بات نشاط كرة القدم في نادي الشباب الاماراتي،معرضا للتوقف بسبب الازمة المالية الطاحنة التي يتعرض لها في الاونة الاخيرة،على الرغم من النتائج الايجابية التي حققها على الصعيدين المحليين والخليجي.

ولم يشفع فوز الفريق الاماراتي مؤخرا،ببطولة مجلس التعاون الخليجي على حساب جاره الاهلي،بعدما تغلب عليه بهدفين دون رد في المباراة الختامية للمسابقة لانهاء أزمة معاناته المادية والتي استمرت لما يزيد عن أكثر من 10 أشهر، وتسببت في رحيل عدد من أعضاء مجلس ادارته احتجاجا على عدم تدخل المسؤولين عن الرياضة في امارة دبي لحل هذه المشكلة.

وكان يفترض وفقا للوائح مجلس دبي الرياضي أن يحصل الفريق على منحة مالية تقدر ب5 ملايين درهم بعد فوزه ببطولة مجلس التعاون الخليجي، الا أن المسؤولين مازالوا يتجاهلون صرف هذا المبلغ، ما دفع باللاعبين لاعلان الاحتجاج على ادارة النادي لعدم حصولهم على مكافاتهم ورواتبهم المتأخرة منذ فترة.

ويشهد نادي الشباب أزمة مالية منذ فترة ليست بالقصيرة اذ ورث المجلس الحالي الذي يتولي رئاسته سامي القمزي، تركه مثقلة بالديون من المجلس السابق الذي تعاقد مع لاعبين أجانب من دون المستوي، كلفوا خزينة النادي مبالغ طائلة وكادت ان تتسبب في هبوط النادي لدوري الهواة، بعدما حصل هؤلاء اللاعبين على أحكام من الفيفا، باحقيتهم في الحصول على المبالغ المبرمه في عقودهم بعدما تم فسخ التعاقد من طرف النادي.

وكان نادي الشباب مكلفا في شهر يونيو الماضي بدفع ما يقرب من 7 ملايين درهما، للاعبيه الاجانب الذين رحلوا على النادي في عهد المجلس السابق، وتم حل المشكلة قبل وقت قصير من انتهاء المهلة المحددة من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعدما نجح مسؤولو النادي في الحصول على قرض حسن، لدفع الغرامة المقررة عليه قبل أن يصدر قرارا من الفيفا، بهبوط النادي لدوري الهواة.

ومع بداية الموسم الحالي القت الازمة المالية بظلالها على النادي، وتحديدا على الفريق الاول اذ قررت ادارة النادي الغاء المعسكر الخارجي لعدم وجود موارد مالية تغطي نفقات المعسكر ، كما فشل النادي في التعاقد مع لاعبين جدد بسبب نقص الاموال ، ما جعل مجلس الادارة يتقدم باستقالته لمجلس دبي الرياضي لهذا السبب، ما دفع بسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي ليوجه بتشكيل لجنة لحل مشاكل نادي الشباب المالية، وتم حصر المديونات وقام مجلس دبي بسدادها على أن تخصم تلك المبالغ من المستحقات المالية المقررة للنادي هذا العام.

وعلى الرغم من حل الازمة بشكل مؤقت الا أن الازمة عادة لتطل برأسها من جديد على النادي منذ شهر سبتمبر أكتوبر الماضي في ظل المصروفات العالية لفريق الكرة، وعدم وجود عوائد للدخل، اذ يفتقد نادي الشباب لوجود رعاة على مستوي عال اسوة بباق أندية دبي وتحديدا الاهلي والوصل والنصر والذين نجحوا في ايجاد رعاة دعموا فرق الكرة بشكل جيد، فضلا عن ان الدعم الحكومي الذي يحصل عليه النادي لا يكفي لسداد حكم المصروفات المرتبط بها بشكل شهري.

واشتكي العاملون بالنادي وبكافة الانشطة الرياضية من عدم حصولهم على رواتبهم الشهرية منذ ما يقرب من ثلاثة اشهر وهو الامر الذي شكل ضغطا كبيرا على مجلس الادارة، وتم عرض المشكلة على مجلس دبي الرياضي الا أن أحدا لم يتحرك في هذا الجانب وظلت الازمة حتي هذا التوقيت معلقة دون حلول ما أثار غضب وحفيظة العاملين في النادي.

ولا تعد الرواتب المتأخرة للعاملين في النادي هي الازمة الوحيدة التي تطل برأسها على النادي، ولكن باتت الكهرباء مهددة بالانقطاع عن النادي بسبب تاخر النادي في سداد الفواتير المستحقة عليه منذ ما يزيد عن 6 أشهر.

وكان قائد فريق الشباب عادل عبد الله، قد طلب الاجتماع مع ادارة النادي بسبب حالة الضيق التي يمر بها اللاعبين في هذا التوقيت بسبب تأخر صرف المستحقات المالية والتي تكاد ان تهدد حياتهم الشخصية وتدفع البعض منهم للتعرض لمشاكل لوجود مستحقات مالية عليهم لدي البنوك ولبعض الجهات الاخرى.

وقال لاعبون في الشباب طلبوا عدم ذكر أسماءهم انهم في كل مرة يصبرون على النادي ويقدرون الازمة المالية التي يعاني منها ولكن الازمة في هذه المرة قد زادت عن الحد وسببت لهم مشاكل في حياتهم الخاصة على حد تأكيداتهم.

وأجمع اللاعبون على ان استمرار الوضع المالي على ما هو عليه قد يدفعهم للتفكير في فسخ تعاقداتهم، والبحث عن أندية أخرى تؤمن لهم مستقبلهم المادي في ظل الاحتراف الذي لم يعد يعترف بالولاء أو العواطف.