تستعد جنوب أفريقيا لكتابة فصل جديد في تاريخها من بوابة استضافتها أهم حدث رياضي في العالم quot;كأس العالمquot; لكرة القدم. ولطالما كانت الأنظار تتجه ألى الدول النامية المضيفة للمونديال، على غرار تشيلي عام 1962، المكسيك عام 1970، وكوريا الجنوبية واليابان عام 2002... لاكتشاف طول مشوارها في النهائيات أمام نخبة المنتخبات العالمية.

وهذه المرة سيكون منتخب جنوب أفريقيا أمام منعطف تاريخي، عندما يستضيف البطولة على أرضه محاولا على الأقل تخطي الدور الأول ومجموعته المتوسطة المستوى التي تضم فرنسا وصيفة 2006، الأوروغواي والمكسيك، لانقاذ سمعة الدورة والإبقاء على أجواء الإثارة الأفريقية خلال المونديال.

تأثرت جنوب أفريقيا كثيرا بالأحداث السياسية التي عصفت في البلاد ونظام التمييز العنصري، لكن بعد استعادة مكانتها على الساحة الدولية وعودتها لتذوق طعم المنافسات الكروية التي أبعدها عنها الاتحاد الدولي لسنوات طويلة، كانت أبرز مشاركات الصبيان quot;بافانا بافاناquot; في كأس أمم أفريقيا 1996، التي أحرزت لقبها في جوهانسبورغ على حساب المنتخب التونسي.

عاشت بلاد الأسطورة نيلسون مانديلا فترة تصاعدية من الناحية الكروية في منتصف تسعينيات القرن الماضي، فتأهلت إلى نهائيات مونديل 1998 في فرنسا لأول مرة في تاريخها لكنها خرجت من الباب الضيق للدور الأول بعد خسارتها صفر-3 أمام فرنسا وتعادلها مرتين مع الدنمارك والمملكة العربية السعودية.

لم تكن مشاركتها الثانية أفضل بكثير، بيد انها حققت فوزها الاول في العرس العالمي على حساب سلوفينيا (1-صفر)، قبل ان تغادر مونديال 2002 من مجموعة ضمت اسبانيا والباراغواي.

جنوب أفريقيا هي الدولة الوحيدة من الدول ال32 المشاركة في المونديال لم تخض غمار التصفيات الطويلة، كونها الدولة المضيفة، لذلك كانت مسابقة كأس القارات التي استضافتها على أرضها عام 2009 بمثابة المعيار لكشف مكامن قوتها وضعفها. رغم عدم احرازها اللقب الا انها تأهلت عن المجموعة الأولى التي ضمّت أسبانيا، العراق ونيوزيلندا، وكانت ندا عنيدا للبرازيل في نصف النهائي، فانتظر الquot;سيليساوquot; حتى الدقيقة 88 كي يتجاوزها بهدف مدافع برشلونة الأسباني دانيال ألفيش.

كانت مباراة تحديد المركز الثالث في روستنبورغ على ملعب quot;رويال بافوكنغquot; من المحطات التي لا تنسى في تاريخ المنتخب الملون، فبعد تقدم أصحاب الارض على أسبانيا بطلة أوروبا عبر كاتليغو مفيلا (73)، انتظرت الquot;فوريا روخاquot; حتى الدقيقة 87 كي تعادل عبر دانيال غويزا، ثم سجل الأخير هدف التقدم في الدقيقة 89 لتنقلب المباراة رأسا على عقب، بيد ان مفيلا وفي الوقت القاتل وقع هدفا ثانيا وقدم اداء رائعا ليرسل الفريقين الى الوقت الاضافي، حيث انتزعت أسبانيا البرونزية بهدف ثالث من شابي الونسو.

سيقود البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا سفينة جنوب أفريقيا، رغم ان تعيينه أثار استياء شريحة من المجتمع الرياضي، كونه سيدرب المنتخب للمرة الثانية بعد فشله في قيادة الفريق الى الدور الثاني في كاس أمم أفريقيا 2008. لكن المدرب المخضرم المولود في ريو دي جانيرو، سيسخر خبرته التي اكتسبها في الزوايا الأربع من الكرة الأرضية لمصلحة جنوب أفريقيا التي تأمل أن يكرر ما فعله باريرا مع بلاده عام 1994 عندما قادها الى اللقب العالمي في الولايات المتحدة.

يعتمد quot;بافانا بافاناquot; على بعض لاعبيه المحترفين في الخارج وأبرزهم ستيفن بينار الذي اكتسب خبرة كبيرة في انكلترا، ولاعب الوسط أرون موكوينا، كما ان مشاركة بيني ماكارثي أفضل هداف في تاريخ المنتخب وصاحب أول هدف لبلاده في المونديال (في مرمى الدنمارك عام 1998) ستكون ورقة رابحة بحال مشاركته الفاعلة.

يقول ماكارثي (32 عاما) لاعب وست هام الانكليزي: quot;يتعين علي الاعتراف بان الامر سيكون صعبا للغاية. لم يكن بالامكان الوقوع في مجموعة أصعب من التي جئنا فيها. تعتبر الأوروغواي من أقوى المنتخبات الاميركية الجنوبية، وتملك لاعبين ممتازين في صفوفها، وبالتالي سيكون منتخبا صعب المراس، وبالطبع فان المنتخب المكسيكي قوي ايضا والامر ذاته ينطبق على المنتخب الفرنسي. لم يظهر المنتخب الفرنسي بمستوى جيد في السنتين الاخيرتين، لكنه دائما يكون على الموعد، واذا حقق انطلاقة جيدة في نهائيات كأس العالم، فلا يمكن التكهن بماذا سيحصل. اعتقد بان المنتخب الفرنسي يريد ان يثبت نقطة معينة بعدما ابتعد عن دائرة الترشيحات في الاونة الاخيرةquot;.

عرف المنتخب الجنوب أفريقي اسماء لامعة في صفوفه خلال مشاركتيه في المونديال، أمثال لوكاس راديبي المدافع الصلب، كوينتون فورتشون الذي احترف مع مانشستر يونايتد الانكليزي، المهاجم شون بارتلت والمدافع مارك فيش.