تعاني كرة القدم النسائية في أفغانستان من صعوبات جمة، بسبب الظروف الصعبة التي تحياها البلاد، ورغم ذلك يسعى المنتخب النسوي لإثبات ذاته، وهو يستعد حاليا للمشاركة في بطولة دولية ببنغلاديش.


إيلاف:دوامة من المعاناة والمخاطر تعيش في داخلها كثير من السيدات الأفغانيات اللواتي لم يسعن إلا لنيل جزء بسيط من حقوقهن في ممارسة الرياضة، شأنهن في ذلك شأن أخريات يعشن حياتهن بانطلاق وحيوية في مجتمعات تنعدم فيها روائح الحرب والقتال.

وتأكيداً على حقيقة الواقع المرير الذي تعشيه النساء الأفغانيات المولعات بممارسة الرياضية بمختلف أشكالها، سلطت اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية الضوء على مسلسل الصعاب الذي يواجهه منتخب أفغانستان لكرة القدم للسيدات، في الوقت الذي يتحضر فيه للسفر إلى بنغلاديش للمشاركة في أول مسابقة دولية يشارك بها.

لاعبات أفغانيات في إحدى الحصص التدريبية

واستهلت الصحيفة حديثها بلفتها الانتباه إلى أجواء الحماسة التي كانت تهيمن على لاعبات المنتخب الأفغاني لكرة القدم وهن يقمن بآخر التدريبات التي تسبق سفرهن إلى بنغلاديش، والتي سرعان ما أفسدتها مروحيات عسكرية تابعة لقوات حلف شمال الأطلسي، حين أتت للهبوط على أرضية الملعب الذي كان يستضيف تدريبات الفريق.

ومضت الصحيفة الأميركية تنقل في هذا الشأن عن خالدة بوبال، مسؤول الاتحاد النسائي لكرة القدم وأحد الأعضاء المتواجدين في الفريق منذ فترة طويلة، قولها :quot; أكره المروحيات، لكننا لن نتمكن من اللعب على الملأ في أي مكان آخر، لأننا سنتعرض للهجوم. ونحن إذ نرغب في أن نبعث برسالة إلى جميع أنحاء العالم لكي نظهر أن بإمكان النساء أن يمارسوا كرة القدم، وأن بمقدورهن أيضاً أن يدرسوا ويعملواquot;.

ورغم صعوبة قيام السيدات الأفغانيات بأي من تلك الأنشطة، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن المهمة كانت أصعب بالنسبة إليهن فيما يتعلق بإمكانية مزاولة الرياضة.

ومع عودة النساء لممارسة الرياضة بصورة تدريجية، لا يزال انخفاض الميزانيات وانعدام الأمن من أبرز العوائق التي تعترض سبيلهن في ما يتعلق بهذا الأمر.

ثم عاودت بوبال حديثها مع الصحيفة لتقول :quot;لدى ذهابنا إلى أي مكان، يقول الناس لنا ( لما تلعبون كرة القدم ؟ فهي ليست رياضة نسائية )quot;.

ومن المقرر أن يسافر اليوم الخميس منتخب سيدات أفغانستان لكرة القدم إلى بنغلاديش للمشاركة في بطولة تقام هناك تحت رعاية اتحاد جنوب آسيا لكرة القدم.

وقال في هذا الشأن مدرب الفريق، وحيد الله وحيدي:quot;إن مجرد الاشتراك في منافسات دولية سيكون نصراً كافياًquot;.

ثم انتقلت النيويورك تايمز لتبرز أهم التحديات التي يواجهها هذا المنتخب النسائي، حيث يُسمح له باللعب ثلاث مرات أسبوعياً فقط في ملعب كرة القدم الموجود في قاعدة تتبع قوات الناتو في كابول. وهو الأمر الذي لم يتحقق إلا بأمر من الرئيس، حميد كرزاي، بعد أن ظهر الفريق بأداء قوي وغير متوقع خلال مباراة ودية جمعته بنظيره الباكستاني.

كما لفتت الصحيفة إلى أن الفريق يواجه صعوبات أخرى متعلقة بالتجمعات، حيث يوجد أربعة من أبرز لاعبات الفريق يعشن في أميركا، ولا يتمكن من حضور المعسكرات التي تقام قبل خوض المباريات، وهناك أيضاً مشكلة متعلقة بملابسهن الرياضية.

وختمت الصحيفة تقريرها بنقلها عن وحيدي، قوله :quot; لا يجب قصر ممارسة الرياضة على الرجال فحسب. والمشكلة في بلادنا هو أن هناك الكثير من الأميينquot;.