في وقت أصدرت السلطات العراقيّة أوامر اعتقال ضد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم حسين سعيد واربعة من مسؤولي الاتحاد، فقد اقتحمت قوة عسكرية اليوم مقر الاتحاد في بغداد بحثًا عن المطلوبين، بينما قرّرت الهيئة العامة للاتحاد العراقية لكة القدم اجراء انتخابات الاتحاد في بغداد بدلاً من اربيل بالضد من رغبة الاتحاد الدولي للكرة quot;فيفاquot; .

أسامة مهدي من لندن:اقتحمت قوة عسكرية عراقية اليوم مقر الاتحاد العراقي لكرة القدم بعد صدور اوامر قبض بحق رئيس اتحاد كرة القدم حسين سعيد واربعة من اعضائه.

وداهمت المقر قوة يقودها ضابط برتبة نقيب تستقل اربع عجلات مدرعة نوع همر بحثا عن الاعضاء الخمسة المطلوبين بموجب مذكرات الاعتقال .

وابلغت القوة أدارة الاتحاد بضرورة تسليم الاعضاء الخمسة وهم حسين سعيد رئيس الاتحاد وعبد الخالق مسعود الامين المالي وطارق احمد امين السر ومحمد جواد الصائغ عضو الاتحاد ووليد طبرة المنسق الاعلامي الى السلطات القضائية في ضوء اوامر القبض عليهم. وبعد ان قامت القوة بتفتيش المقر الذي يقع الى جانب ملعب الشعب الدولي اكبر ملاعب كرة القدم العراقية وسط بغداد غادرته بعد ان تأكدت من خلوه من اي واحد من المطلوبين الخمسة.

ويعتقد ان مذكرات الاعتقال قد صدرت اثر مذكرات اصدرتها هيئة النزاهة العراقية ضدعضو الاتحاد العراقي لكرة القدم طارق احمد.

حسين سعيد

وقبل عملية المداهمة كان مسؤولان من هيئة النزاهة قد حضرا الى مقر اللجنة الاولمبية الثلاثاء الماضي يحملان امر القاء القبض على احمد عبر كتاب رسمي بذلك . وقد ابلغت اللجنة الاولمبية اتحاد الكرة بمذكرة الاعتقال .

وكان احمد اطلق قد سراحه مع عدد من اعضاء الاتحاد كانت هيئة النزاهة طلبتهم للتحقيق قبل نحو شهرين وافرجت عنهم بكفالة ضامنة لعدم اكتمال التحقيق على ان يمثلوا امامها في حال طلبت ذلك.

وسبق للسلطات العراقية ان وجهت تهم فساد اداري ومالي وفني الى مجلس ادارة الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي يتراسه كابتن منتخب العراق السابق حسين سعيد المقيم في عمان والذي يصر على الاستمرار بعمله منذ ثمان سنوات في حبن ان اللوائح الانتخابية المحلية والقارية والدولية تلزم الاتحاد باجراء الانتخابات مرة واحدة في كل اربع سنوات هي عمر الدورة الاولمبية العالمية.

وفي مواجهة ذلك، يصر اتحاد الكرة على اجراء مؤتمره الانتخابي المقبل في اربيل شمالي البلاد بعيدا عن العاصمة بغداد متذرعا بتوصيات للاتحاد الدولي للعبة quot;فيفاquot; بذريعة عدم توفر الامن في العاصمة العراقية . وقد أثار قرار quot;فيفاquot; هذا المتعلق ردود فعل غاضبة لدى الجهات الحكومية العراقية ممثلة بوزارة الشباب والرياضة وأعضاء الهيئة العامة لاتحاد الكرة ثم اللجنة الاولمبية المعنية الاولى بالانتخابات.

واكد الامين العام للجنة الاولمبية العراقية عادل فاضل رفض اللجنة الاولمبية قرارالاتحاد الدولي للكرة بنقل مكان اجراء الانتخابات وقال ان هذا التصرف يعتبر تدخلاً بخيارات الهيئة العامة لاتحاد الكرة التي لها الحق وحدها باختيار مكان اجراء الانتخابات .

وكانت اللجنة الاولمبية قد علقت عمل اتحاد الكرة العراقي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حيث جمد الاتحاد الدولي لكرة القدم مشاركات المنتخبات والاندية العراقية في البطولات الخارجية لكن عودة اللجنة الاولمبية عن قرارها ساهم برفع الحظر عن المشاركات الخارجية.

وعبرت وزارة الشباب والرياضة العراقية عن استغرابها لقرار quot;فيفاquot; بنقل مكان الانتخابات بعد أن اتفقت الاطراف المعنية بالانتخابات وهي اللجنة الاولمبية واتحاد الكرة على اجراء الانتخابات في بغداد حصرًا وبعد أن تسلمت الوزارة كتابًا يتضمن الاتفاق بين اللجنة والاتحاد موقعًا من نائب رئيس الاتحاد ناجح حمود، بإجراء الانتخابات في بغداد.

ومن جهتها، قررت الهيئة العامة للاتحاد العراقي لكرة القدم امس إجراء انتخابات اتحاد الكرة في بغداد بدلا من أربيل وذلك اثر مؤتمر تشاوري عقدته اللجنة الاولمبية العراقية والاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم ببغداد.

وصوت أعضاء الهيئة العامة لاتحاد الكرة العراقي بالإجماع على إقامة الانتخابات في بغداد الأمر الذي يضعها في مواجهة قرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم ووالذ يمكن أن يبادر إلى وقف جميع أنشطة الكرة العراقية ولاسيما أن المنتخبات العراقية تستعد حاليًا للمشاركة في الاستحقاقات الآسيوية والدولية.

واكد رئيس اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمودي ضرورة اختيار اتحاد جديد يقود الكرة العراقية وقال أن القرار هو بيد الهيئة العامة ويجب أن يكون دقيقا وفق مصالح تخدم الكرة العراقية مشيرًا الى ان الانتخابات يجب أن تكون في بغداد كونها العاصمة ومركز اتحاد كرة القدم العراقي .

وطالب الاتحاد العراقي لكرة القدم في رسالة بعثها الى الاتحاد الدولي لكرة القدم باقامة الانتخابات في بغداد وعدم نقلها الى اربيل. وجاء في الرسالة quot;نأسف لقيامكم بربط حضور ممثل عنكم باقامة الانتخابات في اربيل ونحب ان نوضح ان اتحادنا وهيئته العامة يسعدهم اقامة الانتخابات في اي مكان آخر في العراق لكننا نريد أن تقام الانتخابات في بغداد لأن الهيئة العامة سبق لها ان قررت وبالتصويت العلني في ثلاثة مؤتمرات، ان تجري الانتخابات في بغداد ويجب احترام قرار الهيئة العامة لأنها صاحبة الحق في ذلكquot;.

واكد الاتحاد في رسالته استعداد الحكومة العراقية لاعطاء تعهد بسلامة المندوبين والمراقبين والاعلاميين طيلة فترة بقائهم في العراق قبل واثناء وبعد الانتخابات، خصوصًا أن الحالة الامنية في بغداد أفضل بكثير من السابق اذ تقام في ملاعبها أكثر من عشر مباريات للدوري الممتاز يحضرها عشرات الالاف من المتفرجين دون أن يكون هنالك خرق امني واحد.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم بعث بكتاب الى الاتحاد العراقي لكرة القدم في الثلاثين من الشهر الماضي يعلمه برفضه اجراء الانتخابات في بغداد وبنقل مكان اجرائها الى اربيل على ان تتم في الرابع والعشرين من الشهر الحالي .