بدأت في العراق حالة من الترقب المفعم بالمشاعر المتباينة لانطلاق نهائيات امم اسيا التي تحتضنها العاصمة القطرية الدوحة للمدة ما بين 7 إلى 29 يناير/كانون الثاني الحالي بمشاركة 16 منتخباً آسيوياً ، حيث الاحاديث تدور حول هذه البطولة المهمة وحظوظ المنتخب العراقي فيها.

_________________________________________________________________________

بغداد: تجرى حاليا مقارناتبين مستويالمنتخب العراقيحين احرز اللقب الغالي لاول مرة عام 2007 ومستواه الحالي والتقلبات التي حدثت له بالاشارة الى نتائجه غير الجيدة خلال الاشهر الاخيرة ، لكن الامل يضع نفسه ما بين الاحاديث معبرا عن رغبة بالفوز بالاعتماد على همة اللاعبين وغيرتهم وتفانيهم من اجل اسعاد الجمهور الذي ينتظر منهم ان يبعثوا له السرور عبر النتائج الجيدة .

فالمنتخب العراقي انهى استعداداته للبطولة بعد ان اجرى اربع مباريات تجريبية فاز في اثنتين على سورية في دمشق وعلى السعودية في الدمام فيما خسر في اثنتين امام سورية في السليمانية واما الصين في الدوحة ، وفي الايام الاخيرة رفع وتيرة تحضيراته الميدانية ليكون على استعداد تام لمواجهة المنتخب الإيراني يوم الثلاثاء المقبل ، الحادي عشر من الشهر ذاته ، على ملعب الريان في افتتاح منافسات المجموعة الرابعة التي تضم إلى جانبهما ( كوريا الشمالية والإمارات) .

ومع حالة الترقب التي تسود الاجواء .. يمكن قراءة المشاركات السابقة للممنتخب العراقي الذي غاب كثيرا عن نهائيات البطولة ولم يستطع الا في مرات ست المشاركة من 14 بطولة سابقة ،فيما لم يحقق الافضل الا في البطولة الاخيرة ، فكانت مشاركته الاولى في الدورة الخامسة عام 1972 فخسر امام ايران بثلاثية نظيفة وتعادل سلبا مع كوريا الجنوبية وبهدف لمثله مع تايلاند وخرج في الدور الاول ، وفي طهران عام 1976، خسر العراق امام الكويت 2-3 وامام الصين وايران صفر-1، ثم غاب اربع دورات قبل ان يعود في الامارات عام 1996 ففاز على ايران 2-1 وتايلاند 4-1 وخسر امام السعودية صفر-1 في الدور الاول، وفي ربع النهائي خسر امام الامارات بالهدف الذهبي.

وفي عام 2000 فاز العراق على تايلاند 2-صفر وتعادل مع لبنان 2-2 وخسر امام اليابان 1-4 ليخرج من الدور الاول، ثم عاد الى ربع النهائي في الصين 2004 قبل ان يودع امام منتخب البلد المضيف صفر-1 بعد ان كان تعادل مع اوزبكستان صفر-صفر وفاز على تركمانستان 3-2 وعلى السعودية 2-1 في الدور الاول، لكن ذروة مشاركاته كانت في النسخة الماضية عام 2007 حين تغلب العراق على استراليا 3-1 وتعادل مع تايلاند 1-1 ومع عمان صفر-صفر، ثم اجتاز فيتنام في ربع النهائي 2-صفر وكوريا الجنوبية في نصف النهائي بركلات الترجيح بعد تعادلها سلبا في الوقتين الاصلي والاضافي، وحسم لقاء القمة مع السعودية بهدف لمهاجمه يونس محمود.

وفي الاشارة الى احوال المنتخب العراقي وقدرته على الحفاظ على اللقب وتقديم المستوى الافضل الذي يمكنه به ان يضاهي مستويات المنتخبات الاخرى التي استعدت هي الاخرى للبطولة بشكل جيد ، يمكن القول ان الاراء تتباين على الرغم من وجهة النظر العاطفية لا تقبل الا التفاؤل وتتمنى ان يعود الكأس الى بغداد لامعا بهيا .

فقد اعرب رئيس الاتحاد العراقي حسين سعيد عن امله بالحفاظ على اللقب وعن تفاؤله بالنجاح الذي سيتحقق ، لكنه طالب لاعبيه بعدم الثقة الزائدة واللعب بذكريات الماضي.

وقال في حديثه لبرنامج (صدى الملاعب): العراق حامل اللقب ولن يتنازل عن لقبه بسهولة، وأؤمن أن التشكيلة الحالية لأسود الرافدين هي الأفضل، وحاليا أعتقد أن الفريق استرجع عافيته، خاصة حسب بعدما تم تنفيذ خطط الاتحاد العراقي بخوض المنتخب 17 مباراة دولية منذ استلام المدرب سيدكا تدريب الفريق .

وأضاف رئيس الاتحاد العراقي: الهدف الحقيقي عندي أن ندافع عن لقب أسيا بشرف، خاصة أن هناك أجواء إيجابية جدا، وأن أغلب لاعبينا لعبوا في الدوري القطري ومعتادون على ملاعب قطر، وأيضا مناخ قطر مناسب، وهناك جالية عراقية في قطر ستساند الفريق، وأعتقد أن هذه ميزة مهمة للمنتخب العراقي في هذا الظرف الصعب، لكن لن أخفي أن الدفاع عن اللقب أصعب من الحصول على البطولة .

وتابع : لكنني اطالب اللاعبين بعدم الثقة الزائدة واللعب بذكريات الماضي، خاصة أن جميع المنتخبات القادمة مرشحة بقوة لنيل البطولة الأسيوية، مشيرا الى : أن العراق والسعودية وكوريا الشمالية ونظيرتها الجنوبية وأستراليا واليابان، وكذلك قطر -الدولة المنظمة- من أقوى المنافسين للوصول إلى المباراة النهائية.

اما النجم الدولي السابق علي كاظم فقال: حظوظ المتتخب العراقي كمنافس على اللقب موجودة ، فالمنتخب من خلال المباريات التجريبية الاخيرة التي لعبها واخرها مع الصين كان مستواه جيدا وهذا دليل على ان حركة التقدم بدأت عنده ترتفع ، وهذا شيء مهم ، ونتمنى لهم التوفيق في مباراة مع ايران .

واضاف : كرة القدم لعبة اخطاء والملاحظات التي يمكن ان نشير اليها في المنتخب العراقي موجودة في كل الفرق ، وان أي فريق لا يمكن ان تكون درجة الكمال لديه مئة في المئة ، ولا بد من وجود اخطاء ، فالمنتخب العراقي من ضمن هذه الفرق التي تمتلك بعض الاخطاء ، ولكن ان شاء الله لا تؤثر على مستوى ادائه ، وانا متفائل بأنه سيحقق ما يصبو اليه الجمهور الرياضي .

فيما قال اللاعب الدولي السابق اياد محمد علي : ان شاء الله اذا شد اللاعبون الهمة والعزم لديهم فمن المؤكد ان يتجاوزا الدور الاول واذا صعدوا فسوف يكون لديهم دافع ، ثم ان اغلب لاعبي منتخبنا يلعبون في قطر نفسها وهذا يعني انهم متعودون على اجوائها والجمهور هناك سيدعمهم .

واضاف : كنت غير متفائل ولكن خلال المباراتين التجريبيتين الاخيرتين كانت هناك بصمة بسيطة ظهرت على الفريق ، يعني هناك انضباط دفاعي ، ومن المحتمل هذا التكتيك الدفاعي يؤدي الى نتيجة افضل ، واعتقد ان مستواهم سيرتفع من مباراة الى اخرى ، هناك امل للظهور بشكل افضل .

وتابع اياد : ملاحظاتي على منتخبنا الحالي انه بحاجة الى (شغل) كبير ولكن ليس هؤلاء الموجودون ، بل نحتاج الى منتخب جديد ، اللاعبون الحاليون قدما وادوا واخذوا بطولة اسيا ولكن لا يمكن مقارنتهم بمستويات حديثة ولعب حديث يعتمد على الكرات القصيرة والضغط المباشر والانتقال من الدفاع الى الهجوم بفترة قصيرة جدا ، فاللعب الحديث غير موجود لدينا، كما ان المدرب سيدكا لايمكنه ان يغير مستوى الفريق بثلاثة اشهر ان لم يأت بلاعبين يكون لعبهم حديثا وسريعا والاستلام والتسليم للكرة صحيح ، والكثير من المميزات ، ولكنني اتفاءل واأمل خيرا .

وقال الزميل الصحفي هشام السلمان : ما نتمناه كعراقيين ان يقدم المنتخب العراقي مستوى واداء يليق به كبطل ، اما المستوى الذي وصل اليه المنتخب عن طريق المدرب سيدكا الى الان حسب وجهة نظري الشخصية فأن سيدكا لم يستقر على تشكيلة معينة وبالتالي اعتقد انه بات في مفترق طرق وعليه ان يكون قد جهز التشكيلة التي يلعب بها مع المنتخب الايراني في اولى مبارياته ، هذه المباراة ستحدد ما سيكون عليه المنتخب العراقي اما ان يحتفظ باللقب وينتقل الى الدور الثاني على الرغم من ان الدور الثاني تكون المهمة فيه صعبة لانه سيقابل اما المنتخب الكوري الجنوبي او الاسترالي ، لكن ما يعاب على سيدكا تحديدا انه امضى 15 مباراة رسمية وودية خلال الثلاثة اشهر الماضية وهو لم يستقر على تشكيل معين وبالتالي امضى الوقت يجرب باللاعبين .

واضاف : لا اعتقد ان ما يقوم به سيدكا من تجريب للاعبين هو نوع من التكتيك منه بل انه عدم استقرار فني واعتقد انه نوعا ما مرتبك في اختيار التشكيل النهائي بحكم ان اغلب الذين اختارهم من المحترفين وغض الطرف عن اللاعبين المحليين الذين كما اعتقد بأمكانهم ان يقدموا مستوى افضل من الموجودين في الاحتراف ولكن سيدكا كغيره من المدربين الاجانب الذين عملوا مع الكرة العراقية في المدة الاخيرة يريد ان يخرج بأفضل ما يمكن من النتائج حتى لا تحسب ضده .