... وأخيراً استطاع ريال مدريد ومدربه البرتغالي جوزيه مورينيو من أن يحصلا على خدمات لاعب مميز، على رغم أن الكثير من المطلعين لم يتوقعوا أن يكون هذا اللاعب هو مهاجم مانشستر سيتي ايمانويل أديبايور.

ظهرت في الأسابيع الأخيرة أسماء كثيرة للاعبين مميزين لاحتمال احلال أحدهم محل مهاجم ريال مدريد غونزالو هيغوين الذي لم يشارك مع ناديه منذ مطلع كانون الأول الماضي بسبب إصابته في ظهره، ومن الممكن أن يتغيب عن الملاعب حتى نهاية هذا الموسم.

حتى أن مصادر داخل أروقة سانتياغو برنابيو قد اقترحت بشكل واضح بعضاً من هؤلاء أمثال الثنائي في بايرن ميونيخ ميروسلاف كلوزه وماريو غوميز أو ليساندرو لوبيز من ليون والمجري الدولي في ماينز الألماني آدم سزالي ولاعب اندرليخت روميلو لوكاكو.

وكانت عودة رود فان نيسلتروي إلى ريال مدريد فكرة جادة، حيث، على ما يبدو، تلذذ المهاجم الهولندي نفسه من هذه الفكرة عندما بدأ بإجراء مقابلات مكثفة مع وسائل الإعلام الاسبانية الأسبوع الماضي.

وأصبح هذا الاحتمال قوياً لأيام عدة، إلا أن ناديه هامبورغ رفض عرض ريال مدريد مليونا يورو وإقامة مباراة ودية بينهما واعتبره سخرياً.

ووصف اختيار مورينيو للمهاجم أديبايور على سبيل الإعارة، على الأقل حتى نهاية الموسم عندها سيقرر النادي ما إذا كان سيتعاقد معه بشكل دائم، على نطاق واسع في اسبانيا على أنه هدية من رئيس النادي فلورنتينيو بيريز إلى المدرب البرتغالي بمناسبة عيد ميلاده الـ48 الذي صادف يوم الأربعاء الماضي.

ويبدو أن بيريز كان قد خول المدير التنفيذي خوسيه انخيل سانشيز ndash; الشخص الذي كان مسؤولاً في المقام الأول على انتقال ديفيد بيكهام إلى ريال مدريد من مانشستر يونايتد ndash; لتأمين توقيع عقد إعارة أديبايور بعد اجتماع مجلس إدارة النادي العادي مطلع الأسبوع الحالي. على رغم من حقيقة أن النادي الملكي كان قد أبلغ مانشستر سيتي قبل أسابيع أن الأجر الأسبوعي لمهاجم توغو الدولي البالغ 165 ألف جنيه استرليني يقف حجر عثرة للتوصل على اتفاق انتقال المهاجم.

والسؤال المطروح الآن: هل سيحل أديبايور مشاكل ريال مدريد في خط الهجوم؟

قد يتساءل بعضهم quot;ما هي المشاكل؟quot;. لمحة في الترتيب الحالي لـquot;بيتيشيتيquot; (الجائزة السنوية التي تمنحها صحيفة ماركا الرياضية الاسبانية لهداف الدوري الاسباني)، تشير إلى أن كريستيانو رونالدو يتصدر قائمة الهدافين لحد الآن برصيد 22 هدفاً.

ومع ذلك، فقد أصبح واضح تماماً أنه لا يمكن للنجم البرتغالي أن يضمن الفوز للنادي وحده دائماً. فيما اتضح أيضاً أنه ليس لدى مورينيو ثقة كاملة بكريم بنزيمة الذي كلفت صفقة انتقاله إلى سانتياغو برنابيو 35 مليون يورو في تموز 2009. فقد تُرك المهاجم الفرنسي على مقاعد البدلاء حتى وقت متأخر من مباراة التعادل 1-1 مع مضيفه المهدد للهبوط الميريا في 16 كانون الثاني، إذ أراد مورينيو أن يجرب تشكيلة لا تتضمن هدافاً تقليدياً.

ويعني التعادل الباهت في الأندلس أن ريال مدريد تراجع بأربع نقاط خلف برشلونة المتصدر في المطاردة على لقب لا ليغا، ما دفع صحيفة ماركا إلى وضع عنواناً على صفحتها الأولى: quot;مع 4 وبدون الرقم الـ9، الصورة التي تجسد إحباط بنزيمةquot;.

وكان يمكن أن تنتهي مباراة ريال مدريد في الدور ربع النهائي لكأس ملك اسبانيا أمام غريمه التقليدي اتلتيكو مدريد التي اقيمت في الأسبوع الماضي بجملة من الأهداف لمصلحة الأول، ولكن تشكيلة مورينيو اقتنعت في نهاية المطاف بالفوز 1- صفر على رغم أن الفريق كان متقدماً 3-1 في المباراة الأولى.

ومع استمرار اظهار مورينيو عدم نيته بمشاركة بنزيمة، فقد كان من واجب رونالدو في فينستي كالديرون أن يلعب مباشرة أمام المرمى بدلاً من أن يُسمح له بالقيام بما يفعله أفضل، وهو الرقص في مركز الجناحين.

وعلى رغم تسجيله هدف المباراة الوحيد، إلا أنه وجد نفسه بعيداً عن مركزه في مناسبات عدة وأحياناً ظهر حائراً في دوره الجديد. وبعد بضعة أيام وفي ليلة الأحد الباردة جداً، كانت تتردد أصداء هتافات في زوايا سانتياغو برنابيو، لكن ليس لرونالدو بل لفان نيستلوي عندما فاز ريال مدريد بشق الأنفس ومن دون استحقاق 1- صفر على مايوركا.

على الجانب المشرق، استطاع بنزيمة أن يسجل هدفه الأول في الدوري منذ أيلول الماضي. ولكن من الناحية الأخرى بدا تألق ريال مدريد بالفوز 6-1 على ديبورتيفو كورونا وراسينغ سانتاندر كأنها ذكريات بعيدة جداً.

من الناحية النظرية، يمكن أن يكون أديبايور الترياق المثالي لجفاف أهداف النادي الملكي في الفترة الأخيرة. ومع ذلك، فمن الممكن أن يخلق وصوله إلى العاصمة الاسبانية المزيد من المشاكل بدلاً من الحلول.

أولاً، من الصعب رؤية كيف يمكن للاعب الذي له سمات أديبايور الحادة من أن يدخل مرتاحاً في غرفة تغيير الملابس في ريال مدريد، خصوصاً أن عباراته quot;أوتاد الساحةquot; وquot;الثقوب المستديرةquot; وquot;نيكولا انيلكاquot; ndash; وهي تعابير اصطلاحية التي تصف الفرد غير العادي والذي لا يتناسب مكانه في مجتمعه ndash; مازالت في أذهان معظم المراقبين.

ثانياً، قد يشكل أجر أديبايور مشكلة كبيرة، نظراً إلى أنه يبدو أن مانشستر سيتي أقنع النادي الاسباني بدفع القسط الأكبر منه. في حين انطلقت نكات حول الموضوع هذا الأسبوع، على الأقل من قبل مشجعي الأندية الاسبانية الاخرى، على أن قليلاً من العدالة الطبيعية تحققت بعدما كان النادي الملكي قد حصل على 42.5 مليون يورو (32.5 مليون استرليني) من مانشستر سيتي عندما ارسل روبينيو إلى ايستلاند في 1 أيلول 2008.

وأصبح أديبايور اللاعب الثالث الأكثر أجراً في سانتياغو برنابيو بعد رونالدو وكاكا. في حين جاء كسبه هذا في الوقت الذي يطالب فيه لاعبون آخرون في النادي بتغييرات ايجابية في عقودهم.

وهناك أيضاً مخاوف حول التزامات أفضل لاعب سابق في افريقيا، نظراً إلى أنه وصل إلى ريال مدريد على سبيل الإعارة حتى نهاية هذا الموسم، على رغم أنه يبدو أن النادي الملكي له الخيار الأول لتوقيع اللاعب بـ17 مليون يورو في الصيف المقبل، مع احتمال زيادة الصفقة إلى 21 مليوناً مستقبلاً.

ولدى عودته إلى مدريد الخميس الماضي، قال هيغوين إنه متفائل من عودته إلى الملاعب قبل نهاية الموسم، وربما في وقت مبكر، في منتصف نسيان المقبل. وإذا حدث ذلك، فهل ستكون نهاية أديبايور أن يلعب دوراً ثانوياً في أوركسترا مورينيو؟

ويمكن أن يكون منتصف نيسان بالتأكيد وقتاً حاسماً لريال مدريد، خصوصاً عندما يواجه برشلونة في كلاسيكو 16 نيسان، في حين أنهما قد يلتقيان مرة أخرى بعد ثلاثة أيام في نهائي كأس ملك اسبانيا، فضلاً عن مباريات الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا التي ستقام في 5/6 و12/13 الشهر ذاته.

أما بالنسبة إلى أديبايور، فإن توقيعه قد يكون من الأحداث الكبرى، لكنه هل سيتنافس للحصول على أعلى فواتير الإعلانات اللتلفزيونية التي ستنتجها اشبيلية قبيل مباراة نصف نهائي كوبا ديل ري أمام ريال مدريد؟