كمدخل ومن خلال بحث في (قوقل) فإن (فوفوزيلا) في المعاجم والقواميس: لغة جديدة تتألف من مقطعين الأول (فوفو) ، يعني (الهمهمة)، والثانية (زيلا) أي الصفير بلغة قبائل الزولو الأفريقية.
وكلا الاشتقاقين مزعجان للسامع، كما أن تقارير طبية تؤكد أنها مضرة، مع التأكيد على أنني لست طبيبا ولا باحثا في هذا الشأن.
(الفوفوزيلا) من الظواهر التي حققت رواجا وصارت قضية مع كرة (الجابولاني) في مونديال أفريقيا 2010 الذي انتهى قبل أسبوع في جنوب أفريقيا.. وانتشرت في أصقاع المعمورة، ونحن لسنا خارج النطاق، بل ربما من أكثر الشعوب انجرافا مع الجديد، وفي محيطنا الداخلي من يستثمر الظروف والعواطف والجهل بشكل ممتاز (سلبا)!!
وفي ظل تردد أن هذه الأداة المزعجة قد تكون في متناول جماهير الملاعب السعودية ولم يبق سوى 27 يوما على انطلاقة دوري زين السعودي للمحترفين، من المؤكد أن بعض (تجار المناسبات) سيستثمرون هذه الأخبار وربما ينقضون على السوق قبل الانطلاقة بأيام معدودة وسيتورط صغار المستشمرين أو من جمع له مبلغا ربما (تحويشة) العمر ويجد في هذه البضاعة الجديدة مجال للربح (الخيالي).. كما أن كثيرين من الشباب سيحرصون على اقتنائها قبل أن تنفد في تجربتها الأولى!!
ولا أقول هذا تخمينا ولا تخيلا، فقد انتشرت في مدننا بأشكال وألوان جذابة غير التي شاهدناها في المونديال من أرض الحدث، ولانستبعد أن تتحول بعض الساحات إلى (سوق فوفوزيلا)، على غرار ماحدث أيام (طفرة!) مكائن (سينجر) في سوق الحراج وكيف وصل سعرها إلى مئات الآلاف بعد أن روج عن (ذهبها) الأحمر!!
والأكيد أنكم تعلمون جميعا أن الجهات الرسمية تحركت بعد (خراب مالطا) و (شق الجيوب) أي سلب الأموال من جيوب الغلابة!! وربح بها كالعادة مروجي - مافيا - الأخبار المضروبة!!
ولأن الربح في الرياضة عشرات أضعاف مافي غيرها، آمل أن تتخذ الجهات المعنية، وأولها الرئاسة العامة لرعاية الشباب الاحتياطات كاملة.
لماذا رعاية الشباب؟ لأنها من تتحمل مسؤولية السماح لهذه الأداة المزعجة بالدخول للملاعب من عدمه، وهي ndash; وللأسف ndash; تتأخر في (بعض) قراراتها إلى أن تحدث كارثة! كما أن بعض مسؤولي الملاعب يقررون من تلقاء أنفسهم، ويمنعون ماهو مسموح، أو يتساهلون فيما هو ممنوع!
وفي الجانب الآخر، فإن الجهات الأخرى ذات العلاقة أمنيا وتجاريا وإنسانيا - على صعيد الرياضة - لاتقل في ضعف آلية عملها عن رعاية الشباب، وأعيد وأقول لأنه لم يبق سوى 27 يوما.. آملا أن تتحرك الجهات ذات العلاقة بما يضمن التصدي لهذه السلبيات التي قد تكون آثارها كوارثية.
وبما أننا نتحدث عن مقتنيات الجماهير، أتمنى أن تكون الأخبار التي تواترت نهاية الموسم الماضي وتؤكد منع الطبول وتوابعها المزعجة صحيحة.
ولابد أن يرادف ذلك قرارات أخرى تحفز المشجع على الحضور والاستمتاع بالمباريات في المدرجات على صعيد تنظيم روابط التشجيع وتحسين المرافق العامة وتوفير المشروبات والتعامل بلطف واحترام مع المشجع الذي يتكبد عناء الحضور أحيانا من خارج المدينة أو من آخر بقعة عن ملعب المباراة.
أتمنى أن تكون الجهات ذات العلاقة ولاسيما من يوجهون رجال أمن الملاعب قد تلافوا السلبيات التي تتضاعف سنة عن أخرى.
جريدة الرياض السعودية
التعليقات