عاشت الرياضة العراقية خلال عام 2010 حالات من عدم الاستقرار بل والتدهور ،لا تختلف كثيراً عن السنوات الأخيرة الماضية إن لم نقل اسوأ ،على الرغم من بعض النتائج التي تحققت في بعض الألعاب والتي لا تعدو كونها مجرد quot;مصادفاتquot; وبجهود ذاتيّة من الرياضيين أنفسهم ولا فضل للإتحادات في ذلك.

__________________________________________________________________________

بغداد: تؤكد الصورة المتوضحة من كل المشاركات الخارجية تؤكد عدم وجود تخطيط حقيقي ولا اعداد سليم يمكن ان يشار اليه بالرغبة في تحقيق نتائج مقبولة ، فالنتائج تتباين ما بين المشاركات العربية والاسيوية والدولية ، وليس من المستغرب ان تجد الاتحاد الذي يحقق نتائج طيبة في بطولة افليمية او عربية ، لم يستطع ان يفعل شيئا في مسابقة قارية .

وليس من المستغرب مثلا ان تجد المنتخب الوطني للمتقدمين بلعبة رفع الاثقال يحصد 17 ميدالية ذهبية و4 فضيات و3 برونزيات في بطولة العرب التي استضافتها مدينة أربيل في إقليم كردستان، لكن اي لاعب لم يتمكن في بطولة العالم التي جرت في تركيا من تحقيق اية نتيجة طيبة وهو ما جعلهم يبتعدون عن المشاركة في اولمبياد لندن عام 2012 ، كما قام الاتحاذ المذكور بالاعتذار عن المشاركة في الدورة الاسيوية ، كما ان لغطا كثيرا حدث حول تعاطي بعض لاعبي بناء الاجسام ولا يزال الغموض يكتنف احواله فيما يشير اخرون الى ان المنشطات ما زال مسكوتا عنها.

كما ان البنى التحتية ما زالت في عداد الميتة سريريا ، فلم يتم بناء ما يدعو الى التحفيز ورفع المعنويات عبر ملاعب وقاعات نموذجية تكون مراكز مميزة للتدريب او اقامة النشاطات الرياضية ، فالقاعة الرياضية الوحيدة في بغداد (قاعة الشعب المغلقة) ما زالت في حالة ترميم واعمار من اشهر عديدة ولا زالت الايادي مرفوعة عنها ، فيما ملعب الشعب يعيش منذ اكثر من عام في غرفة انعاش اسمها الترميم وما زال لم يكتمل بعد.

كما ان الرياضيين العراقيين ما زالوا يشكون من الكثير من المشاكل التي تعترض طموحاتهم على الرغم من الوعود التي تبذل في المناسبات كافة والتي تمتد من (سوف نعمل) الى (اننا نعاهد) وليس هنالك سوى تسويف وهذيانات ووعود غير قابلة الا للتصريف الاعلامي ، وما زال العراق يحتل المرتبة الاخيرة عالميا في مسألة توفر المنشآت الرياضية ، وطوال الاشهر الماضية لا نجد سوى التنافس الشديد بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية العراقية في التصريحات الساخنة التي نجعل السامع يعتقد ان الصحراء ستتحول الى اخضرار ، فيما لم ظلت مشكلة انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم تشكل عقدة لا يستطيع احد حلها ، فاللجنة الاولمبية وجدت نفسها خائفة من ان تفعل شيئا والوزارة تخشى ان تتهم بالتدخل فيما القول الفصل كان للسيد بلاتر الذي لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم الا بأذن وعين ولسان رئيس الاتحاد العراقي حسين سعيد فقط .

واذا امكننا اعتبار عام 2010 مثل عام دراسي فأن (الرسوب) المخيب للامال هو ما نالته الرياضة العراقية ، الرسوب الذي يؤكد ان الفشل الذريع في كل الدروس ، والدليل هو النتائج التي تحققت في دورة الالعاب الاسيوية الاخيرة التي اقيمت في الصين والتي لم يستطع اي اتحاد من (النجاح) فيها .

كما ان الاعتذارات التي تقدمت بها بعض الاتحادات بعدم المشاركة دليل اخر على (الهزيمة) قبل ان تعلن المشاركة لعلمها بالخيبة التي تحصل عليها ، فيما ارتأت اللجنة الاولمبية العراقية ان تقوم بـ (مجاملة) اللجنة الاولمبية الصينية والمشاركة من (اجل المشاركة فقط)، كما ان المحسوبيات والعلاقات ما زالت تسود الاجواء الرياضية من اجل السفر وغض الطرف .

الدوري العراقي لم ينطلق لموسم 2009 ndash; 2010 الا في اخر ايام عام 2009 بعد العديد من التأجيلات التي كانت بسبب المشاكل الكبيرة التي ضربت الكرة العراقية حول انتخابات اتحاد الكرة التي طوال عام كامل ظلت غير قادرة على ان تصل الى تحقيقها ، وكانت التجاذبات بين العديد من الاطراف على اشدها ، فمن جانب يشد بلاتر ومعه الاتحاد العراقي بحجة (عدم استقرار الوضع الامني في بغداد) ومن جانب اخر الرياضيون العراقيون ومن خلفهم وزارة الشباب التي كلما حاولت ان تمد يدها صرحت الاخرون (تدخل حكومي) فيما كانت اللجنة الاولمبية بين (حانة ومانة) كما يقول المثل الشعبي العراقي ، فهي لا تريد ان يزعل عليها احد ، لا الوزارة ولا الاتحاد، وبين اونة واخرى تقول (وجدنا الحل) ولكن ليس هنالك من حل ، حتى استطاعت ان ترضخ لمطالب الاتحاد الدولي والعراقي معا في التمديد ،وبعد معارك اعلامية واسعة تم الاتفاق على اجراء الانتخابات في 24 تموز / يوليو ولكن لانقسام الهيئة العامة في بغداد واربيل قام الاتحاد الدولي بتمديد عمل الاتحاد الى 31 تموز / يوليو 2011 ، ولكن بعد مشاورات واتفاقات (قيل) ان ثمة اتفاق جرى على اجرائها في شباط / فبراير 2011 في بغداد .

ولان كرة القدم هي الشغل الشاغل فقد ظل المنتخب العراقي بدون مدرب لاشهر طويلة بعد استقالة المدرب بورا الذي قاد المنتخب في نهائيات كأس القارات 2009 ، ولم يمر الامر دون سجالات عقيمة ما بين اهل اللعبة في اختيار المدرب هل يكون محليا ام اجنبيا.

ولكن المخاض انجب المدرب الالماني سيدكا الذي بدأ مع المنتخب قبل مدة قصيرة من بطولة غربي اسيا التي نظمتها الاردن فخسر العراق مع ايران في الدور نصف النهائي ،فكانت التصريحات ا(ان غربي اسيا استعداد للدخول في منافسات خليجي 20) ، ثم قاد سيدكا المنتخب في خليجي 20 بلاعبيه المحترفين لكنه فشل ايضا في تحقيق ما تصبو اليه الجماهير الرياضية فخسر في نصف النهائي امام الكويت بفارق ركلات الجزاء ، ومن اربع مباريات لعبها لم يفز الا في مباراة واحدة على منتخب البحرين ، وقيل ان خليجي 20 استعداد لامم اسيا ،وعاد سيدكا ليقود المنتخب في هذه البطولة التي ستنطلق في قطر في السابع من يناير / كانون الثاني 2011 ، فيما قال الاتحاد العراقي ان النتائج في هذه البطولة ستقرر مصير سيدكا .

ولاننا ما زلنا مع كرة القدم يمكن الاشارة الى فوز فريق دهوك بدرع الدوري الممتاز ، كما ان العام 2010 شهد عودة نجم الكرة العراقية السابق فلاح حسن الى بغداد بغد غربة طويلة ومن ثم انتخابه رئيسا للهيئة الادارية لنادي الزوراء الرياضي.

كما يمكن الاشارة الى المدرب العراقي ايوب اوديشو الذي قاد فريق الجيش السوري للفوز بلقب الدوري كاسرا احتكار فريق الكرامة الذي فاز باللقب في المواسم الاربعة الاخيرة، كما يجب التنويه الى ان لاعب المنتخب عماد محمد المحترف بصفوف نادي سباهان أصفهان فاز بلقب هداف الدوري الإيراني الممتاز لكرة القدم وذلك بعد ختام مباريات الدوري مسجلا 19 هدفاً ، وهو اول لاعب اجنبي يحرز اللقب .

وفي قراءة لابرز ما تحقق خلال العام لبعض الالعاب يمكن ان نذكر نجاح العداءة كولستان محمود في إحراز ميداليتين ذهبيتين للعراق في فعاليتي ركض 400 متر و800 متر في بطولة آسيا للشباب والشابات التي اقيمت في العاصمة الفيتنامية هانوي ،وتعد كولستان أول رياضية عراقية بألعاب القوى تحرز ميداليتين ذهبيتين في بطولة آسيا، وكذلك احرازها لذهبية الثالثة في بطولة العرب في سباق 400م ، وهناك ايضا العداء الشاب أيمن جاسم الذي نجح في إحراز الميدالية الذهبية في سباق 100 متر وكذلك فوز فريق الشباب بالميدالية الذهبية الثالثة في مسابقة 4 times;100 متر تتابع بفريق مؤلف من العدائين أيمنجاسم ومحمد حسن وحسنين حسين وعمر سمير، اما الوسام الابرز فكان للعداء عدنان طعيس الذي حصل على الوسام الفضي في دورة الألعاب الآسيوية التي جرت في مدينة غوانزهو الصينية ، كما أحرز منتخب الشباب بالمصارعة الحرة والرومانية المركز الأول في بطولة العرب التي جرت في العاصمة الأردنية عمّان بحصوله على ثماني ميداليات ، واللاعبون الستة الذي حصدوا الذهبيات هم سيف سلمان وزن 55 كغم، عبد الوهاب علي وزن 60 كغم، سمير مهدي وزن 66 كغم، نزار جبر وزن 74 كغم، عباس محمود وزن 96 كغم وكرار حسن وزن 120 كغم ، لكنهم للاسف غابوا عن منصات التتويج الآسيوية ، وهذا يؤكد سوء التخطيط وعدم توفر المعسكرا الاستعدادية الجيدة .

وأحرز اللاعب صدام حامد ميداليتين ذهبيتين في فئة المتقدمين الأول في التجذيف التي اقيمت في تونس ، في منافسات فردي 200 متر والثانية في منافسات 200متر فيتال، كما حصل اللاعب الشاب طارق فاروق على ميداليتين ذهبيتين الأولى في سباق 200 متر كاياك والثانية في سباق 200 متر فيتال.

وتوج منتخب للشباب برفع الأثقال بطلا للقارة الآسيوية بعد ان أحرز رباعونا 17 ميدالية متنوعة في المنافسات التي جرت في العاصمة الاوزبكية طشقند ، وقد نجح الرباع سلوان جاسم عبود في وزن فوق 94 كغم في اقتناص ثلاث ذهبيات وسجل رقماً قياسياً عراقياً وأحرز الرباع الشاب رعد أمين ياسين في وزن 85 كغم أيضا على ذهبية .

واحرز الرباع الشاب محمد صباح ذهبيتين واحرز صفاء راشد في وزن 77 كغم ثلاث ذهبيات، كما نجح المنتخب النسوي لرفع الاثقال في حصد المركز الأول في منافسات الفرقي لبطولة العرب لرفع الأثقال بنسختها الـ 17 للنساء التي استضافتها مدينة أربيل خلال شهر تشرين الأول / نوفمبر ، فيما أحرز منتخب الشباب بالدراجات ذهبية منافسات بطولة العرب في سباق الفرقي ضد الساعة التي جرت في تونس .

كما يجب ان لانغفل عن القول ان هناك عدد اخر من الاوسمة المتحققة في بعض الالعاب ولكنها في المجمل لا تدل على اي شكل من اشكال المتنافسة المتطورة مع نظيراتها في العرب واسيا ، ويمكن اعتبار تلك الاوسمة مجرد اجتهادات شخصية في ظروف معينة لان القياس غاب ولم يعد للمتنافسين حضور اكبر .

وفي الاخير لا ننسى اتحادات الكرة في الخليج منحت مدينة البصرة الفرصة لتنظيم بطولة خليجي 21 بعد سنتين ، كما ان السيد وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر عاد ضمن التشكيلة الوزارية الجديدة الى منصبه .