أسدل الستار علىمسلسل المفاوضات، التي دارت خلال الأيام الماضية بين المسؤولين في نادي الهلال السعودي ونجم النصر ومهاجم الفريق سعد الحارثي ( 28 عاماً) وذلك بعدما تم الإعلان رسمياً عن توقيع اللاعب سعد الحارثي لصفوف الهلال لمدة سنتين ونصف سنة، بقيمة وصلت إلى 4 ملايين و600 ألف ريال سعودي.


الرياض: أعلن نادي الهلال توقيعه رسمياً مع نجم هجوم النصر سعد الحارثي، بعد مفاوضات دارت لمدة أسبوعين تقريباً انتهت بتوقيع اللاعب للهلال، حيث تمت مراسم التوقيع في قصر نائب رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد،ووسط وجود المشرف العام على كرة القدم الهلالية سامي الجابر، إضافة إلى اللاعب سعد الحارثي ووكيل أعماله ذيب الدحيمفي ظلتكتم شديد، حيث تم تظليل وسائل الإعلام بالقول إن مراسم التوقيع مع اللاعب ستكون في مقر النادي، فيما تم حصر تصوير مراسم التوقيع على المركز الإعلامي في نادي الهلال والقناة الرياضية السعودية فقط.

إشتمل التوقيع بين الطرفين، والمقرر لعقد يمتد لسنتين ونصفسنة،علاوة على بند يوضح أنه في حال انقضاء ستة أشهر من بداية العقد ولم يقدم اللاعب المستوى المطلوب منه حسب التقارير الفنية والإدارية في نادي الهلال فإنه يحق لنادي الهلال فسخ العقد، وسيكون هذا التقويم شاملاً تقارير فنية وإدارية من حيث انضباطية اللاعب وأدائه في التمارين، وكذلك مستواه الفني والتزامه بما يطلب منه، حيث إنه في حال اقتناع الجهازين الفني والإداري بما قدمه اللاعب بعد ستة أشهر، فسيصبح العقد ساريًا مباشرة.

الحارثي أصبح أول نصراوي ينتقل للهلال-حصرياً لإيلاف

وشهدت المفاوضات شدًا وجذبًا بين اللاعب وإدارة ناديه النصر، حيث كان اللاعب قد دخل في الفترة التي تخوّله الانتقال إلى أي ناد مندون الرجوع إلى ناديه منذ ستة أشهر، إلا أن اللاعب أعطى الأفضلية لناديه للتجديد معه طوال الفترة الماضية، شريطة الإيفاء بحقوقه المالية المتأخرة، إلا أن إدارة النصر رفضت هذا الشرط، وطالبت اللاعب بالتنازل عن حقوقه المادية، الأمر الذي ساهم في إيقاد الشرارة بين الطرفين، رغم أنهما اتفقا مبدئيًا مع وكيل أعمال اللاعب ذيب الدحيم على التوقيع لمدة 3 سنوات براتب شهري 100 ألف ريال.

وكان سعد الحارثي قد أشار بيديه بالوداع، وذلك إلى جماهير ناديه الحاضرة في إستاد مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القصيم إبان خوض الفريق النصراوي لقاء الدوري أمام فريق التعاون ضمن الجولة الحادية عشرة من دوري زين السعودي، وذلك بعدما تواجد على دكة الاحتياط طوال دقائق المباراة.

وقاد المفاوضات الهلالية عضو مجلس الإدارة والمشرف العام في كرة القدم سامي الجابر،ووسط تأييد من نائب الرئيس الهلالي الأمير نواف بن سعد، وكانت الاتصالات مباشرة مع اللاعب، حيث تم تقديم العرض الهلالي، وجرت الموافقة عليه من قبل اللاعب، وتم تحديد اليوم الاثنين موعداً لتوقيع العقد لانتهاء ارتباط عقد اللاعب رسمياً مع ناديه النصر في اليوم الذي يسبق التوقيع (الأحد) مما لا يترتب معه دفع الهلالإلى أيمستحقات مالية لنادية النصر.

وكان اللاعب قد أغلق جوّاله، وكل السبل أمام إدارة ناديه وأعضاء شرفه، في تصرف يوضح عدم رغبة اللاعب في العودة إلى ناديه السابق النصر، بعدما كان اللاعب غاضباً من طريقة تعامل الإدارة النصراوية معه، وعدم الإيفاء بحقوقه المالية المتأخرة لسنوات، فيما كان وكيل أعماله يتلقى الاتصالات والمطالبات النصراوية بالعودة مجددًا إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حل يرضي الطرفين، إلا أن هذه المحاولات باءت كلها بالفشل، لتتجه بوصلة الانتقال نحو الغريم التقليدي للنصر، وهو الهلال، في صفقة هي الأولى لانتقال لاعب نصراوي إلى المنافس الهلال.

وتباينت آراء الجماهير الهلالية حول الصفقة الأبرز من خلال منتدياتها الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

حيث انقسمت الجماهير الهلالية ما بين مؤيد للصفقة، وآخر رافض لها، حيث رأت بعض الجماهير الزرقاء أن اللاعب قد خفت نجمه، وليس لديه ما يقدمه إلى الفريق عطفًا على مستواه مع الفريق الأصفر، فضلاً عن ابتعاده عن أجواء المباريات التنافسية، فيما عبّر القسم الآخر عن أن اللاعب سيكون لديه دافع قوي لإثبات نفسه أمام الجميع، وأن لديه ما يقدمه إلى الرياضة السعودية، مؤكدين في السياق عينه أن الفريق الهلالي لن يخسر شيئًا بالتعاقد مع اللاعب، لكون الإدارة الهلالية لن تدفع للاعب سوى رواتبه الشهرية فقط لمدة ستة أشهر، وسيتم اختبار مستوى اللاعب وأدائه طوال تلك الفترة.


مراسم التوقيع تمت بعيداً عن وسائل الإعلام-حصرياً لإيلاف

على الجانب الآخر، عبّرت غالبية الجماهير النصراوية رفضها لهذا الانتقال، وعدم موافقتها على هذا الانتقال عبر منتدياته الإلكترونيّة،لأن اللاعب يعتبر آخر رموز النادي وأحد أبنائه، الذين يجب المحافظة عليهم، وعدم التفريط بهم، خاصة وأن التفريط سيكون للغريم التقليدي للنصر، وهو نادي الهلال.

جاء هذا الرفض متزامنا مع الثورة النصراوية ضد إدارة ناديها وما تتخذه من قرارت داخل البيت النصراوي، كان آخرها التفريط بنجم الفريق سعد الحارثي كأحد نجوم الفريق.

يذكر أن سعد الحارثي لعب للنصر موسم 1418 هـ، حيث توقيع له الكثيرون البروز لما يملكه من مهارات فردية كبيرة، إضافة إلى القدرة على التسجيل بالقدم والرأس، قبل أن يمثل منتخب السعودية في كأس الخليج السابعة عشرة، حيث أفل نجمه، وأصبح أحد المهاجمين، الذين يعوّل عليهم المنتخب السعودي فيقيادة هجومه مع لاعب الهلال المعار ياسر القحطاني، وقد لقب الحارثي بالعديد من الألقاب،كان أبرزها (الذابح - راؤول العرب).

تجدر الإشارة أيضاً إلى أن سعد الحارثي يعتبر أول نجم نصراوي ينتقل إلى الغريم التقليدي الهلال، وذلك بعدما خطف النصر نجم الهلال سابقًا فهد الغشيان، وضمّه إلى صفوفه قبل 13 سنة.