فرض نجم برشلونة ليونيل ميسينفسهبقوة في الآونة الأخيرة،وهو ما أثار الجدل عنه، ما جعل الكثيريعتبرون اللاعب الشاب صار أفضل من مواطنه مارادونا، أسطورة كرة القدم الأرجنتيني والمدير الفني لمنتخب بلاده حاليا. ولكن الوضع يختلف تماما في الآراء ما بين مؤيد ومعارض، رغم أن الجميع انبهر بالطبع بأداء ميسي وقدراته التهديفية العالية.

طارق القزيري - إيلاف: quot; لا أريد التقليل من أحد، لكنني ألعب الكرة بطريقتي الخاصةquot;... quot;لكي تكون أسطورة لابد أن تفوز بكأس العالمquot; تعليقان للأرجنتيني ليونيل ميسي، يبرزان انه لا يشعر بقداسة من يسبقه من أيقونات الكرة العالمية، وانه بقدر طموحه لتحقيق نجوميته الخاصة، فإنه يعلم قطعا أن الكرة إنجازات وليست بالموهبة فقط.

تساؤلات

ولكن هذه القناعات والطموحات لا تلغي حقيقة الإثارة التي رافقت تألقا ناصعا لميسي في الأسابيع الماضية عندما سجل 25 هدفا خلال موسم لعب فيه 27 مباراة في الليغا حتى الآن، ومع اقتراب كأس العالم جعلت الجدل يحتدم حول قضيتين، الأولى هي لماذا لا يقدم ليونيل ميسي لمنتخب بلاده أداء كالذي يقدمه لناديه الكاتالوني؟. ومن ثم يلتحق جدل آخر عن أيهما أفضل دييغو مارادونا أم ليونيل ميسي؟ .

نجم بلا شعبية

ميسي ومارادونا في عطلة نهاية الأسبوع الماضية عنونت الغارديان البريطانية تقريرا لها quot; ميسي يملك جمهورا أقل في الأرجنتين وفقا لصحيفة نايشن الأرجنتينيةquot; مضيفة أن تحفة الكرة العالمية يكافح لتحسين صورته في بلاده، ويعود احد أسباب القضية أن ميسي لم يلعب لناد محلي رغم تسجيله في نادي نيوز اولد بويز، وغادر صوب برشلونة مع سن 13 عاما، ما جعله يفتقد إلى قاعدة مشجعين عريضة هناك، كما أن أداءه مع منتخب البيسلستي، لم يرض عشاق الكرة هناك، وشارك والد اللاعب في النقاش، بعد هجوم في بوينس آيرس على quot;ميسي الكاتالونيquot; قائلا إن quot;طريقة معاملة ميسي في أوروبا فنيا تختلف عما يلقاه في المنتخب الوطنيquot;.

نجوم .. وتعليقات

وشارك نقاد ولاعبون كبار في القضية، فالبرازيلي بيليه يرى أن quot;ميسي بحاجة ليثبت نفسه مع المنتخب كما يفعل مع برشلونةquot;، فيما قال الالماني شوستر مدرب ريال مدريد السابق ان المشكلة في منتخب الأرجنتين وليس في اللاعب quot; الأرجنتين لديها مشكلة إذا لم يتمكنوا من منح ميسي فرصة اللعب كما يريد، لا يمكنك اعتبار أداء ميسي ترفا، الأرجنتين لا تعرف طريقة تعامل مع ميسي، وغير قادرة على التغيير من أجلهquot;.

ورغم أن قضية أداء اللاعبين مع منتخباتهم ليست جديدة، فقد ثار حديث كهذا مع كاكا أو رونالدينيو، أو جونينهو برنامبوكانو، مع أنديتهم الميلان وبرشلونة وليون على التوالي، لكن قضية ميسي تختلف ذلك أن البرازيل كانت تملك بدائل دائما، ثم إن الجدل كان يختفي مع التتويجات والانجازات والفوز، الذي يرصع به المنتخب الأصفر خزائنه، بينما تعيش الأرجنتين لحظات ترقب مريرة للحصول على أول إنجاز من سنوات طويلة جدا، لا تليق بسمعة راقصي التانغو.

أضف لذلك فإن موهبة ميسي الاستثنائية وعروضه المدهشة، تجعل الحسرة تزيد في قلوب مواطنيه ليتساءلوا لماذا لا يقدم لبلاده ما يقدم لناديه.

شبح مارادونا

الأسطورة مارادونا قال انه - وكمدرب - سيسعد بتألق ميسي مع بلاده، لكن أجواء التوتر لم تغب كثيرا عن السطح في مرات عدة بين المدرب الشهير ولاعبه، حتى قال دييغو مرة quot; الحديث مع اوباما أسهل من مكالمة ميسيquot;. بل ذهب لأبعد من ذلك ووجه انتقادا لأسلوب لعب ميسي وأنانيته وانتقد وما قال انه quot;نزعة فرديةquot; تسيطر على أداء ميسي. مضيفا quot;ميسي يلعب أحيانا من أجل ميسي ، فمازال يتناسى زملاءه وهو ما يضر بمصلحة الفريقquot;.

ميسي بدوره يقول ان عدم لعبه كثيرا مع زملائه في المنتخب، وسرعة التجمع قبيل المباريات ولعبها، لا تمنح لاعبي المنتخب فرصة التأقلم وتحسين الأداء الجماعيquot;.

أيهما أفضل ؟

وهكذا وعبر النقاش عن أداء ميسي مع منتخبه، يأتي السؤال أيهما أفضل مارادونا صانع أمجاد الأرجنتين وأسطورتها، أم ميسي الجوهرة الجديدة؟ فلا تتوانى صحف اسبانيا ndash; طبعا - عن تمجيد اللاعب الشاب واعتبار انه أفضل من مدربه الوطني، حتى أن استبيانا لصحيفة ماركا الاسبانية أبان عن أن جمهور ريال مدريد يرى أن ميسي هو أفضل لاعب في تاريخ اللعبة على الإطلاق.

وكما يحدث دائما في المقارنة بين أداء لاعبين من أزمنة مختلفة تبرز عدة معايير متعارضة، تجعل النقاش والجدل غير محسوم على الإطلاق، فأسلوب اللعبة والتكتيك الفني للمدربين واللاعبين لا يبدو متشابها، فلم يعد هناك الاندفاع البدني السابق والعنف الذي وجده مارادونا من الايطالي جنتيلي عام 1982 كفيلة بمنعه من اللاعب لفترة طويلة بحسب مقاييس قوانين اليوم.

اختلافات

ولكن من ناحية أخرى فالانضباط التكتيكي والخططي تحد من قدرة اللاعبين على إبراز مواهبهم وإمكاناتهم التي يجب توظيفها لصالح أداء المجموعة دائما، وهو ما لم يكن يعانيه لاعبو السابق، ... بالدرجة نفسها على الأقل.

كما أنه وإضافة للقوانين وتغيير التكتيك والخطط الفنية، فهناك الأدوات والمعدات، فحتى أرضية الملاعب، وأحذية اللاعبين باتت تخضع للخبرات العلمية الدقيقة والتجارب ولمعايير بالغة الاحتراف، ولا نستطيع نسيان الجدل المصاحب لكل بطولة دولية، بخصوص الكرة الجديدة المستعملة وتأثيراتها على اللاعبين وحراس المرمى.

فإذا كانت قوانين اللعبة مختلفة، والخطط والتكتيك قد تغيّر، والأدوات والمعدات والتجهيزات مختلفة، فهل يمكن إجراء مقارنات بين ظروف وأجواء مختلفة؟ ربما ستكون الإجابة طبيعية لا!!. لكن أي متابع للكرة خاصة مع اقتراب كأس العالم في جنوب إفريقيا هذا الصيف سيسأل هل سيقدم ميسي لبلاده ما قدمه مارادونا؟ وهل سيتألق هذا اللاعب القصير مع بلاده كما يفعل مع برشلونة؟ أسئلة مشوبة بالترقب حتى موعد النظر لمنصة التتويج عقب المباراة النهائية هناك...