الانتصاران المتتاليان لتوتنهام ضد ارسنال وتشلسي يؤكدان أنه سوف لن يكون صيداً سهلاً لمانشستر يونايتد في أولد ترافورد يوم السبت . ولكن هناك شعوراً لا مفر منه هو أن المباراة المهمة والكبرى والحاسمة في الطريق للحصول على لقب الدوري الممتاز هي عندما يصل تشلسي إلى أنفيلد لملاقاة ليفربول في 2 أيار المقبل.

فإذا استطاع مانشستر يونايتد من الفوز على توتنهام، فإن تشلسي لا يستطيع حقاً من اهدار أي نقطة في مبارياته الثلاث الأخيرة، إلا أن الرحلة إلى ليفربول ستشكل كابوساً لفريق كارلو انشيلوتي. فلا يخطأ أحداً، على رغم من كل التنافس والعداء الذي نشأ عقب تلك اللقاءات في دوري أبطال أوروبا بين ليفربول وتشلسي، منه أنه سيُنظر إلى مانشستر يونايتد على أنه العدو الرقم الواحد لمؤيدي ليفربول. ولكن لا توجد هناك أي فرصة على الاطلاق في تسليم ليفربول أي تفضيل لتشلسي في أنفيلد حتى لو كان يعني هذا أنه سيلعب في نهاية المطاف دوراً محورياً لتسليم اللقب الـ19 للدوري الممتاز لمانشستر يونايتد. والمدير الفني للشياطين الحمر السير اليكس فيرغسون يعرف ذلك جيداً. وإذا كان أحداً يشك في نزاهة ليفربول فسيكون مخطئاً بشكل فادح.

ففي عام 1995 سلم ليفربول اللقب تقريباً إلى مانشستر يونايتد عندما فاز على فريق المدير الفني كيني دالغليش بلاكبيرين في اليوم الأخير من الموسم، ولكن فشل مانشستر يونايتد في الفوز على ويستهام أثبت سقوطه. وسيكون نهج ليفربول ضد تشلسي بالطريقة ذاتها تماماً، وسيكون مهنياً مئة في المئة، وهو يتوقع من مانشستر يونايتد أن يكون كذلك.

وحقيقة أن إمكان ليفربول من المساعدة في جعل مجموعة الألقاب بينه وبين مانشستر يونايتد 18 إلى 19 لصالح الثاني، إلا أنه لن يغير من أسلوب لعبه أمام تشلسي، حتى وإن كان هو آخر شيء يريد ليفربول أو أنصاره من رؤية حدوثه. وهذا هو السبب الذي يتوقع أن يواجه تشلسي مباراة صعبة في أنفيلد. وبالفعل سيكون ليفربول مندفعاً في محاولة الفوز بشكل كبير لأنها هذه هي آخر مباراة على أرضه في هذا الموسم، ومع مراقبة العالم لها، فإنه ليس من طبيعة النادي أن يفعل أي شيء آخر غير الفوز بها.

وبغض النظر عمن سيفوز بلقب الدوري الممتاز هذا الموسم، فإنه سيكون للمرة الأولى التي يفوز فريقاً متوسط الأداء بتاج الدوري الممتاز. فقد غير جوزيه مورينيو وجه الكرة الانكليزية عندما كان مديراً فنياً لتشلسي، لأن أثار فريقه سقفاً عالياً، وأنه كان يجب للأندية الأخرى أن تكون كبيرة للفوز بالدوري الممتاز خلال الفترة التي قضاها في ستامفورد بريدج.

ولا يمكن لمانشستر يونايتد أو تشلسي أن يدعيان أن تشكيلتهما هي عظيمة هذا الموسم. فإذا فاز الأول باللقب فإنه قد يعود السبب إلى المثابرة والقدرة على ما يمكن أن يفعله بطل الدوري من حيث عدم يأسه وانهياره حتى اللحظات الأخيرة من المباراة، ولديه أيضاً شخصية السير اليكس فيرغسون في غرفة تغيير الملابس، محذراً اللاعبين بأنه قد لا يكون لهم مستقبلاً في أولد ترافورد، وباستعمال المطرقة يذكرهم بأن لا يستسلموا لليأس أبداً.

أما تشلسي، فسيكون مذنباً بسبب إحداثه لأكبر زلة في تاريخ الدوري الممتاز إذا فشل في الفوز باللقب، لأنه كانت لديه أكثر من فرصة لوضع اللقب بعيداً عن متناول منافسيه، إلا أنه لم يكن قادراً على القيام بذلك.

وإذا فشل تشلسي في الحصول على اللقب هذا الموسم، فيمكن أن تكون نهايته كما يعرفه الجميع. وهذا الوقت هو الأكثر حاسماً بالنسبة إلى النادي. أما إذا فاز باللقب، فربما قد تنشط خبرة مالكه رومان ابراموفيتش، ضخ المزيد من الأموال في النهاية ومحاولة الحصول على الجوائز الكبرى مرة أخرى. ولكن مع التشكيلة التي تحتاج إلى دماء جديدة، وهذا ما قد يقرره ابراموفيتش، فإنه على رغم أنه قضى وقتاً ممتعاً في ستامفورد بريدج، إلا أن الحفلة قد انتهت.

ويمكن لتشلسي أن يتطلع على الأقل إلى حصول توتنهام على نتيجة ايجابية في أولد ترافورد السبت المقبل، لأن فريق هاري ريدناب أظهر قدرته تماماً خلال الأسبوعين الماضيين، فقد استطاع ريدناب أن يغير الذهنية في وايت هارت لين وأصبح توتنهام حالياً القوة المقبلة. فالمركز السادس لم يعد كافياً بالنسبة إليهم، وريدناب يريد أن يصل إلى أن حتى المركز الرابع لن يكون سعيداً به.

ولكن للقيام بذلك فعلى توتنهام أن يظهر أن إلحاق الهزيمة بارسنال وتشلسي (فاز عليهما بنتيجة 2-1) يمكن اتباعها بالفوز على مانشستر يونايتد في أولد ترافورد.

في الماضي، كان من الممكن أن يفوز توتنهام على quot;البلوزquot; ثم يخسر أمام هال سيتي لذا لم يكن يعتبر فريقاً كبيراً، ولكن بدأ المسؤولين في وايت هارت لين يدركون ذلك الآن