الدوري الممتاز الانكليزي quot;هدف واحد الآن يمكن أن يغير كل شيء. إنه لموسم مجنون وانه مثير... إنه الدوري الممتاز وليس هناك أي شيء مثيلاً له تماماًquot;.

كان هذا رأي جوناثان بيرس، معلق مباريات كرة القدم لهيئة الإذاعة البريطانية خلال المباراة التي خسرها وولفرهامتون 2-3 أمام بلاكبيرن في الجولة الأخيرة عندما سجل ستيفن هانت هدف وولفز الثاني في وقت متأخر جداً من آخر مباراة لهذا الموسم، لينجو الفريقان من الهبوط إلى دوري الأبطال وبذلك سيتمتعان بجنون الدوري الممتاز مرة أخرى في الموسم المقبل.

ويمكن لهذا الرأي أن ينطبق بسهولة تامة أيضاً للحكم على الموسم بأكمله، حيث ظهرت أسماء جديدة وفرق جديدة وتقارب الأندية في مجموع النقاط بصورة عامة ما جعل عدم توقع بنتائج مباريات دوري هذا الموسم كما كان يحصل في أي وقت مضى، والذي اسدل الستار عليه.

أما مدافع ليفربول السابق والناقد الحالي آلن هانسن فقال: quot;كان موسماً رائعاً للغاية وواحداً من أفضل المواسم. اعتقد بأن خسارة الأندية الكبرى بانتظام أمام فرق ضعيفة نوعاً ما قد أكمل الإثارة في هذا الموسمquot;.

وربما يرغب خبراء اللعب الدفاعي عدم النظر إلى نتائج هذا الموسم الذي كان أكثر تسلية لحد الآن. فقد كان معدل تسجيل الأهداف 2.8 في المباراة الواحدة، وأكثر تسجيلاً لهاتريك كان 17 مرة لـ20 نادياً مشاركاً في الدوري، واحتفظت الأندية بشباكها نظيفة في 191 مرة من أصل 760 ممكنة.

ولكن بالنسبة إلى أولئك الذين يعتبرون ذلك دليلاً آخر على أن وسائل الترفيه كانت مرتفعة هذا الموسم وأن الجودة الفنية قد انخفضت، فهناك أدلة أيضاً تشير إلى خلاف ذلك. ففي حين كان هناك أكثر تسجيلاً للأهداف من ضربات رأسية في هذا الموسم في مقابل الموسمين الماضيين، رافقها أهدافاً أكثر من اللعب المفتوح.

واستناداً إلى الأرقام خلال المواسم الثلاث الماضية، ازداد عدد التمريرات بصورة شاملة فضلاً عن دقتها، وارتفع أيضاً عدد محاولات دحرجة الكرة، بينما انخفضت نسبة التمريرات الطويلة من 35 ياردة أو أكثر إلى مستوى أقل من الموسميين الماضيين.

وأدى ذلك إلى عدد أكثر من التعادلات وأقل فوزاً للأندية خارج أرضها. وهو الأمر الذي يمكن أن يشهد على ذلك مانشستر يونايتد، حامل لقب هذا الموسم. ففريق السير اليكس فيرغسون استطاع أن يسجل 5 انتصارات فقط طوال الموسم، وهو الرقم الذي يشترك فيه مع بلاكبول الذي هبط إلى دوري الأبطال والذي أضاء الدوري الممتاز بنهجه الهجومي الذي نادراً ما يشاهد من فريق صاعد حديثاً إليه.

وأظهر كابتن بلاكبول تشارلي آدم قدرته على اللعب في أعلى المستويات ولكن زملائه في خط الدفاع عانوا كثيراً، حيث دخل مرمى النادي 78 هدفاً هذا الموسم وهو أكثر بسبع أهداف عن ويست بروميتش البيون وثمانية عن ويستهام.

وكادت الأهداف الـ55 التي سجلها بلاكبول من انقاذه وابقاءه في الدوري الممتاز مثلما فعلت أهداف ويست بروميتش الـ56، فيما أسقطت شحة التهديف لبيرمنغهام الذي سجل في المتوسط أقل من هدف واحد في كل مباراة، علماً أن الأهداف الـ37 التي سجلها كانت أقل مجموع الأهداف في الدوري، وفقط استطاع مهاجمه كريغ غاردنر من تسجيل عشرة أهداف في جميع المسابقات لهذا الموسم.

أما الشيء المحبط لجماهير ويستهام هو حقيقة حصوله على نقاط متباينة خلال هذا الموسم الذي بدا قادراً على الفوز في مبارياته أكثر من السبعة التي فاز بها، إذ أنه كان ينهار في بعضها بعد مرور ساعة على رغم تقدمه فيها، حيث أنه لو كانت مدة المباريات 60 دقيقة لكان ويستهام قد حصل على 16 نقطة، أي أكثر من أي نادٍ آخر.

وهذا قد يشير إلى مشكلة نفسية أو ربما قضايا اللياقة البدنية، بالإضافة إلى أنه كان يعاني من عدم وجود هداف منتظم، حيث أن أعلى رصيد من الأهداف سجله ديمبا با الذي وصل إلى 7 أهداف على رغم انضمامه إليه في كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأثبت بيتر ادموينجي، مهاجم ويست بروميتش، قيمته بعدما سجل 15 هدفاً لناديه هذا الموسم، بعد قدومه من لوكوموتيف موسكو في آب/اغسطس الماضي. وينبغي الإشادة بمدربه روي هودجسون الذي أنقذ فريقه من الهبوط وقاده من الجزء السفلي في ترتيب جدول الدوري إلى احتلال المركز الـ11.

ومع ذلك، فقد تعامل العديد من أندية منتصف الجدول مع الهبوط في مرحلة معينة من هذا الموسم. وفي المحصلة النهائية عشر نقاط فقط كانت تفصل بين فولهام الذي احتل المركز الثامن والفريقان الهابطان بيرمنغهام وبلاكبول. أما أندية مثل استون فيلا وسندرلاند فقد نجا من الهبوط بصورة واضحة في المراحل الأخيرة من الموسم.

ونجح نيوكاسل وبولتون من الابتعاد عن شبح الهبوط، وكان موسمهما ناجحاً نسبياً، خصوصاً بولتون حتى خسارته أمام ستوك سيتي في الدور قبل النهائي لكأس الاتحاد الانكليزي. وفي الوقت نفسه يمكن أن ينظر ستوك سيتي إلى الوراء ويتشجع كثيراً بعد وصوله إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد وتأهله لدوري أوروبا للموسم المقبل.

أما فولهام وايفرتون وليفربول فقد استفادوا من النصف الثاني للموسم، خصوصاً quot;الريدزquot; بفضل عودة كيني دالغليش إلى المقعد الساخن في أنفيلد وانضمام المهاجم لويس سواريز إليه.

ومنذ عودة دالغليش في 8 كانون الثاني/ يناير استطاع مانشستر يونايتد وتشلسي فقط أن يحصلا على أكثر من الـ33 نقطة التي حصل عليها ليفربول. أما جاره ايفرتون فقد كان معاقاً بسبب إصابات لحقت بعدد من لاعبيه مرة أخرى، ولكنه تمكن من استخدام أقل عدد من اللاعبين في الدوري ودخلت مرماه أقل أهدافاً من كرات ثابتة.

وعلى رغم خسارة ليفربول مرتين منذ أن أصبحت وظيفة دالغليش دائمية، إلا أن الاسكتلندي يريد الوصول إلى المراكز الأربع الأولى، لذا يبدو أنه ستكون هناك منافسة سداسية شديدة في قمة ترتيب الموسم المقبل.

وفيما خذل توتنهام من نتائجه في وايت هارت لين، إذ تعادل على أرضه في 9 مباريات التي كانت أكثر من أي فريق آخر، فإن ارسنال سيحتاج إلى المزيد من تعزيز خط دفاعه الذي دخلت مرماه نسبة عالية من الأهداف من الركلات الحرة، فيما استسلم خط دفاع مانشستر سيتي مرات عدة على رغم أنه استطاع أن يحافظ على شباكه نظيفة 18 مرة، أي أفضل ثلاث مرات عن مانشستر يونايتد أو تشلسي.

وعلى عكس ارسنال فإنه حصل على كأس الاتحاد بعدما بذل جهوداً كبيرة وتأهله التلقائي لدوري أبطال أوروبا للموسم المقبل.

ومما لا شك فيه أن روبرتو مانشيني سيجند المزيد من اللاعبين هذا الصيف، فيما يتعين على تشلسي أن يبدأ فترة انتقالية بعد إقالة مديره الفني كارلو أنشيلوتي. ويمكن أن يعني هذا أن يكون مانشستر سيتي منافساً حقيقياً لجاره اللدود مانشستر يونايتد في الموسم المقبل. يذكر أنه وتشلسي كافحا ضد الأندية الأربع الأولى هذا الموسم، ولم يصل رصيدهما من الأهداف إلى ما سجله مانشستر يونايتد هذا الموسم (78) الذي يعتبر أقل كثيراً مما سجله في موسم 1999/2000 (97 هدفاً).

وجزء من هذا الإحباط يعود إلى أداء الشياطين الحمر خارج أرضه، حيث تعادل في 10 مباريات، أي أكثر من أي نادٍ آخر. ويمكن للمرء مناقشة ما يعني هذا بالنسبة إلى منتخب انكلترا، أما للمحايد فإنه من غير شك سيعتبر الدوري آسراً، فيما سيصف المعنيين بشكل أكبر من المشجعين واللاعبين والمديرين الفنيين، وربما حتى مجانين كرة القدم، الموسم بنصف ذلك.

أرقام واحصاءات

ـ سجلت الأندية 90 فوزاً خارج أرضها هذا الموسم في مقابل 91 للموسم 2009/2010 و110 فوز في موسم 2008/2009.
ـ تعادلت 111 مرة هذا الموسم في مقابل 96 للموسم الماضي و97 مرة في الذي قبله.
ـ حافظت 191 مرة على شباكها نظيفة في مقابل 221 للموسم الماضي و247 مرة في الذي قبله.
ـ سجلت 1063 هدفاً هذا الموسم في مقابل 1053 في الموسم الماضي و942 في الذي قبله.
ـ نسبة الأهداف في كل مباراة: 2.88 في الموسم الحالي، و2.77 في الموسم الماضي و2.48 في الموسم 2008/2009.
ـ مجموع التمريرات: 304183 هذا الموسم، 293183 الموسم الماضي و296666 في الموسم الذي قبله.
ـ نسبة التمريرات الصحيحة: 76.22 في المئة هذا الموسم، و38.80 الموسم الماضي و75.96 في المئة في 2008/2009.
ـ نسبة التمريرات الطويلة: 14.21 في المئة هذا الموسم و15.3 في 2009/2010 و15.01 في الموسم التالي.
ـ كانت لدى بلاكبول مشاكل كبيرة في خط دفاعه ما أدى إلى تسجيل 7 أهداف في مرماه أكثر من أي نادٍ أخر، حيث دخلت مرماه 78 هدفاً ويليه ويست بروميتش (71) ثم ويستهام (70).
ـ إذا انتهت المباريات في الدقائق الستين الأولى لكان ويستهام قد حصل على 16 نقطة إضافية، حيث خسر هذه النقاط بعدما كان متقدماً خلال الدقائق الستين الأولى، ويليه كل من ارسنال وليفربول ونيوكاسل وويغان الذين خسروا 12 نقطة.
ـ منذ وصول روي هودجسون إلى ويست بروميتش في 14 فبراير/شباط أربع أندية فقط حصلت على نقاط أكثر منه، حيث جمع تشلسي 27 نقطة ويليه ايفرتون (24) ومانشستر يونايتد (23) ومانشستر سيتي (22) ثم ويست بروميتش (20 نقطة).
ـ كان استون فيلا النادي الذي خسر أكثر المباريات من الاخرين بعدما كان متقدماً، إذ انهزم في 26 مباراة حيث تقدمه سندرلاند (23) وبلاكبول وويستهام (22) مباراة على التوالي.
ـ حصل تشلسي على 6 نقاط فقط من الـ18 الممكنة ضد الأندية الأربع الكبرى، حيث تقدمه ليفربول (11) ثم مانشستر يونايتد (9) وارسنال (8) وتشلسي (6) نقاط.
ـ استطاع مانشستر سيتي الحفاظ على شباكه نظيفة 18 مرة ويليه كل من مانشستر يونايتد وتشلسي (15) مرة لكل منهما.