تتواصل حركات المد والجزر بين الاتحاد التونسي لكرة القدم والتلفزة الوطنية التونسية بسبب عائدات حقوق البث التلفزي المقدرة بأربعة مليون دينار تونسي والتي لم تصرف إلى حد الآن مما جعل الاتحاد التونسي يهدد بفك ارتباطه مع التلفزة في ظل الضغوطات الكبيرة التي تمارسها الأندية التونسية ودخول أكثر من طرف خارجي على الخط على غرار قناة الجزيرة الرياضية التي تبحث منذ مدة طريق الفوز بحقوق بث مبارايات الدوري التونسي.

لجنة الطوارئ التابعة للاتحاد اجتمعت وسط الاسبوع بعد ظهر للنظر في ملف البث التلفزي واتخاذ ما يمكن اتخاذه في هذا الصدد سيما وأن المؤسسة أصبحت مدينة بمبلغ قدره 4666 مليون دينار تونسي بعنوان القسط الأول الذي حل أجله في شهر ديسمبر الماضي وقدره 2366 مليون دينار والقسط الثاني 2300 مليون دينار تونسي والذي يحل أجله مطلع الشهر الجاري في حين تبلغ القيمة الجملية للصفة قرابة 7 مليون دينار تونسي، وسعت اللجنة إلى إيجاد صيغة صلحية عبر مكاتبة المؤسسة ومنحها مهلة بأربعة أو خمسة أيام قبل الاضطرار إلى إرسال أواسط الأسبوع المقبل عدل تنفيذ يتولى التنبيه على الطرف المقابل قبل اللجوء إلى فسخ العقد الذي ينتهي في جوان 2013.

الهادي لحوار الملكف بحقوق البث التلفزيوني في الاتحاد التونسي للكرة أكد في تصريح خص به إيلاف ان الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها النوادي التونسية حتمت على الاتحاد الضغط على التلفزة التونسيةللتسريع بسداد المعاليم المتخلدة لديها مضيفا أن إمكانية فك الارتباط مع التلفزة التونسية وفتح الباب أمام القنوات الأخرى المحلية والأجنبية يبقى واردا جدا خاصة وان التلفزة تبدو عاجزة عن مجابهة هذا الكم الهائل من المصاريف.الهادي الحوار أكد ان المقترح الذي تقدمت به التلفزة التونسية والقاضي بتخفيض سقف التعاقدات مع الاتحاد مقابل تسويق شق آخر من مباريات الدوري إلى قنوات أخرى غير مقبول وإذا ما جبر المكتب الجامعي على المضي قدما في تتبع التلفزة فان الحل قد يكون في إنهاء التعاقد بصفة نهائية وتقديم طلب عروض جديد سيكون مفتوحا أمام العموم.

توفيق العبيدي رئيس مصلحة الرياضة بالتلفزة التونسية أكد أن التلفزة تحترم كل تعاقداتها السابقة غير أن الظروف الأخيرة التي مرت بها البلاد ساهمت في تردي الوضعية الاقتصادية للمؤسسة مضيفا أن التلفزة التونسية تسعى للإيفاء بالتزاماتها لذلك اقترحت مبدأ التفويت في بعض المباريات إلى قنوات أخرى مقابل التخفيض في الدين المتخلد بذمتها وذلك إلى حين تخف حدة الأزمة وتعود الأمور إلى طبيعتها.

يذكر أن التلفزة التونسية اقترحت تخفيض قيمة عائدات البث التلفزي مقابل التنازل عن حقوق بث بقية مباريات الدوري التونسي الأول والثاني مع تمتعها بحق البث الحصري لمباريات القمة وهو الأمر الذي لم يعجب الاتحاد والأندية على حد السواء.

الهادي البنزرتي رئيس ودادية رؤساء الأندية التونسة أكد ان النوادي في حاجة ملحة إلى سيولة مادية لتغطية مصاريفها خاصة وان الدوري التونسي متوقف منذ مدة مضيفا ان الأندية التونسية أعلمت الاتحاد بضرورة صرف مستحقاتها من عائدات البث التلفزي والى التسريع بفك الارتباط مع التلفزة التونسية وفسح المجال أمام كل الراغبين في الحصول على حقوق البث التلفزي لمباريات الدوري خاصة وان هناك بعض القنوات الأخرى وخاصة قناة الجزيرة الرياضية مستعدة للدخول في مفاوضات قصد الفوز بحقوق البث.

للإشارة رفضت الأندية التونسية مقترح التلفزة الوطنية بالتنازل عن بعض مباريات الدوري مقابل الاحتفاظ بلقاءات القمة وهو ما سيقلل من حماسة القنوات الأجنبية التي تبحث هي الأخرى عن حق السبق مما قد يقلل من قيمة الصفقة والأكيد ان الأيام القليلة القادمة ستكون مؤثرة بشكل كبير في حسم هذا الملف خصوصا وان الاتحاد أٍرسل تنبيها أخيرا إلى التلفزة التونسية وقد تتضح الرؤية بصفة نهائية خلال اجتماع لجنة الطوارئ التابعة للاتحاد خلال الأسبوع القادم.