أكد مصدر مطلع وأحد صناع القرار في الاتحاد السعودي لكرة القدم في حديث لـ quot;إيلافquot; أن لجنة الاحتراف السعوديةتدرس بنداً يمنع اللاعبين السعوديين المحترفين خارج المملكة من العودة قبل أن يمضوا على الأقل عاماً كاملاً، يأتي ذلك بعدما بدأت أندية سعودية معينة بسحب لاعبي منافسيها عن طريق نقلهم دولياً، ومن ثم إعادة استقطابهم رغماً عن ناديهم الأصلي.


الرياض: بدأ في السعودية الحديث الموسمي عمّا يسميه السعوديون quot;الكوبريquot; بعد حادثة انتقال مدافع نادي القادسية السعودية خالد الغامدي إلى دي اف سي ويل السويسري بصورة مفاجئة، ترددت معها أنباء عن أن ناديًا سعوديًا آخر هو من نقله إلى النادي السويسري تمهيداً لاستقطابه.

وطريقة quot;الكوبريquot; التي تكررت كثيراً في الملاعب السعودية تتلخص في أن أنظمة الاحتراف السعودية تمنع انتقال اللاعب الهاوي من ناديه إلى نادي سعودي آخر، إلا بعد مرور سنة كاملة من تاريخ عدم اتفاقهما على العرض الاحترافي المقدم من النادي إلى اللاعب.

في حين أن أنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لا تمانع في انتقال اللاعب الهاوي إلى أي نادٍ خارجي من دون الرجوع إلى ناديه الأصلي، مادام اللاعب لم يوقع عقد احتراف مع ناديه. وللتغلب على هذه المشكلة، تلجأ بعض الأندية إلى نقل اللاعب من ناديه إلى محطة أوروبية، ومن ثم إعادة استقطابه من هناك، في صفقة يتحملها النادي السعودي كاملة في ظرف اسبوعين أو ثلاثة على الأكثر.

هذه الطريقة، التي تثير استياء كثير من الأندية السعودية، لأنها تخسر لاعبيها من دون وجه حق على حد قولهم، تسببت في ضغط كبير على الاتحاد السعودي، الذي تلقى هذا الموسم الشكوى الثانية من نادي القادسية على لاعبها خالد الغامدي بعدما تلقى قبلها شكوى سابقة من نادي الوحدة بسبب توجه مدافع الفريق عبدالخالق برناوي إلى فريق برتغالي.

تحدثت quot;إيلافquot; مع مصدر نافذ في اتحاد القدم السعودي، وأكد أنه quot;ستكون البنود الجديدة أكثر صرامة في احتراف اللاعب السعودي خارجيًا، لتكون وفق ضوابط محددة، تحفظ حقوق اللاعب وناديه، وتمنح الفائدة للطرفين من هذا الاحتراف الخارجي، مما سيساهم بسد الثغرات الناتجة مما يسمّى بـquot;الكوبريquot;، والتي تمكن اللاعب المحترف خارجيًا في حال رغبته بالانتقال إلى ناد محلي آخر، أن يقوم بعقد صفقة مع احد الأندية الخارجية وبتوقيع (صوري)، ليعود بعدها إلى ناد محلي آخر، بعد أن يدفع هذا النادي المحلي عرضًا للنادي الخارجي، يكون أقل مما قد يدفع إلى ناديه الأساسي محليًاquot;.

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، quot;أن لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي تعكف حاليًا بوجود القانونيين الذين لهم باع طويل في هذا المجال علىصياغة بنود واضحة سيتم إعلانها قبل بدء فترة التسجيل المقبلةquot;.

وكان الوسط الرياضي السعودي قد تفشت من خلاله ظاهرة الكباريات، حيث كان أبرزها حادثةاللاعب طلال المشعل، التي انتهت اعارته من ناديه الأصلي الأهلي السعودي إلى نادي النصر موسم 2007 لينافس على ضمه المنافس في المدينة نفسهانادي الاتحاد، إلا أن اللاعب قرر الانتقال إلى نادي المريخية القطري، ليعود من خلالها إلى الدوري المحلي عبر بوابة الاتحاد، في صفقة بلغت حوالي 8 ملايين ريال،كسبت من خلالها خزينة المريخية القطري 4 ملايين ريال، ومن دون أن يحظى الأهلي بأي عوائد مادية جراء تنقله.

ثم عادت القصة مجددًا مع اللاعب أحمد الدوخي، الذي انتهت إعارته من نادي قطر القطري، حيث كان اللاعب لا يريد العودة مجددًا إلى ناديه الاتحاد، لينتقل إلى نادي ريدييج البلجيكي، قبل أن يعود بذلك إلى نادي النصر السعودي.

وعادت هذا الموسم للظهور من جديد، وذلك بعدما غادر اللاعب عبدالخالق برناوي من نادي الوحدة إلى فريقمافرا البرتغالي، أحد أندية الدرجة الثانية، قبل أن تتصاعد الأصوات بأن اللاعب في صدد العودة إلى الدوري السعودي عبر بوابة نادي الاتحاد، ليتبعه ظهير القادسية خالد الغامدي بالسفر والتوقيع مع نادي دي اف سي ويل السويسري، بعدما راجت أخبار داخل البيت القدساوي بأن اللاعب سيعود إلى الدوري المحلي عبر بوابة نادي النصر السعودي.

أمام ذلك وذاك، وبعد تصاعد الأصوات الإعلاميةحول سكوت لجنة الاحتراف أمام هذه التصرفات من اللاعبين، مما قد ينبأ بمسلسل متكرر بالسيناريو نفسه، أصدرت لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي بيانًا إعلاميًا، أوضحت من خلاله التزامها بحقها النظامي في عدم الإدلاء بأي رأي، قبل أن تتم مناقشته من قبل كل الأعضاء،وأن ما يتم التوصل إليه بعد الاطلاع على كل وثيقة ذات علاقة بهذا الموضوع أو أي موضوع آخر مماثل لأي ناد سيتم إعلانه من قبل اللجنة لوسائل الإعلام كافة.

كاشفة في الوقت نفسه عن quot;أن كل أعضاء اللجنة يجب أن تتاح لهم الفرصة لدراسة مثل هذه الموضوعات،والإعلان عن كل ذلك في وقته، لأن اللجنة عندما تبحث أي موضوع، تقوم بذلك وفق ما تقضي به لوائح وأنظمة الإحتراف السعودية والدولية، مؤكدة سعيها بكل جهدها إلى تحقيق آمال إحتراف أكبر عدد من لاعبي كرة القدم السعودية في الأندية الخارجية المتميزة، على أن يتم ذلك بالطرق النظامية التي تحفظ حقوقكل الأطراف المعنيةquot;.