طالب ديفيد ويلان، رئيس نادي ويغان، بإجراء إصلاحات جذرية في اتحاد الكرة الانكليزي، بل ذهب حتى إلى اقترح أنه ينبغي على رابطة الدوري الممتاز أن تشرف على المنتخب الوطني. وجاءت مطالباته هذه عندما بدأ اتحاد الكرة يبحث خلال الأيام القليلة الماضية عن رئيس تنفيذي سابع له خلال الـ11 عاماً بعدما استقال ايان واتمور بصورة مفاجئة مؤخراً.

ودعا ويلان في حديث له لهيئة الإذاعة البريطانية أن على الاتحاد أن يركز على إدارة كرة القدم للهواة. وأكد أنه ينبغي إدارة دوري كرة القدم والدوري الممتاز والاشراف عليهما من قبل هيئات محترفة مهنياً. وقال إنه كلما أسرع الدوري الممتاز بالاشراف على المنتخب الانكليزي كلما تكون نتائجه أفضل.

ورأى اتحاد الكرة، الذي يشرف على 24 نادياً انكليزياً و11 بطولة وطور استاد ويمبلي الجديد، مرة أخرى أن رئيسه التنفيذي يترك منصبه عندما استقال واتمور في 11 آذار الجاري عقب خلافات مع كبار الشخصيات في مجلس إدارة الاتحاد.

وفُهم أيضاً أن واتمور (51 عاماً)، الذي شغل هذا المنصب لمدة أقل من سنة، لم يكن راضياً عن الوقت الذي استغرقه أعضاء المجلس في تنفيذ الإصلاحات. إلا أن اللورد تريسمان، رئيس الاتحاد، قلل في حديثه مع الهيئة ذاتها عن وجود أزمة داخل الاتحاد في اعقاب استقالة واتمور، خصوصاً مع تعيين اليكس هورن، الرئيس التنفيذي للعمليات في الاتحاد، يوم الخميس الماضي رئيساً تنفيذياً بالوكالة لتصريف أعماله، في محاولة لتوفير بعض الاستقرار. وأكد تريسمان أن جانب كرة القدم سوف لن يتأثر بسبب هذه الأمور، إلا أنه استدرك: quot;لكن المجموعة المتابعة في اتحاد الكرة عموماً ودور الـ12 عضواً في مجلس الإدارة خصوصاً، قد يتعرض للتدقيق المتزايد وسط مزاعم أنه غير فعال ويحتاج إلى إصلاحquot;.

أما ديفيد ديفيز، الرئيس التنفيذي السابق، فقد ادعى أن معظم هؤلاء الرؤساء التنفيذيين quot;كانوا في الواقع ضحايا، ويبدو أن واتمور هو مجرد ضحية أخرى، من عدم الاستقرار المزمن والمتأصل في الطريقة التي تدار بها كرة القدم الانكليزيةquot;. وأضاف: quot;ان اتحاد الكرة تمزقه صراعات المصالح ودور بعض الأشخاص فيه، أما المسؤوليات فهي إما غير محددة على الاطلاق أو غير واضحة، أو، الأسوأ من ذلك، انشئت مباشرة للمنافسة مع بعضها بعضاًquot;.

ويعتقد ويلان أن لجان الاتحاد الانكليزي، التي لا تعد ولا تُحصى، تجعل من المستحيل لمجالس إدارة الكرة في انكلترا للعمل بفعالية، خصوصاً مع عقد اجتماعات تغرق أحياناً بـ70 عضواً. ويمثل ويغان في إحدى هذه اللجان موريس ليندساي، الرئيس السابق لنادي الرغبي في المدينة، الذي يتمتع بخبرة كبيرة في إدارة الرياضة، إذ أنه كان يحتل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي للدوري الانكليزي للرغبي، إلا أنه يشعر الآن بالفزع أزاء وجود هذا العدد الكبير من اللجان في الاتحاد الانكليزي.

وادعى رئيس ويغان أن هناك أناس هواة الذين ليست لديهم خبرة في كرة قدم احترافية على أي مستوى. وأكد أنه لا ينبغي لمثل هؤلاء أن يقدموا المشورة للنوادي المحترفة. ولكنه استدرك: quot;نحن بالطبع نريد أن تتحقق كرة قدم الهواة النجاح والازدهار، ولكن يجب أن يكون الاشراف على الكرة المحترفة مختلفاً تماماًquot;.

وكثيراً ما يوصف دور المدير الفني لمنتخب انكلترا، الذي يشغله حالياً الايطالي فابيو كابيلو، بمثابة quot;كأس مسمومةquot;، ولكن ويلان يقول إن دور الرئيس التنفيذي للاتحاد لا يبتعد عن هذا الوصف كثيراً. ويضيف ويلان، الذي اشترى ويغان في عام 1995 عندما كان في دوري الدرجة الثالثة (النسخة القديمة) وقاده إلى الدوري الممتاز للمرة الأولى في عام 2005: quot;إنها مهمة مستحيلة، وأنا لست مندهشاً من صعوبة العثور على أي شخص يمكن أن يقوم بإجراء إصلاحات جذرية في اتحاد الكرة. انك تتعامل مع الجانب المهني الأكبر في كرة القدم، الذي هو منتخب انكلترا، وأنت تتعامل مع أشخاص يلعبون كرة القدم للهواة في كل أنحاء البلاد. إنه من الصعب جداً جمعهما معاً، فاللعبة قد انتقلت من مجرد كونها لعبة للهواة إلى أقصى درجات الاحترافيةquot;. وبما أن كرة القدم تعتبر أهم لعبة في هذا الكوكب، ولدى انكلترا أفضل دوري في العالم، فإن ويلان لا يتوقع من الاتحاد أن ينجح في الاشراف على المنتخب الوطني مثل الدوري الممتاز.

يذكر أنه سبق أن تم تكليف اللورد بيرنز، كبير موظفي الخدمة المدنية، لإعادة النظر في هيكل اتحاد الكرة الانكليزي بعد سلسلة من الفضائح في عام 2005. وعلى رغم أن التوصيات التي قدمها لم تؤث تمارها، إلا أنها أدت إلى تعيين اللورد تريسمان كأول رئيس تنفيذي مستقل لمجلس إدارة الاتحاد في عام 2007. ولكن التوصية للحد من عدد ممثلي أندية المحترفين والهواة في مجالس إدارة الاتحاد من خمسة إلى ثلاث لكل نادٍ، لم تؤخذ بنظر الاعتبار لحد الآن، مثلها مثل نصيحة أخرى للورد بيرنز بتعيين اثنين من مديرين تنفيذيين مستقلين في اللجنة التنفيذية للاتحاد.

أما وزير الرياضة البريطاني جيري ساتكليف فقد قال في حينه إن الوقت قد حان لاتحاد الكرة بتطبيق التوصيات والتصرف وفقاً لتلك الاقتراحات.

وعلى رغم أن لورد تريسمان أكد أن واتمور قدم استقالته يوم الجمعة الماضي وتم قبولها بعدما رفض الأخير طلب إعادة النظر فيها وتغيير موقفه، إلا أن الأول لم يعط لحد الآن أي تفسير عن سبب الاستقالة. وكان واتمور قد خلف بريان بارويك الذي ترك الاتحاد في نهاية عام 2008. وكان واتمور قد تم تعيينه في شباط 2009، ولكنه انضم إلى الاتحاد في حزيران من العام نفسه. وباستقالته فإن الاتحاد الانكليزي قد خسر ستة من كبار المسؤولين التنفيذيين في مدة تزيد قليلاً عن عقد من الزمان