فرض المدرب الوطني نفسه بقوة على الخريطة التقنية لنهائيات بطولة أمم إفريقيا الخاصة باللاعبين المحليين في دورتها الثانية الجاري حاليا بالسودان.

فمن أصل 16 منتخبا تشارك في البطولة نجد 14 منهاوضعت ثقتها في مدربين وطنيين و يمكن إضافة المنتخب الرواندي الذي يشرف على تدريبه الغاني سيلاس تيتيي في حين فضل منتخب أوغندا الخيار الأجنبي ممثلا في الاسكتلندي وليامسونوذلك على عكس كأس أمم إفريقيا التقليدية التي يسيطر عليها السحرة البيض القادمون من مختلف المدارس الأوروبية و الأمريكية الجنوبيةفي وقت يشح فيه تواجد الإطار الوطني و مما زاد من قيمة المدرب الوطني في الشان الثانية هو نجاحهم في قيادة منتخباتهم إلى تقديم نتائج أفضل بدليل ان المنتخبات الثمانية التي تأهلت للدور الثاني كلها كانت تحت إشراف محلي و إذا كانت بعض المنتخبات على شاكلة السودان مع عبد الله مازدا أو الجزائر مع عبد الحق بن شيخة و سلفه رابح سعدان قد دأبت في الأعوام الأخيرة على تفضيل المدرب الوطني على نظيره الأجنبي لأسباب عديدة في مقدمتها فشل تجاربها مع الأجانب فان منتخبات أخرى كما حال تونس و ساحل العاج و غانا و غيرها تراهن دوما على الأجنبي و تعتبره الأجدر لقيادة المنتخب للتألق في الاستحقاقات القارية و الدولية الهامة و ثقتها في الأطر المحلية تقل من بطولة لأخرى حتى و أن كان الكثير منهم قد حقق نتائج جيدة.

و إذا كان البعض يرى بان التواجد المكثف للمدربين الأفارقة في هذه البطولة مؤشر ايجابي سيساهم في إعادة الثقة لأبناء الوطن و يقلل من الاعتماد على المدربين الأوروبيين الذين لم يحققوا كلهم النتائج المنشودة خاصة بعدما تمكنرابح سعدان من قيادة الجزائر إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 و فوز حسن شحاتة مع منتخب مصربثلاث بطولات افريقية متتالية في وقت عجز فيه البرتغالي امبيرتو كويلهو عن تأهيل تونس إلى المونديال و قاد الفرنسي روجي لومير منتخب المغرب إلى الهاوية و فشل البرازيليكارلوس ألبرتو باريرامع منتخب جنوب إفريقيا في المونديال رغم أنه لعبعلى أرضه و أمام جماهيره غير أن البعض الآخر له رأيمخالف و يعتبر إشراف المدربين الوطنيين علىمنتخبات بلدانهمفي الشان ليس معيارا حقيقيا للحكم على مستواهم أو للمقارنة بينهم و بين نظرائهم الأجانب لدواعي مختلفة منها أن البطولةلا يزال عودها طريا ولا تحظى بنفس الاهتمام و المتابعةكما هو الحال مع الكانبل أن المدرب الأجنبي نفسه يحجم عن المشاركة في مثل هذه البطولاتالتي تفتقر للمتابعة الإعلامية كما أن الاتحادات الإفريقيةنفسها لا تتعامل بنفس الجدية مع هذه البطولة وتركز أكثر علىبطولة الكان و تفضل المنتخب الأول على حسابالمنتخب الرديف و المنتخبات السنية الأخرى و بالتالي فهي و في إطار تظاهرها بعدم التمييز بين الوطني و الأجنبي فإنها تلجا إلىتعيين مدرب ابن بلد يشرف على الرديف لكنها لن تدعه يتقرب من المنتخب الأول الذي يضم في صفوفه نجوم تنشط في أوروبا و هي بحاجة إلى اسم لامع قادر على ترويضه و أكثر من ذلك و باستثناء منتخبات الجزائر و السودان و تونس و الكونغو الديمقراطية التي اشتركت بمنتخبات تمثل زبدة اللاعبين المحليين فان اغلب المنتخبات الأخرى يمكن القول أنها شاركت بالمنتخب الثالث أو منتخب يتم تشكيله آخر لحظة و بالتالي فان الأولوية دائما هي للأجانب أمام الوطنيين فسيبقون مجرد رجال مطافئ يلجا إليهم عند الضرورة.

وعلى صعيد متصل، تعاطفت الصحافة الجزائرية معالمنتخب الجزائري اثر إقصائه أمام نظيره و شقيقه التونسي في نصف نهائي بطولة أمم إفريقيا الخاصة باللاعبين المحليين المقامة بالسودان بركلات الترجيح و أجمعت مختلف العناوين الصادرةالأربعاءعلى أن الخضر قدموا ما عليهم و برهنوا على إمكانيات فنية و بدنية كبيرة يتمتع بها اللاعب المحلي و أنالإقصاء كان بضربة حظ ليس إلا و لم يكن ممكناً أفضل مما كان لان المنافسلم يكن سهلا و يسحتق التأهل و التتويج بالبطولة .

و أجمعتعلى أن الجزائر كسبت منتخبا محترما يعيد للذاكرة منتخب نهاية السبعينات الذي كان نواة الجيل الذهبي في عشرية الثمانينات من القرن الماضي و لم توجه الصحافة الجزائرية أي نقذ للمدرب عبد الحق بن شيخة معترفة بمؤهلاته و بقدرته على توظيف التعداد البشري الذي يتوفر عليه على أفضل وجه و ناشدت المسئولين على الكرة الجزائرية عدم التفريط في هذا المنتخب الذي يعد بمستقبل زاهر خاصة بعد التجربة التي أصبح يتمتع بها زملاء خالد لموشية.