أكد الدكتور علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية والمشرف على ملف انتخابات إتحاد كرة القدم العراقي أن الدولة يحق لها أن تتدخل عندما يُساء إستخدام الصلاحيات والسلطات وعندما يحاول البعض أن يتخذ من دولة أخرى مقراً له وكأنه حكومة منفى، وكذلك عندما لايلتزم بالمعايير الإدارية والمالية ويكون هناك تجاوز على القانون المعمول به.
حاوره عبدالجبار العتابي من بغداد :قال علي الدباغ أنه نصح حسين سعيد رئيس اتحاد كرة القدم العراقيأن يرجع الى بغداد ويمارس مهامه ويساعده في ذلك ولايوجد أي شئ ضده، لكنه أبى إلا أن يعطي صورة غير حقيقية للفيفا منذ 2006 وأساء الى بلده، مشيرا الى ان وجود مؤقت في الوضع الرياضي لإصلاح أوضاع غير طبيعية .
جاء هذا في الحوار الذي اجرته (ايلاف) مع الدباغ والذي تناولنا فيه ملف الرياضة العراقية بشكل عام وملف اتحاد كرة القدم .
* كيف كانت فكرة ولوج باب الرياضة لاسيما وانتم الناطق باسم الحكومة ؟
- تكلفت رسمياً من قبل رئيس الوزراء بأن أتدخل لحل مشكلة اللجنة الأولمبية التي قررت حرمان العراق من المشاركة في أولمبياد بكين 2008وقد سافرت الى لوزان ،وما كان احد يتوقع أن أحل المشكلة، وتمكنت بفضل الله بعد إجتماع دام 8 ساعات مع اللجنة الأولمبية الدولية من إقناعهم برفع الحظر ومشاركة لاعبينا، كان هاجسنا هو رفع علم العراق في بكين وان لايغيب عنها، وبدأت مرحلة بناء ثقة مع الأولمبية الدولية وفعلاً فقد تمكنت من ذلك بصورة مشهودة وأعطوني صلاحيات بالتصرف غير مسبوقة ومن خلالها أستطعنا أن نتجاوز جميعا تداعيات ونتائج القرار 184 وأنجزنا إنتخابات الإتحادات الأولمبية وغير الأولمبية وإنتخابات المكتب التنفيذي وحفظنا هيبة الدولة وطبقنا القوانين النافذة بصورة شفافة ونزيهة وحيادية بشهادة الخصوم وأفتخر بأن عمل معي من لهم اسم محترم في الوسط الرياضي من أكاديميين وأساتذة جامعات ،وإلى الآن فان اللجنة الأولمبية الدولية تتواصل معي بتقدير وإحترام يعرفه الجميع، هذه كانت البداية قدمت خدمة أخرجتنا من معضلة واخرجت الرياضة من دوامة، ثم كلفني رئيس الوزراء بمتابعة ملف إتحاد كرة القدم.
* هل تعتقد ان وجودكم داخل الجسد الرياضي يمثل حالة طبيعية ،ولماذا؟
- وجودي مؤقت في الوضع الرياضي لإصلاح أوضاع غير طبيعية، والكل يُجمع بأنها غير طبيعية وهناك مشاكل لاحدود لها لم يتمكن أحد من حلها، لا وزارة الشباب ولا الإتحادات الرياضية، وكنت طرفا محايداً لم أنحاز لأحد وأنا لم أطرح نفسي منافساً لأحد أو اريد أن أخذ مكان أحد، لكن بعض الأشخاص الذين يمثلون مرحلة إنتهت وبادت وكانوا من مخلفات مرحلة عدي صدام حسين يخافون أن يُعاد ترتيب هيكلية الرياضة بصورة تتماشى مع الوضع الديمقراطي الجديد في العراق وتتسق معه، ويفقدوا نفوذهم ومواقعهم، وبنفس الوقت فأني لاحظت أن هناك وعياً كبيراً وعالياً عند الرياضيين وأدركوا حجم المشكلة وتعقيداتها، هدفي هو المساعدة في أن يكون هناك تمثيل رياضي نزيه وهيكلية سليمة وأن أحفظ الرياضة من التجاذبات السياسية ونبقيها مهنية وقيمة سامية نفتخر بها.
* لماذا يعتقد البعض ان وجودكم غير صحيح كونكم ليس من اهل الرياضة ؟
- اتصور إن هذا البعض يراني أمثل مرحلة جديدة في النظام الجديد في العراق تريد أن تخرج من إستئثار مجموعة صغيرة على مقدرات الرياضة الى إختيار يصنعه الرياضيون أنفسهم دون تاثيرات غير مهنية ويعلم الله كم حرصت على أن اجنب الرياضة التاثيرات السلبية عليها.
* بعد سنتين من القرار 184 ، كيف تنظر اليه الان ؟
- لم أكن معنيا بالقرار وقت صدوره لكني تحملت مسؤولية حل تداعياته والخروج منه بصورة مشرفة، الحكومة كانت مضطرة لإتخاذه لأن المكتب التنفيذي القديم لم يمارس مهامه كما ينبغي مما جعل من الوزير أن يقترح هذا القرار، الدولة لها حق أن تتدخل عندما تكون هناك تصرفات لاتتفق مع الأنظمة الإدارية والمالية للدولة العراقية وهذا حق طبيعي فالدولة الوطنية لها 90% والمواثيق الأولمبية لها 10% فقط في تنظيم الرياضة الأولمبية في أي دولة في العالم وهذا بإعتراف اللجنة الأولمبية الدولية ،وعلى فكرة .. العراق ليس إستثناء فالكثير من الدول إتخذت قرارات وواجهت عقوبات ولكننا إستطعنا الخروج منها بطريقة شهد بها جميع المراقبين الرياضيين.
* هل تجد فعلا ان للسياسة تأثيرا في هذا القرار ؟
- لا، السياسة يجب ان تبقى بعيدة عن التأثير، لكن عندما يكون هناك عبث في المال العام ، والقرارات تصبح مزاجية وكل يأخذ راتب ومخصصات سفر كما يشاء ، من الطبيعي أن تتدخل الدولة وتمارس ولايتها الإدارية، لم يكن هناك اي تاثير سياسي في هذا القرار.
* برأيك الى مدى استطاعت السياسة ان تتدخل في الرياضة ؟
- الرياضة في العراق كانت كلها مسيسة وعصا بيد (عدي) ونظام البعث،وكان بعض الرياضيين هم عيون لعدي، واستخدمها النظام كجهاز مخابرات إضافي وكان يسوم الرياضيين سوء العذاب وكان يحلق رؤوسهم، لكن الآن إنتهى ذلك العهد ولن يعود ولن تُستخدم الرياضة من أي طرف سياسي وستنطلق الرياضة بصورة طبيعية، وقد تعرضت لضغوط لاحدود لها أثناء إنتخابات اللجنة الأولمبية لكني وقفت صامدا متسلحا بالقانون والجمهور الرياضي واللجنة الأولمبية الدولية، وافتخر بأني قد حصنت الإنتخابات من التأثيرات السياسية ولا أزال أتابع طوعياً مساعدة الكثير من النوادي والإتحادات بدء من الموصل الى البصرة ويشهد لي إخواني الرياضيون بذلك وخطابي دائما هو يجب أن تبقى الرياضة للجميع لأنها تجمع قلوب العراقيين بينما لم تجمعه السياسة بل فرقته.
* هل يمكن فصل الرياضة عن التدخل الحكومي؟ وهل تعتقد ان في هذا تأثير سلبي ام ايجابي ؟
- الدولة يحق لها أن تتدخل عندما يُساء إستخدام الصلاحيات والسلطات وعندما يحاول البعض أن يتخذ من دولة أخرى مقراً له وكأنه حكومة منفى، وكذلك عندما لايلتزم بالمعايير الإدارية والمالية ويكون هناك تجاوز على القانون المعمول به، ويشهر بالدولة التي ينتي إليها ويصفها بالطائفية، لايوجد بلد في العالم يقبل أن يتصرف به رئيس لإتحاد رياضي بهذه الشاكلة ولابد من تطبيق القوانين عليه ولايجوز إستثناءه وعندما يستقوي بآخرين على بلده ، وفي نفس الوقت فلا يجوز لأي جزء من الحكومة أن يتدخل في عمل المؤسسات الرياضية ويتركها تطبق قوانينها المعمول بها.
* يعتقدك البعض انك تعمل ضد حسين سعيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم بشكل مباشر وشخصي لماذا؟
- أنا احترم تأريخ حسين سعيد الرياضي، لكنه مع الأسف قد اضاعه في تحديه لسلطة الدولة والعبث الكبير الذي عمله في عدم إحترام القوانين المعمول بها، وقد نصحته كثيرا بأن يرجع الى بغداد ويمارس مهامه ونساعده في ذلك ولايوجد أي شئ ضده، لكنه أبى إلا أن يعطي صورة غير حقيقية للفيفا منذ 2006 وأساء الى بلده، وقد نصحه الكثيرون ومنهم الأستاذ مؤيد البدري حيث كتب مقالته الشهيرة quot;إستقيلوا يرحمكم اللهquot; لكن عناده مثل عناد صدام الذي دمر العراق وأحرقه بسبب تشبثه بموقعه، أتمنى عليه أن لايستمر باداء الدور المؤذي للعراق ولكرة القدم ويرجع لبلده الذي أحتضنه وإحتضن أسرته التي قدمت من فلسطين الحبيبة وتجنس بالجنسية العراقية وأصبح عراقيا واخاً لنا.
* الى اي مدى انت مقتنع بقرار حل اتحاد الكرة ، واي افكار لك فيه ؟
- لقد حاول الأخ رعد حمودي بكل ما يمتلكه من طولة بال ودماثة خلق أن يجد حلولاً مع حسين سعيد والإتحاد، لكنهم اصروا على العناد ولم يكن لديه اي خيار آخر، وقبل ذلك فقد قرر 23 ناديا من مجموع 28 نادي تشكل الهيئة العامة للإتحاد طلب حل الإتحاد الحالي الذي لم يدع الهيئة العمومية للإجتماع منذ تشكيلته المؤقتة في 2004 إلاَ في 2آب/ اغسطس 2009 ولم تتم المصادقة على التقارير المالية والإدارية لخمس سنوات متتالية وهذه مخالفة واضحة وكان الإتحاد يرفض أن تُجرى له الإنتخابات وكان يتم التجديد له من الفيفا دون موافقة الهيئة العمومية وقد تعرض العراق لضرر كبير بسبب هذا السلوك ، ما كنت اتمنى على حسين سعيد ورفاقه أن يأخذوا هذا الدور فقد قدموا شكوى ضد العراق وتسببوا في فرض التعليق من قبل الفيفا، والفيفا لايتخذ قرارا إن لم تكن هناك شكوى، ونتمنى لهم أن يرجعوا الى جادة الصواب ويختاروا وطنهم وبلدهم، حل الإتحاد كان قراراً إضطرارياً، وإتخذته اللجنة الأولمبية لأنها نفذت رغبات الهيئة العمومية وليست رغباتي أو أمنياتي ، أنا أعمل الان بصمت من خلال علاقاتنا الدولية لإصلاح هذا الضرر وقد إستغربت من إن أخباراً ملفقة قد نقلت الى الفيفا من قبل حسين سعيد من أجل فرض العقوبات علينا وسأكشفها في وقت آخر.
* يقال ان الاولمبية اتفقت على مع اعضاء الاتحاد المنحل على حل الازمة ولكن تدخلكم شخصيا ألغى الفكرة ، ماذا تقول في هذا ؟
- هناك رأي عام رياضي ضاغط على المضي بالقرار وخرج بتظاهرات وإجتماعات كثيرة وعبر فيها عن رأيه وهو لايرضى عودة أعضاء الإتحاد المنحل وتستطيعون أن تسألوهم عن ذلك هم لهم القرار، والمكتب التنفيذي يعكس آرائهم ويستنير برأيهم.
* كيف يمكنكم تقييم واقع الرياضة خلال السنوات السبع الماضية ؟
- 7 سنوات عجاف صعبة مرت على الرياضة، كسرها فوزنا في بطولة امم آسيا بكرة القدم وهذا جهد لاعبينا الأبطال الذي تشظوا خارج العراق ولايوجد من يراعيهم في منشآت رياضية تجذبهم وكذلك ظروف أمنية قاسية مرت على البلد ،إضافة الى إننا خرجنا من تحت الأنقاض من تسلط عدي وزمرته الذين حولوا الرياضة لقمع وتسلط ، لكن لدي أمل كبير بالمقبل من الأيام وخصوصا عند هيكلة الرياضة والتي شرعنا بها ووجود لجنة أولمبية ستحاسب وتراقب وتقوم وتوجه وتدعم ، وبقي فقط إتحاد كرة القدم سننجزه ونخرج من أزمته برأس مرفوع ونتجاوز هذا الخلل لننطلق في ترتيب دعم تجاري ورعاية تجارية نتيجة فتح السوق العراقية لنشاط تجاري خاص يمكن أن يوفر دعماً جيداً وهائلا نسد فيه قلة الدعم المالي الحكومي وهو هدف سأبذل جهودي من اجله.
* ما اخطر ما وجدته في الرياضة ؟
- فوضى وعدم وجود أرشيف ومراسلات اصولية وإدارات إتحادات تحتاج لتوجيه إداري لكي تنطلق في تطوير نشاطاتها المحلية والدولية، وأن لاتنشغل فقط في الإيفادات وتنسى مسؤولياتها، هناك كوادر إدارية ورياضية رائعة تحتاج لتوجيه في البداية لتمضي لوحدها وبصورة مستقلة في بناء الرياضة.
* ما اصعب ما وجدته في الواقع الرياضي ؟
- قلة الأموال والدعم الحكومي وتألمت كثيراً عندما سمعت بأن اعضاء المنتخب يتقاضون مبلغ يقل عن 50 دولارا في اليوم عند إيفادهم للخارج، وعدم وجود رؤية تسويق رياضي وتجاري يمكن أن يولد إستقلالية مالية تمهيدا للإحتراف الذي يجب أن يكون في بلد مثل العراق اللذي يحوي خامات واعدة ونفتخر بها.
* ما الذي حاولت ان تقدمه للرياضة العراقية ؟
- نجحت في أن نجري إنتخابات الإتحادات والأولمبية بجدارة وشجاعة ونجحت في مواجهة تسلط البعض على الرياضيين بإستخدام سلطاتهم ومحاولة إحتكار المناصب، ووضعت خط الشروع والبداية لفكرة توفير دعم النوادي من البنوك والمؤسسات وهذه ستفتح ابواب الرعاة الرسميين للنوادي من الشركات والقطاع الخاص حيث تم دعم نادي الزوراء ونادي النجف وأنا ماضٍ بوضع بند التعاون الرياضي في علاقات العراق مع الدول الأخرى اثناء المحادثات الثنائية.
* هل تصبو الى منصب وزير الشباب من خلال مشاركتك بالانتخابات مع دولة القانون ؟
- ليس مهماً ان أصبح وزيراً، المهم عندي أن ابقى صديقا وداعماً للرياضيين وأن أعمل لمصلحة الرياضة العراقية لأني مؤمن بأهميتها للعراق وللشباب، تقديم الخدمة والدعم ورفع إسم الرياضة هو هدف سام اعمل من اجله .
التعليقات