اصبح النجم الارجنتيني ليونيل ميسي على بعد هدف من معادلة انجاز الاسطورة المجري فيرينيك بوشكاش عدما قاد فريقه برشلونة الاسباني للفوز على مضيفه شاختار دانييتسك الاوكراني 1-صفر في اياب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم .


وسجل ميسي هدف المباراة الوحيد، رافعا رصيده الى تسعة اهداف في المسابقة هذا الموسم والى 48 هدفا في 46 مباراة خاضها هذا الموسم في جميع المسابقات (29 في الدوري و7 في الكأس المحلية و3 في كأس السوبر)، ليتفوق بالتالي على انجاز الموسم الماضي (47 هدفا في 53 مباراة) ويصبح على بعد هدف من انجاز بوشكاش الذي يحمل الرقم القياسي الاسباني من حيث عدد الاهداف المسجلة خلال موسم واحد والذي حققه مع ريال مدريد خلال موسم 1959-1960 عندما سجل حينها 49 هدفا.

وكان النجم الارجنتيني يتشارك المركز الثاني مع البرازيلي رونالدو الذي سجل 47 هدفا مع برشلونة ايضا خلال موسم 1996-1997 (34 في الدوري و8 في الكأس و5 على الصعيد الاوروبي).

وسيتمكن ميسي بشكل مؤكد من معادلة انجاز بوشكاش الذي توج مع ريال بلقب الدوري الاسباني 5 مرات وكأس الاندية الاوروبية البطلة ثلاث مرات والكأس القارية مرة واحدة والكأس الاسبانية مرة واحدة ايضا، اذ يبقى هناك سبع مراحل على انتهاء الدوري المحلي الذي يتصدره برشلونة بفارق 8 نقاط عن ريال مدريد الذي سيكون خصم النادي الكاتالوني في نهائي مسابقة الكأس الاربعاء المقبل، كما هناك احتمال كبير ان يتواجه الغريمان في نصف نهائي دوري ابطال اوروبا في حال حافظ النادي الملكي على افضلية الاهداف الاربعة النظيفة التي سجلها ذهابا في مرمى توتنهام الانكليزي.

quot;في يوم من الايام عندما تقررون مراجعة افضل الاهداف التي سجلها ميسي، فسترون انه لا يوجد هناك متسع من الوقت لفعل ذلك: انه يسجلها (الاهداف المميزة) بصورة متواصلة لدرجة ان الامر اصبح اعتيادياquot;، هذا ما يقوله مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا عن ظاهرته الارجنتينية الذي اصبح الموسم الماضي امام ارسنال الانكليزي اول لاعب يسجل رباعية في مباراة اقصائية منذ حلول مسابقة دوري ابطال اوروبا بدلا من كأس الاندية الاوروبية البطلة عام 1992، علما بان هناك خمسة لاعبين سجلوا رباعية لكن ليس في الادوار الاقصائية وهم الهولندي ماركو فان باستن (1992) والايطالي سيموني اينزاغي (2000) والكرواتي دادو برشو (2003) والهولندي الاخر رود فان نيستلروي (2004) والاوكراني اندري شفتشنكو (2005).

ومن المؤكد ان احصائيات ميسي ترعب اي فريق مهما كان حجمه او عراقته، اذ نجح رقم 10 في النادي الكاتالوني في تسجيل 133 هدفا خلال 150 مباراة خاضها في جميع المسابقات في المواسم الثلاثة الاخيرة (175 هدفا في 260 مباراة منذ انضماه الى برشلونة عام 2004)، واذا واصل معشوق جماهير quot;كامب نوquot; مشواره على هذا المنوال، فسيتمكن دون ادنى شك من تحطيم الرقمين القياسيين المسجلين باسم الاسباني-الفليبيني باولينو الكانترا (357 هدفا مع النادي الكاتالوني في جميع المسابقات بين 1912 و1927) وسيزار رودريغيز (195 هدفا في الدوري الاسباني بين 1942 و1955، مقابل 117 لميسي حتى الان).

يذكر انه لم ينجح سوى اربعة لاعبين من برشلونة في تجاوز حاجز المئة هدف في الدوري وهم سيزار رودريغيز (195) والسلوفاكي لازلو كوبالا (131 هدفا بين 1951 و1961) والكاميروني صامويل ايتو (108 اهداف بين 2004 و2009)، اضافة الى ميسي.

لكن ميسي البالغ من العمر 23 عاما والمتوج بجائزة افضل لاعب في العالم للعام الثاني على التوالي، لا يكتفي فقط بتسجيل الاهداف اذ تطور مع الوقت ليصبح من افضل quot;صانعي الالعابquot; في العالم ايضا، واحصائياته تتحدث عن نفسها اذ مرر 17 كرة حاسمة في الدوري هذا الموسم و23 في جميع المسابقات.

من المؤكد ان هناك الكثيرين من رشحوا لخلافة الاسطورة دييغو مارادونا على عرش كرة القدم الارجنتينية، لكن ايا منهم لم ينل ما ناله ميسي من هذا الارث العظيم وان كان لم يتكلل بعد بالنجاح على الصعيد الدولي.

انه هذا القصير المكير الاعسر، صاحب الرؤية الثاقبة على ارض الملعب والمهارات الفنية الفائقة، الذي يزعج المنافسين دائما ويبث القلق والاضطراب في دفاعاتهم والذي يصول ويجول في وسط الملعب ومنطقة الجزاء ويعثر بكل سهولة على الثغرات التي لا يراها احد.

انه يشكل تهديدا دائما لدفاعات الخصوم بقدرته الاستثنائية على تغيير ايقاع اللعب وانطلاقاته العاصفة وحسه التهديفي القاتل، ما دفع غوارديولا للقول بان الارجنتيني quot;قادم من كوكب اخرquot;.