريدين من نوعهما وبعيدين كل البعد عن بعضهما بعضاً. كما أنهما مجرد بشر يسعيان لتحقيق العظمة، وهي النقطة التي أوضحها نوي باماروت الذي لعب 6 مرات ضد رونالدو خلال وجوده في الدوري الانكليزي لمدة خمسة أعوام في توتنهام وبورتسموث، عندما قال: quot;لكل منهما السرعة والمهارة ولكن بالنسبة إليّ ميسي يلعب من أجل الفريق وهذا ما يجعله منافساً أكثر خطورة فهو لا يبحث دائماً عن تسجيل الأهداف بنفسه.
وإذا لم يحرز أي هدف، إلا أنه يساعد في ذلك وله تأثير كبير على اللعبة على أي حالquot;.
وأضاف: quot;أنهما حقاً أفضل لاعبين في العالم الآن، ولكن ميسي لاعب خاص جداً جداً وهو يثبت بنفسه أسبوعياً على أنه مختلف عن بقية اللاعبين ويمكن أن يكون أعظم لاعب في كل الأوقات. وإذا استمر على هذا المنوال لأعوام أخرى فإنه في نهاية المطاف من الممكن أن يكون مثل، أو أفضل، من دييغو مارادونا وبيليهquot;.
وبينت دراسة أجرتها جامعة كورونا الإسبانية في نيسان الماضي على اللاعبين، أن نسبة مشاركة ميسي في التمريرات مع لاعبي برشلونة كانت أكثر من 80 في المئة بالمقارنة مع 60 في المئة لرونالدو.
وتؤكد الدراسة أنه عندما يحصل ميسي على الكرة فإن تفكيره الوحيد هو أن تنتهي الكرة في مرمى الخصوم، ولكن عندما تكون الكرة بحوزة رونالدو فإنه يريد أن يضعها في المرمى بنفسه. وتعتقد أيضاً بأن ميسي ورونالدو هما أسرع لاعبين في تاريخ اللعبة عندما تكون الكرة بحوزتهما.
في الوقت الراهن، من الأسهل بكثير السماح للأرقام أن تتحدث. وأدناه الغحصاءات عن الثنائي بالأبيض والأسود لالتقاط الأنفاس:
ليونيل ميسي
ـ 22 هدفاً في 17 مباراة لبرشلونة هذا الموسم.
ـ 54 هدفاً في 48 مباراة لبرشلونة في 2010.
ـ سجل 9 مرات متتالية لناديه.
ـ في المواسم الخمس الأخيرة (بضمنها هذا الموسم) سجل: 17، 16، 38، 47 و22 هدفاً.
كريستيانو رونالدو
ـ 16 هدفاً في 18 مباراة لريال مدريد هذا الموسم.
ـ 38 هدفاً في 42 مباراة للنادي الملكي في 2010.
ـ سجل 14 هدفاً في 12 مباراة في الدوري الإسباني هذا الموسم.
ـ في المواسم الخمس الماضية (أول ثلاثة مواسم مع مانشستر يونايتد) سجل: 23، 42، 26، 33 و18 هدفاً.
ولم يكن الإستحسان من النقاد وأقرانهم ناقصاً كلما اقتربت المباراة المحلية الأكثر تداولاً على الأرض من انطلاقها، إذ قال جوزيه مورينيو: quot;من الواضح بالنسبة إليّ أن كريستيانو رونالدو هو اللاعب الرقم الواحد الآنquot;.
أما صانع ألعاب باناثينايكوس لويس غارسيا فقال بعدما شاهد برشلونة وميسي يمزقان ناديه الأربعاء الماضي في دوري أبطال أوروبا: quot;ميسي ظاهرة عظيمة ويمكن للمرء أن يتمتع بمشاهدة أداءه. ومثل هذا اللاعب لا يبرز في الملاعب إلا مرة واحدة خلال عقود عدةquot;.
وحتى خوسيه لويس ثاباتيرو، رئيس وزراء إسبانيا ، فقد شارك في المناقشات، مدعياً أنه يفضل quot;دحرجة كرةquot; ميسي على أسلوب لعب رونالدو. وينبغي أخذ الحيطة من رأيه، لأن ثاباتيرو (50 عاماً) هو من مشجعي برشلونة مدى الحياة.
يوم الاثنين، أبرز ظاهرتان في كرة القدم ستتنافسان أمام جمهور يقدر بـ98 ألف مشجع في برشلونة، وعشرات الملايين على شاشات التلفزيون في كل أنحاء العالم. وسيشعر كل منهما أن لديه نقطة إضافية لإثباتها، أيضاً: في سبع مباريات لم يسبق لميسي أن سجل أو ساعد في تسجيل هدف ضد فريق يدربه مورينيو. وبالمثل، رونالدو لم يهز شباك مرمى برشلونة في خمس مباريات.
ومع أمثال بيليه ومارادونا ويوهان كرويف الذين بلغوا ذروة سلطاتهم في عصور مختلفة، فربما ينبغي على المرء أن يعبر عن امتنانه لهذا الجيل، لأن النجوم ستصطدم أمام عينيه.
التعليقات