سجل العداء ابو بكر كاكي اسم السودان في سجلات بطولة العالم لالعاب القوى عندما منحه فضية سباق 800 م في النسخة الثالثة عشرة المقامة حاليا في مدينة دايغو الكورية الجنوبة حتى الاحد المقبل.

وقطع كاكي (22 عاما) مسافة السباق بزمن 41ر44ر1 دقيقة خلف الكيني ديفيد روديشا صاحب الرقم القياسي العالمي والذي نال الذهبية بزمن 91ر43ر1 دقيقة، فيما عادت البرونزية الى الروسي يوري بورزاكوفسكي بطل اولمبياد 2004 في أثينا بزمن 49ر44ر1 دقيقة.

وهي الميدالية الاولى للسودان في تاريخ مشاركاته في بطولات العالم.

وضرب كاكي، بطل العالم داخل قاعة عامي 2008 في فالنسيا و2010 في الدوحة، عصفورين بحجر واحد فهو منح بلاده ميداليتها الاولى في تاريخ البطولة، وعوض خيبة امله في النسختين الاخيرتين في اوساكا عام 2007 عندما خرج من التصفيات وبرلين 2009 عندما كان مرشحا بقوة لاحراز اللقب لكنه خرج من دور الاربعة اثر تعرضه للسقوط دون ان يكمل السباق.

وحذا كاكي حذو مواطنه اسماعيل احمد اسماعيل الذي كان اول عداء يمنح السودان ميدالية في دورة الالعاب الاولمبية عندما احرز فضية سباق 800 م، علما بانه فشل في بلوغ الدور النهائي في دايغو وخرج من الدور الاول.

وللمفارقة فان التاريخ اعاد نفسه بالامس لكن في الاتجاه المعاكس، لان كاكي كان خرج من نصف النهائي في اولمبياد بكين حيث توج اسماعيل بالفضية علما بان الاول كان المرشح الابرز للتتويج رغم انه لم يكن يبلغ وقتها سن التاسعة عشرة، وفي دايغو توج بالفضية وخرج اسماعيل صاحب الخبرة (29 عاما) من الدور الاول.

واعرب كاكي عن فخره الكبير بمنح بلاده اول ميدالية في تاريخ مشاركاتها في بطولات العالم وقال في تصريح لوكالة quot;فرانس برسquot;: quot;لا اجد الكلمات للتعبير عن فرحتي، هذا انجاز لبلدي اولا ولي شخصيا وللعرب أجمعين، لطالما تمنى العديد من الرياضيين والرياضيات في بلدي تحقيق هذا الانجاز لكنهم لم يوفقوا، لكني وبفضل تداريبي الشاقة تمكنت من نيل هذا الشرفquot;.

وفك كاكي النحس الذي لازم العدائين والعداءات العرب في الايام الثلاثة الاولى من البطولة حيث حققوا نتائج مخيبة لا ترقى الى مستوى الطموحات والتطلعات المعقودة عليهم.

وكان كاكي العداء الوحيد الذي تمكن من حجز بطاقته الى الدور النهائي بين 5 عدائين عرب خاضوا التصفيات حيث خرج الجزائري محفوظ براهمي والكويتي محمد العازمي من دور الاربعة والمغربي محسن الامين والسوداني اسماعيل احمد اسماعيل من الدور الاول.

وحقق كاكي نتائج لافتة هذا الموسم واحرز المركز الاول في لقاءي يوجين وبرمنغهام ضمن الدوري الماسي، وحل ثانيا في لقاء لندن ضمن الدوري ذاته، كما ان اداءه في التصفيات كان جيدا خصوصا في الدور الاول عندما تصدر المجموعة الثالثة بزمن 83ر44ر1 دقيقة، قبل ان يعاني الامرين في الدور نصف النهائي بعد سباق انتحاري حيث تأهل باعتباره احد افضل عداءين حققا اسرع توقيت في التصفيات.

لكن كاكي خاض بالامس سباقا رائعا بحذر كبير حيث صمد وراء روديشا الذي اخذ المبادرة منذ البداية حتى خط النهاية، فيما قاوم كاكي في الامتار الاخيرة ونجح في خطف المركز الثاني بفضل السرعة النهائية امام الروسي بورزانوفسكي بطل اولمبياد اثينا عام 2004.

واوضح كاكي حامل الثنائية (800 م و1500 م) في دورة الالعاب العربية عام 2007 في مصر في تصريح لوكالة فرانس برس: quot;ركزت منذ البداية وعملت على تفادي ارتكاب اي خطأ لانه لا مجال للتعويض وسط كوكبة من افضل العدائين في هذا الاختصاصquot;.

وتابع كاكي المتوج باللقب العالمي في فئة الشباب عام 2008 في بولندا: quot;انا فخور بانجازي الذي ساهمت من خلاله في كتابة اسم السودان في جدول الميداليات في بطولة العالمquot;، مضيفا quot;أتمنى ان يكون تتويجي فاتحة خير على باقي العدائين والعداءات العرب لحصد المزيد من الميداليات في البطولة العالميةquot;.

وللمفارقة فان امنية كاكي تحققت بعد 10 دقائق فقط حيث توجت التونسية حبيبة لغريبي بفضية سباق 3 الاف م موانع.

وابرز كاكي الذي اقام معسكرات تدريبية عدة في قطر وعمان واليمن ومصر والسويد والولايات المتحدة: quot;فرحتي مزدوجة اليوم: فرحة العيد الذي حرمت من قضائه مع عائلتي لكن الله عوضني بفرحة التتويج في دايغو. انا سعيد ايضا لشعبي الذي يعتبر في حاجة ماسة الى هذه الانتصارات. لقد انتظرت كثيرا لكنني انصفت في النهايةquot; في اشارة الى تألقه في مضامير العاب القوى منذ صغر سنه وتحديدا منذ طرقه ابواب الكبار في مونديال اوساكا عام 2007 حيث خرج من الدور الاول ثم توقفت مسيرته في دور الاربعة في اولمبياد بكين عام 2008 وحرمه السقوط من بلوغ الدور النهائي في برلين 2009.

ويقول كاكي في هذا الصدد quot;كل هذه الاخفاقات كانت بمثابة تجربة وموعظة واستخلاص للعبر، لقد انتظرت كثيرا لكسر هذا الحاجز وهذا الاخفاقquot;.

وختم quot;اتمنى ان يكون انجازي اليوم (امس) فاتحة خير للسنة القادمة حيث اطمح الى ميدالية اولمبيةquot; في لندن.