تضاءلت حظوظ ممثليّ الجزائر في المسابقتين الإفريقيتين للأندية مولودية الجزائر وشبيبة القبائل في المنافسة على إحدى البطاقات الأربع المؤهلة إلى المربع الذهبي بعدما منيا معا بخسارتين جديدتين في الجولة الثالثة الجمعة ، و بات الفريقان خاصة الشبيبة يحتاجان إلى معجزة حقيقية لتفادي الخروج المبكر من دور الثمانية.

ففي دوري الأبطال فشل المولودية في العودة و لو بنقطة من تنقله إلى مصر أمام الأهلي حيث خسر المباراة التي كانت بمثابة الفرصة الأخيرة للفريقين معا بهدفين لصفر وهي الخسارة الثانية للعميد في دور المجموعات بعد تلك التي تعرض لها في المغرب أمام الوداد البيضاوي برباعية نظيفة في الجولة الثانية ليتجمد رصيده عند نقطة واحدة ظفر بها أمام الترجي التونسي عند تعادلهما في افتتاح المجموعات بالجزائر ، وهو ما جعله يحتل المركز الأخير في مجموعته.

و رغم أن منطق الحسابات يجعل بإمكان المولودية تدارك التعثرين و لبقاء في السباق إلا أن المعطيات تؤكد استحالة انتصاره فيلقاءات الإياب الثلاثة المتبقيةوبأن الفريق سيتحول إلى مجرد جسر يمنح لمن يمر عبره النقاط الثلاث، و ربما سيؤدي دور الفاصل في تحديد هوية صاحب الصدارة أو هوية المتأهل الثاني .

و الحقيقة التي لا يجب تجاهلها هي النتائج السلبية التي يسجلها قارياً هي مجرد تحصيل حاصل للأوضاع الإدارية العسيرة التي مر ولا يزال يمر بها والجميع كان يتوقعها.

فزملاء حمزة كودري وبعدما خاضوا موسما شاقا لتفادي الهبوط لم ينالوا الراحة الكافية حيث خاضوا أول مباراة افريقية ضد الترجي أسبوعا فقط بعد نهاية الدوري المحلي، كما أن الاستعدادات للمواجهات الإفريقية لم تكن في المستوى لأسباب مختلفة منها غياب مدرب رئيسي بعد انسحاب نور الدين زكري و عدم إسراع الإدارة في تعيين خليفته لحد الآن و الاكتفاء بإسناد المهمة لعبد الحق مقلاتي كمدرب مؤقتلم يقدر لوحده على معالجة جملة من المشاكل الفنية و البدنية للاعبين تراكمت على مدار الموسم فضلا عن عدم اكتمال الصفوف إذ خاض الفريق مباراته الأولى بتعداد لا يتعدى الـ14 لاعباً من المؤهلين في اللائحة الإفريقية ، يضاف إليها التغييرات الكثيرة التي طرأت على تشكيلة الفريق بعدما غادره عدد من الركائز في صورة المدافع سفيان حركات و نسيم بوشامة و بدبودة و مقداد و دراق و تأخر عملية الانتدابات لقيد الجدد قارياً وضعهم تحت تصرف المدرب منذ المباراة الأولى.

وأمام هذا الوضع لم يجد المدرب مقلاتي من حيلة سوى العمل على رفع معنويات أشباله والدفاع عن ألوان الفريق بالروح القتالية التي لم تجدي نفعا أمام منافسين أشداءأعدوا جيدا لهذه المنافسة من خلال الاحتفاظبنفس التعداد وتدعيمه بعناصر قوية وتعيين ربان خبير لقيادة سفينة الفريق في وقت انشغل الجميع في المولودية بالمستحقات المالية وبالمفاوضات التي يجريها عمر غريب لاعبين يجزم أنهم سيلعبون للفريق قبل أن تطالعنا الصحف بإمضائهم في أندية أخرى و فشل حتى في التعاقد مع مدرب يقود الفريق.

ومما يؤكد أن المولودية كان ظلا لنفسه هو الأداء الباهت الذي قدمه زملاء رضا بابوش خاصة ضد الوداد الذي وصل عرين عز الدين في أربع مناسبات بسهولة تامة و تجسد هذه النتائج التيسجلها في المجموعات الصعوبات الكبيرة التي وجدها أيضا في الأدوار التمهيدية أمام منافسين متواضعين.

ولم يكن حال المولودية يختلف عن أحوال شبيبة القبائل الذي بلغ هو الآخر دور الثمانية في كأس الكنفدرالية حيث يتجه الكناري إلى تسجيل أسوأ مشاركة قارية له في دور الثمانية سنة واحدة فقط بعدتألقه وبلوغه نصف نهائي دوري الأبطال و خسارته أمام حامل اللقب مازيمبي الكونغولي.

فبعد مرور ثلاث جولات لا يزال رصيد الشبيبة من النقاط متجمد عند الصفر ليتذيل سبورة ترتيب مجموعتهبعدما مني بثلاث هزائم متتالية منها اثنان على أرضه وأمام أنظار محبيه أخرها ضد موتيما بيمبي الكونغولي بثنائية نظيفة وقبلها ضد سان شاين النيجيري بثلاثية وأولى أمام المغرب الفاسي المغربي بهدف لصفر في الجولة الأولى بفاس، و بإلقاء نظرة بسيطة على أوضاع المجموعة و معطياتها يتأكد لنا أن الشبيبة خرج مطأطئ الرأس وما عليه سوى انتظار العام القادم للمشاركة في نفس المسابقة بصفته حامل لقب الكأس.

وعاش الفريق القبائلي ظروفا مشابهة لتلك التي مر بها المولودية من حيث عدم الاستقرارفي تعداده وفي طاقمه الفني اذ غادرهثمانية من لاعبيه الأساسيين في صورة بلال نايلي و نبيل يعلاوي و سيد علي يحيي شريف و زيتي و آخرون و أكدت المباريات الإفريقية أن الجدد ليسوا على نفس المستوى مع المغادرين ، و مما زاد الطين بلة غياب عدد من اللاعبين بداعي الإيقاف أو الاعطاب خاصة المدافع المحوري بلكالام ، كما بدا واضحا أن الفريق تاثر كثيرا باستقالة المدرب رشيد بلحوث مع نهاية الموسم و لم يكن خليفته موسى صايب على نفس الخبرة خاصة مع انشغاله بتدبير أموره للمهنية مع الاتحاد للحصول على إجازة الاتحاد الإفريقي التي تسمح له بمزاولة مهنة التدريب على مستوى النخبة.

والأدهى و الأمر هو التصريحات التي ظل يدلي بها صايب بان كأس الكنفدرالية الإفريقية لا تدخل ضمن أولويات و أهداف الشبيبة مما جعل أشباله يفقدون الرغبة و الحماس و يشعرون بالإحباط إذ لا يعقل أن يحرموا من عطلتهم الصيفية و يتدربون في عز حرارة الصمائم التي تزامنت مع الشهر الكريم ليخوضوا مباريات بطولة لا تدخل ضمن أهداف الفريق أو بمعني اصح المدرب و رئيسه شريف حناشي اللذان حاولا التغطية على إخفاقهما بهذا التبرير غير الواقعي.

وأصبح محبو الشبيبة مقتنعين أكثر من أي وقت مضى أن عودة الكناري للتغريد محليا وقارياً و في جميع الفصول يحتاج إلى ثورة حقيقية تناسب تاريخ النادي العريقبعدما تأكدوا أن إستراتيجية حناشي الإصلاحية باءت بالفشل لاعتماده على الترقيع أكثر من الحلول الجذرية.